دية: خطابات الموازنة سقفها مرتفع ووعودها كالسراب… والمشهد يتكرر كل عام
جو 24 :
خاص – انتقد الخبير الاقتصادي منير دية الخطابات النيابية خلال مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2026، واصفاً إياها بأنها ذات سقف مرتفع ووعود لا تلامس الواقع، في ظل استمرار تجاهل جوهر التحديات والأرقام الحقيقية الواردة في مشروع الموازنة.
وقال دية لـ"الأردن 24" إن ما جرى تداوله في الجلسات وما ورد في رد اللجنة المالية لمجلس النواب لا يتجاوز "الخطوط العريضة”، دون الدخول في التفاصيل الجوهرية للموازنة، معبّراً عن أسفه لـ"تكرار الخطابات والمطالبات ذاتها في كل عام، وكأن شيئاً لم يتغير".
وأضاف أن النواب يكررون سنوياً المطالب ذاتها: زيادة الرواتب، خفض المديونية، تقليل فوائد الدين العام، وتخفيض الضرائب، ورغم ذلك لم تستجب الحكومات لهذه التوصيات عبر السنوات، وبقيت دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
ويرى دية أن المشهد الحالي لا يختلف عن الأعوام السابقة، إذ ستُقر الموازنة –وفق تقديره– كما وردت من الحكومة، وبدون التزام واضح بتنفيذ توصيات اللجنة المالية، بينما تكتفي الحكومة بالرد بأنها "ستعمل على تنفيذ ما تستطيع”.
وأكد أن المواطن لم يلمس أي أثر حقيقي لكل تلك المناقشات والمطالبات، فلا زيادة ملموسة على الدخل، ولا انخفاض في البطالة أو نسب الفقر، ولا تحقيق لمعدلات النمو المطلوبة وفق رؤية التحديث الاقتصادي، قائلاً: "ما زلنا نراوح مكاننا".
وشدد دية على أن الحكومة، في ظل الأرقام الحالية في مشروع الموازنة، غير قادرة على تنفيذ المطالب الخدمية أو المالية التي يطرحها النواب، سواء ما يتعلق بالرواتب أو الضرائب أو المديونية، ما يجعل الخطابات النيابية مجرد تكرار لا يغير في النهج الاقتصادي القائم.
وختم بالقول إن الموازنة ستصل في النهاية إلى الإقرار "كما هي، دون تعديل جوهري"، لتبقى الأزمة ذاتها والمشهد نفسه يتكرران منذ سنوات بلا تغيير.








