خبير اقتصادي: “مدينة عمرة” مشروع نخبوّي بكلفة ضخمة ولا يشكّل حلًا لأزمات التوسع السكاني
جو 24 :
خاص – قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن توسّع المجتمعات ودخولها مراحل عمرانية جديدة أمر طبيعي، لكن الإشكالية تكمن في ما إذا كانت المدن تُنشأ بقرار فوقي أم كنتيجة لنمو اقتصادي واجتماعي طبيعي.
وأضاف عايش لـ"الأردن 24" أن إنشاء مدن جديدة عادة ما يرتبط بأهداف اقتصادية أو ترفيهية أو لغايات تخفيف الضغط عن المدن الكبرى، لكن نجاحها يعتمد على قدرتها على استيعاب شرائح واسعة من السكان، وليس أن تكون حكرًا على فئات محددة.
وأشار إلى أن مدينة عمرة، كما طُرحت، تبدو مدينة نخبوية لا تستطيع الطبقة المتوسطة أو الدنيا تحمّل كلف السكن فيها، خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الأراضي بما يصل إلى 100% قبل بدء المشروع.
ولفت عايش إلى أن كلفة المدينة قد تصل إلى 8 مليارات دينار، وأن إنجازها الكامل قد يحتاج إلى 35 عامًا، ما يثير تساؤلات حول العائد الاقتصادي الحقيقي، وقدرة المشروع على سداد كلفه أو المساهمة في تخفيف الضغط السكاني.
وأوضح أن عدد سكان الأردن يقترب من 12 مليون نسمة، وأن المدينة – حتى بعد اكتمالها – لن تستوعب أكثر من مليون شخص خلال 25 عامًا، وهو ما يجعلها غير قادرة على تقديم حل جذري لأزمة التوسع السكاني أو الازدحامات في عمّان والمناطق المحيطة.
وأكد عايش أن التحدي الأكبر يتعلق بكُلف البنية التحتية المطلوبة لمثل هذه المدن مقارنة بالمدن الإدارية، مشيرًا إلى ضرورة مراجعة الأولويات في رؤية التحديث الاقتصادي التي لم تحقق حتى الآن أثرًا ملموسًا، حيث لم يتجاوز الإنجاز 36% من أولويات المرحلة الأولى (2023–2025)، مع تأجيل مشاريع أساسية سيزيد كلفتها مستقبلًا.
وختم عايش بالقول إن مدينة عمرة قد تشكّل نموذجًا جديدًا للمدن الذكية، لكنها لا تُغني عن الاستثمار في تطوير المدن الحالية وتحسين الخدمات وتخفيف الازدحامات ورفع كفاءة البنية التحتية، باعتبار هذه المسارات أكثر واقعية وأقرب لاحتياجات المواطن.








