jo24_banner
jo24_banner

حين يكون الاندماج بين الأحزاب على أرض رخوة، وحين يعتقد أحدهم بأنه زعيم الحزب الشيوعي الصيني!

حين يكون الاندماج بين الأحزاب على أرض رخوة، وحين يعتقد أحدهم بأنه زعيم الحزب الشيوعي الصيني!
جو 24 :


كتب د. محمد أبو بكر 

منذ تسعينيات القرن الماضي ، شهدت الساحة الحزبية الأردنية العديد من محاولات الاندماج ، وفي غالبيتها كان الفشل هو سيد الموقف  ، لأسباب عديدة ، يقف على رأسها تلك الشخصنة البغيضة،  والأنانية المفرطة ، والكل يريد أن يتبوأ موقع الأمين العام .

حدث اندماج بين عدة أحزاب ، تم الاتفاق على اختيار أحدهم أمينا عاما ، وباقي الشباب أصبحوا نوابا للأمين العام ، ولكن على مضض ، لم تسر الأمور على ما يرام ، وسرعان ما وجدت الخلافات طريقها ، لأسباب سخيفة ، فانفرط عقد الحزب الجديد ، وانتهت سولافة الاندماج. 

تجربة الحزب الوطني الدستوري هي المثال الأكبر ، فالملك الراحل الحسين زار المرحوم أنيس المعشر في منزله ، وكان أمينا عاما لحزب الوعد ، حضر اللقاء مجموعة من الأمناء العامين ، وكانت للملك مقولة شهيرة .. الزحام يعيق الحركة ، دلالة على كثرة الأحزاب في ذلك الوقت ،  واعتقد الحاضرون بأنها رغبة ملكية بتوحيد جهود هذه الأحزاب ضمن حزب واحد كبير .

وبدأت اللقاءات بين تسعة أحزاب وسطية ، وجرى الاندماج تحت راية حزب جديد اسمه الوطني الدستوري ، الذي كان يرأسه المرحوم عبد الهادي المجالي ، وتم الإتفاق على مرحلة انتقالية مدتها عام واحد فقط ، وجرى التوافق على المجالي أمينا عاما ، وباقي الأمناء أصبحوا نوابا له ، واختيار علي فريد السعد رئيسا للمجلس المركزي .

كان المراقبون والمتابعون يعتقدون بأن الحزب قادم بقوة ، وسيكون المنافس الأكبر للحركة الإسلامية ، ثم بدأ التحضير للانتخابات النيابية،  فتشكلت قائمة الحزب ،  كانت المفاجأة بأن فاز اثنان فقط لعضوية مجلس النواب وهما .. عبد الهادي المجالي وعبد الرؤوف الروابدة ، وبالطبع لم يأت هذا الفوز بسبب شعبية الحزب الذي كان يفتقدها أصلا ، بل بسبب شعبية الرجلين في منطقتيهما. 

بعد العام الانتقالي ، عقد الحزب مؤتمرا كبيرا في قاعات جبري ، كنت من بين الحضور ، وكان يفترض إجراء انتخابات الأمين العام وكافة المواقع القيادية ، صعد أنيس المعشر للمنصة ، كال المديح للأمين العام عبد الهادي المجالي داعيا لاستمراره في الموقع ، فضجّت القاعة بالتصفيق ، فبات المجالي أمينا عاما دون انتخاب .

هذه اللحظة شهدت امتعاض كثيرين ، ووزير سابق رفض الترشح لمنصب نائب الأمين العام ، هذا الرفض كان نقطة فاصلة في مسيرة الحزب ، الذي بدأ بالتراجع والضعف ،  ثم غادره المجالي نفسه ، وشكّل حزبه الثالث .. التيار الوطني ، فحزب العهد هو أول حزب قام المجالي بتأسيسه.

الأحزاب الاردنية مازالت تعيش بما يشبه السراب الحزبي ، لم نصل بعد لمرحلة الحقيقة ، ومن حق رئيس لجنة التحديث السياسي سمير الرفاعي أن يغسل يديه من مخرجات اللجنة وخاصة ما يتعلق بالأحزاب ، وحالات الاندماج مآلها الفشل ، لأنها تجري على أرض رخوة ، لا فكر ولا برامج ولا حتى هدف واضح ، ناهيك عن الشخصنة وتضخيم الأنا ، والمصيبة الكبرى حين يظنّ أحدهم بأنه أمين عام الحزب الشيوعي الصيني ، وبالكاد يستطيع تجميع حمولة باص كوستر .. وسلامتكم!

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير