2025-12-15 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ورقة موقف صادرة عن حزب المستقبل والحياة الأردني بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد وصفي التل

ورقة موقف صادرة عن حزب المستقبل والحياة الأردني  بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد وصفي التل
جو 24 :

 

 

تحلّ ذكرى استشهاد وصفي التل هذا العام، والوطن يمرّ بلحظة مفصلية تتعاظم فيها التحديات الاقتصادية والسياسية، وتتجدد فيها الحاجة إلى استلهام النماذج الوطنية الصادقة التي اختبرت قدرتها عبر الزمن. وفي مقدمة هذه النماذج يأتي الشهيد وصفي التل، الذي لم يكن مجرد رئيس وزراء أو رجل دولة، بل كان صاحب مشروع وطني متكامل يستند إلى العلم والعمل وتعظيم اهمية الزراعة والإنتاج، وإلى شجاعة في اتخاذ القرار لا تعرف المواربة، وإلى رؤية قومية ترى الأردن القوي المتماسك جزءًا عضويًا من قضايا أمته وفي مقدمتها قضية فلسطين.

انطلاقًا من إرث الشهيد يضع حزب المستقبل ورقة الموقف هذه لتبيان الدروس الوطنية التي ينبغي استلهامها اليوم من فكر الشهيد ونهجه، وتحديد ما تعنيه هذه الدروس في مشروع وطني أردني للمستقبل.

أولاً: الدرس الوطني في بناء الدولة المنتجة

كان الشهيد وصفي التل يرى أن قوة الأردن تُصنع بفكر وسواعد ابنائه في حقوله ومصانعه ومدارسه ومؤسساته الوطنية المختلفة، وأن الاكتفاء والإنتاج المحلي وعدم الإعتماد على الدعم والمساعدات الخارجبة شرط للاستقرار السياسي والكرامة الوطنية. حيث دعا إلى مشروع وطني زراعي–علمي–اقتصادي يقوم على المحافظة على الأرض الزراعية واستغلال الموارد والثروات الطبيعية لتشغيل الناس وتمكين المجتمعات المحلية ودعم الإقتصاد الوطني.

الدروس المستفادة اليوم:

1. إطلاق مشروع وطني للإنتاج الزراعي والصناعي يعتمد على المعرفة، ويعيد الاعتبار للريف كرافعة اقتصادية لا كأطراف مهمّشة، والإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.

2. تحويل العقول والسواعد الأردنية إلى طاقة اقتصادية عبر برامج انتاج مبنية على مهارات حديثة ومشاريع زراعية وصناعية وتعدينية صغيرة ومتوسطة.

3. التحرر من التبعية الاقتصادية عبر اقتصاد وطني مستقل الإرادة، كما سعى الشهيد لبناءه حين حارب كل أشكال الارتهان الاقتصادي للخارج.

ثانياً: الدرس الوطني في الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد

كان الشهيد التل صاحب مشروع إصلاح سياسي شجاع، وضع "تطهير أدوات الدولة من الفساد والفاسدين" في مقدمة أولوياته. امتاز بالوضوح والجرأة في اتخاذ القرارات، وحمّل نفسه المسؤولية ولم يتوارَ خلف أحد.

الدروس المستفادة اليوم:

1. الإصلاح السياسي الشامل الذي يضمن التعددية الحزبية وحقوق المواطنة، ويعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.

2. إرادة سياسية حازمة في مكافحة الفساد تنطلق من فلسفة الشهيد: أن الفساد إذا استشرى صار عاملًا لانهيار الدولة.

3. تعزيز استقلالية المؤسسات الرقابية والقضائية لضمان المساءلة والنزاهة ومنع استغلال السلطة.

ثالثاً: الدرس الوطني في دور الشباب وبناء الجيل القادر

راهن الشهيد التل على الشباب، ورأى فيهم وقود مشروع الدولة الحديثة، وبنى نهجه على قيمة العمل والانتماء والقدرة على التضحية.

الدروس المستفادة اليوم:

1. إشراك الشباب في صناعة القرار عبر تمكين سياسي حقيقي لا شكلي.

2. بناء فلسفة وطنية لدى الأجيال الجديدة قائمة على العمل والإنتاج والدفاع عن قضايا الوطن والأمة.

3. إعادة الاعتبار لقيم الانضباط والمسؤولية والإقدام التي شكّلت جوهر شخصية الشهيد ونهجه.

رابعاً: الدرس الوطني في البعد القومي وقضية فلسطين

كان الشهيد يرى أن الأردن "وطن لكل العرب"، وكان مؤمنًا بحتمية تحرير فلسطين، ومشاركًا بنفسه في القتال على أرضها. كان يحمل مشروع تحرير يرتكز على دعم صمود أبناء فلسطين وتمكينهم في وطنهم باعتبارهم نواة مقاومة الإحتلال على أرضهم مع دعم الجيوش العربية المنظمة والموحدة لهذه المقاومة، هذا المشروع يعكس رؤية قومية عملية لا شعاراتية.

الدروس المستفادة اليوم:

1. تأكيد مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان الأردني بوصفها قضية وطنية وقومية لا تنفصل عن أمن الأردن ومستقبله.

2. التمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال على أرضه ضمن إطار نضال مشروع يعترف به القانون الدولي.

3. رفض مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وتحصين الجبهة الداخلية الأردنية في مواجهة الضغوط السياسية والإقليمية.

خامساً: الدرس الوطني في شجاعة القيادة ومسؤولية القرار

تميّز الشهيد وصفي التل بشجاعة شخصية وسياسية نادرة؛ لم يختبئ خلف المناصب أو السلطات، ولم يهرب من مواجهة القرارات المصيرية. كان المنصب بالنسبة له "منبرًا للتضحية" لا مكسبًا أو موقعًا للتفاخر.

الدروس المستفادة اليوم:

1. استعادة نموذج القيادة المسؤولة التي تواجه الناس بالحقائق وتتحمل نتائج قراراتها.

2. ترسيخ ثقافة الخدمة العامة القائمة على النزاهة والتجرد والالتصاق بالناس وقضاياهم.

3. اعتماد نهج الدولة القوية العادلة التي تستمد شرعيتها من احترام دستورها وخدمة مواطنيها.

خاتمة: نحو مشروع وطني أردني معاصر بروح وفكر وصفي التل

إن استذكار الشهيد وصفي التل بعد 54 عامًا ليس فعلاً عاطفيًا ولا مناسبةً سنويةً للتباكي، بل فرصة لصياغة مستقبل جديد بروح وفكر مشروعه:

الأخلاق السياسية، الإنتاج الوطني، سيادة القانون، دور الشباب، ومحورية القضية الفلسطينية.

يدعو حزب المستقبل والحياة الأردني إلى تبنّي نهج وطني جديد ينسجم مع هذه القيم، ويستعيد ثقة الأردنيين بدولتهم، ويعيد بناء القوة الوطنية الشاملة، ويجعل من الأردن دولة إنتاج وإصلاح وسيادة وعدالة. هكذا فقط يكون الوفاء لذكرى الشهيد، وهكذا يكون استلهام إرثه مشروعًا حيًا يخدم الوطن، لا ذكرى عابرة.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير