jo24_banner
jo24_banner

في تدريب المعلمين: قفز على البدهيات

في تدريب المعلمين: قفز على البدهيات
جو 24 :
كتب  الدكتور: محمود المساد

 
من الثوابت عالميّا أن تدريب المعلمين هو الطريق الوحيد لمهنية التعليم، وتمكين المعلمين، وتطوير الأداء المنجِز،
كنت سعيدا وأنا أتابع تصريحات معالي وزير التربية والتعليم حول قراراته التي تشترط عدم تعيين أي معلم جديد، ابتداء من عام 2027 إلا إذا حصل على دبلوم إعداد وتأهيل تربوي، ومسلكي، وهو ما يعني أن التدريب أصبح شرطًا أساسيّا، ومُلزمًا للتوظيف؛ مشيرًا إلى ضرورة تأهيل المعلم لمواكبة متطلبات المهنة، وتحسين جودة التعليم، مع التأكيد على أن الوزارة ستتحمل تكلفة هذا التأهيل لضمان إتاحة الفرصة للجميع. مع وعد بتدريب 4 آلاف معلم قبل الخدمة سنويّا،هذا فضلا عن تطوير الوزارة لبرنامج "بيتك" عن طريق التعاقد مع شركة متخصصة لتطويره، علما بأن 18 ألف طالب وطالبة التحقوا به منذ إطلاقه، مع إضافة تخصصي الرياضة والصحة، ووجود 245 مدرسة مهنية حاليّا.

فعلا، هذا توجه حقيقي للوزارة، مع أنه كشف بكل وضوح عن أخطاء سابقة كانت قد اتخذتها الوزارة حين ألغت بها كليات المجتمع المتوسطة التي تميزت بتأهيل المعلمين بدبلوم مسلكي تطبيقي متكامل، وتحويل هذه الكليات التي تزيد عن خمسين كلية موزعة على أرجاء المملكة كافة إلى جامعة واحدة تقدم شهادة جامعية تربوية نظرية.كما مارست الوزارة تقزيما لمركز التدريب التربوي الذي تميز بتطوير أداء المعلمين، والكوادر المساندة، والقيادات التربوية في النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن الفائت. فضلاً عن حرف المركز عن دوره الذي كان يقوم به في إلغاء الابتعاث للجامعات الأردنية في برنامجي الدبلوم، والماجستير.

نعم، لتوجه الوزارة الجديد، ولكن ألم يكن من الأفضل لمعالي الوزير أن يكون شفافا ويقول: إن بوابة التعيين ابتداءً من عام 2027 سيكون لحمَلة الدبلوم المسلكي التطبيقي القائم على المهارات، وتقييم الأداء العملي التطبيقي فقط، وهو الذي تقدمه الجامعات الحكومية التي تبنّت، أو ورثت دبلوم كلية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بعد إعادته لمساره السابق، شريطة أن تُصمم له أدوات التقويم المناسبة، وتطبيقها بوساطة خبراء من خارج هذه الكليات، إلى جانب أساتذة الكليات، وأساتذة المدارس التطبيقية التي يتم تطبيق المواقف الصفية فيها.

إلى جانب ذلك حيث تكون بوابة هذه الكليات متاحة للجميع من خريجي الثانوية العامة، بمعدلات لا تقل عن كليات العلوم، والرياضيات غير التربوية، وأن تدفع الوزارة رسوم الخريجين الناجحين فقط في اختبارات الأداء العملي التطبيقي.

أما برنامج بيرسون "بيتك" المطبق منذ عامين، فقد تبين للجميع أنه أعلى من مستوى طلبتنا، ويحتاج لطلبة يتقنون القراءة والكتابة، ويمتلكون الدافعية للتعلم، مع توافر معلمون متمكنون لتعليمهم، وبيئات تعلم غنية بمتطلبات هذا البرنامج من أدوات، وتجهيزات حديثة تتقارب مع ما هو موجود في أسواق العمل.

إذن؛ معاليك، لماذا نحتاج إلى شركة متخصصة لتطوير البرنامج؟ ولماذا لا يُعهَد للخبراء المحليين بتطويره، وتكييفه، فهم أعرف بمشاكله، وآليات تطويره.

يكفينا ما فاتنا من توجهات، واعتمادية على غرباء عن واقعنا التربوي من الداخل والخارج، فهي دعوة للثقة بما لدينا من إمكانات، وخبرات، تطورت على أيديها نظم تعليمية في عدة دول في الإقليم وثقوا بها، وبادلوهم التفاني، والإخلاص، والإنجاز.

ولا ننسى أن الأردن بكفاءات أبنائه العلمية العالية، وخبراتهم التربوية العميقة يستحق من الجميع تثمين هذه الجهود المخلصة، وأن يحظى بتقدير كبير في هذا الجانب التربوي المهم بشكل خاص
ولا ننسى أن الأردن يستحق ويحتاج كل الجهود المخلصة.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير