أبو زيد: المقطع المنسوب للدهيني صُوّر داخل “غلاف غزة” وليس رفح.. والاحتلال يؤمّن جيوبًا آمنة لهذه المجموعات
جو 24 :
قال الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد إن المقطع المصوّر الذي ظهر فيه غسان الدهيني وهو يتفقد عناصر مجموعته يثير العديد من علامات الاستفهام، مؤكّدًا أن المكان الذي ظهر فيه "لا يشبه مدينة رفح إطلاقًا”، كما زُعم، بل يبدو موقعًا قريبًا من حدود غزة داخل مناطق "غلاف غزة” الإسرائيلي، حيث تظهر المنازل والأشجار سليمة وغير متضررة.
ويرى أبو زيد، أن ذلك يشير إلى أن الاحتلال أنشأ جيبًا آمنًا لهذه المجموعات داخل الغلاف تحت حماية جيشه، وليس داخل قطاع غزة، وهو ما يعكس – بحسب تقديره – مستوى جديدًا من الرعاية التي بات الاحتلال يوفرها لهذه التشكيلات: "ليس فقط حماية زمنية، بل حماية مكانية” تتيح لها العمل بمعزل كامل عن بيئة القطاع.
وفي تقييمه لواقع هذه المجموعات، أوضح أبو زيد أن المقاومة نجحت مؤخرًا في استعادة الاتزان الاستراتيجي الداخلي عبر ترميم سلسلة القرار وضبط الأوضاع الأمنية وتعزيز البنية القيادية، وهي تعمل الآن على استكمال هذا الاتزان من خلال ترميم العلاقة مع محيطها الاجتماعي داخل غزة.
وأشار إلى أن المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة مباشرة مع هذه المجموعات في الوقت الراهن، لأن أي صدام قد يعطل جهود إعادة بناء تنظيمها ويمنح الاحتلال فرصة لاستثمار هذه التشكيلات ضمن حروب الوكلاء التي يخطط لها إذا فشلت المرحلة الثانية من عملياته.
وأضاف أن الاحتلال، الذي يعاني من حالة استنزاف كبيرة، يسعى لتحويل هذه المجموعات إلى أدوات قتال بالنيابة عنه لتجنب العودة إلى عمليات برية واسعة، ولذلك تؤجّل المقاومة المواجهة إلى ما بعد استكمال ترتيبات الاتزان، لتتمكن لاحقًا من إنهاء هذا الملف بشكل حاسم.
وختم أبو زيد بالقول إن الأعداد المتداولة حول حجم هذه المجموعات مبالغ فيها، وأن جزءًا كبيرًا مما يُروَّج هو ضمن البروباغندا الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن عددًا ملحوظًا من عناصر تلك التشكيلات سلّم نفسه للمقاومة بالفعل.
تابعو الأردن 24 على 
