jo24_banner
jo24_banner

استسقاء الأمطار… واستسقاء المغنيات من الأمصار!

استسقاء الأمطار… واستسقاء المغنيات من الأمصار!
جو 24 :


كتب وسام السعيد -  نعيش زمناً غريباً… نرفع أكفّنا إلى السماء طلباً للمطر، بينما تمتدّ أكفّ أخرى إلى بطاقات الحفلات وكؤوس "اللاونجات”!

 نصلّي استسقاءً بالنهار، ونستقبل المغنيات بالليل… نرجو رحمة الله في خطبة الجمعة، ثم نغضبه في السهرة ذاتها. 

  نستسقي الغيث من السماء، بعد أن استسقينا الرخص لتراخيص النوادي الليلية، واستسقينا شهرة المغنيات من كل الأمصار. 

بل وا صبحنا نخشى   "جفاف موسم السياحة” أكثر من جفاف الزرع!  

أصبحت الاستقامة تُتَّهَم بالتشدّد، والحياء يُوصف بالتخلّف، والدين صار "خياراً شخصياً” لا يجوز أن يُذكَر في العلن!

 بينما التفاخر بالمعصية صار "ستايل حياة”، وقطع الرحم صار "استقلالية”، وأكل حقوق الناس صار "شطارة”!  

أي مطر نطلب؟ ووجوهنا تبتسم للباطل وتغضّ الطرف عن الحق؟ 
أي غيث نرجو ونحن نحارب من يُذكّرنا بالله وكأن الدين تهمة؟ 
 السماء لا تبخل بالمطر، لكنها تأنف أن تمطر على قلوب قاسية، غارقة في الزيف والرياء.

 ولو نزل المطر اليوم، فليس لأننا نستحقه… بل لأن بيننا من يستحقّ الرحمة: 

فقير جائع لم يجد قوت يومه، أو عجوز رفعت يديها خفية وقالت "يا رب”، أو طفل ببراءته استحيا أن يرى الأرض عطشى. 

 أما 
  أهل الضوضاء واللاونجات والأسماء اللامعة — فربما نحتاج أولاً صلاة استسقاء للضمائر قبل المطر، علّ الله يبلّل قلوبنا اليابسة قبل أن يبلّل أرضنا العطشى. 

 فعلاً، ما لنا غير رحمة ربٍّ ترأف بالزرع والحيوان وفقراء البشر، أما نحن… فغير صالحين، لكننا ما زلنا نطرق باب الكريم، علّ المطر ينزل لا لأننا طيبون، بل لأن الله أرحم من أن يعاملنا بعملنا.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير