"عمر".. فلسطين فوق الجدار والاحتلال
جو 24 : يتسلق عمر الجدار العازل بخفة ورشاقة وعندما تنطلق رصاصة الجنود الإسرائيليون وكأنها صافرة انطلاق سباق رياضي خط نهايته إما موت أو حياة، ينطلق عمر لاهثا في سباق محموم نحو جائزته الكبرى "ابتسامة محبوبته نادية".
لكن نادية ليست الغاية الوحيدة لتخطي الجدار العازل الإسرائيلي، الذي يمزق القرى الفلسطينية، فهناك الهدف الأكبر وهي عملية للمقاومة يخطط لها طارق شقيق المحبوبة وأمجد، رفاق العمر، لكن بينهم خائن وعميل.
فسرعان ما ينتقل الشك الذي يوسوس في نفوس الشخصيات وريبة كل واحد منهم من الأخر إلى المشاهد في ظل حتى اللحظة الأخيرة منجذبا إلى الأحداث متعايشا مع الشخصيات متذبذبا في المشاعر تجاهها مع ظهور مواطن ضعفهم وقوتهم.
ويقول هاني أبو أسعد مخرج وكاتب سيناريو الفيلم، "هذا ما يفعله ويريده الاحتلال: زرع الشك في نفوس كل فلسطيني تجاه جاره وحتى تجاه نفسه حتى لا نعود نثق في شيء".
وهنا، برع الممثل أدم بكري في نقل ما يختلج في صدر عمر من مشاعر متضاربة ومتنوعة سواء من عشق، إذلال، تمرد، رضوخ أو ثورة ليكمل بتعابير وجهه ونظرات عينيه وحركات جسمه ما لا تقوله كلمات الحوار فيدرك المشاهد أن ما يمر به الفلسطينيون تحت الاحتلال تعجز الكلمات عن وصفه.
كذلك تفوق وليد زعيتر، وهو أيضا منتج الفيلم، في دور الضابط الإسرائيلي الذي يعتقد أنه يتحكم في مصير الشخصيات الفلسطينية ويحركها ويتلاعب بها، بينما تنتهي حدود جبروته أمام تسلط زوجته وأمه الذي يظهر في مشهد يبدو بسيطا لكنه مليء بالدلالات.
وأدت الممثلة الفلسطينية الشابة ليم لوباني دور نادية بالبساطة المناسبة لدورها.
"رمزية الجدار"
وتدور الأحداث في قرية فلسطينية غير محددة الاسم في الفيلم وصورت المشاهد بحيث يمكن أن تكون في أي مكان من الضفة الغربية.
عن ذلك الاختيار، يقول أبو أسعد "لم أحدد في أي مدينة تدور الأحداث حتى أحتفظ برمزية الجدار".
ويردف "الجدار لم يفصل بين إسرائيل وفلسطين ولكنه فصل بين الفلسطيني والفلسطيني".
ويؤكد أبو أسعد أنه تعمد ألا تصاحب أية موسيقى قائمة الأسماء في نهاية الفيلم حتى يحتفظ بقوة اللقطة الأخيرة.
ويقول "الاحتلال لم يعط الفلسطيني سوى ثلاث خيارات: الموت، الخيانة، السجن. لكن عمر أعطانا الخيار الرابع وهو امتلاك الذات".
وتابع: "لقد اختار أن يكسر هذه الدائرة المغلقة التي يريدون وضعنا فيها وهو يؤكد أن الاحتلال يجب أن يموت وأنه لا يوجد خيار أخر سوى المواجهة مهما كانت النتيجة".
رغم أن الفيلم حاز على جائزة جنة التحكيم في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان العام الحالي، إلا أنه يعتقد أن النهاية التي اختارها "تعاقب الفيلم حاليا في أماكن كثيرة وستعاقبه مستقبلا" بعدم ترشيحه لمزيد من الجوائز العالمية على خلاف عمله السابق "الجنة الأن" في عام 2005 الذي فاز بجائزة "غولدن غلوب" وكان أول فيلم فلسطيني يرشح لنيل أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2006.
مثل "الجنة الأن" عام 2005 افتتح "عمر" مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة هذا العام (8-14 ديسمبر) وعرض مرة أخرى وامتلأت القاعة عن أخرها في كل مرة.
ويقول أبو أسعد: "الجوائز ليست شيء في يدي ولكن بنظري الفيلم القوي يسير وحده بقوته مثله مثل الطفل المشاغب كلما عاقبته كلما شاغب أكثر".
سكاي نيوز
لكن نادية ليست الغاية الوحيدة لتخطي الجدار العازل الإسرائيلي، الذي يمزق القرى الفلسطينية، فهناك الهدف الأكبر وهي عملية للمقاومة يخطط لها طارق شقيق المحبوبة وأمجد، رفاق العمر، لكن بينهم خائن وعميل.
فسرعان ما ينتقل الشك الذي يوسوس في نفوس الشخصيات وريبة كل واحد منهم من الأخر إلى المشاهد في ظل حتى اللحظة الأخيرة منجذبا إلى الأحداث متعايشا مع الشخصيات متذبذبا في المشاعر تجاهها مع ظهور مواطن ضعفهم وقوتهم.
ويقول هاني أبو أسعد مخرج وكاتب سيناريو الفيلم، "هذا ما يفعله ويريده الاحتلال: زرع الشك في نفوس كل فلسطيني تجاه جاره وحتى تجاه نفسه حتى لا نعود نثق في شيء".
وهنا، برع الممثل أدم بكري في نقل ما يختلج في صدر عمر من مشاعر متضاربة ومتنوعة سواء من عشق، إذلال، تمرد، رضوخ أو ثورة ليكمل بتعابير وجهه ونظرات عينيه وحركات جسمه ما لا تقوله كلمات الحوار فيدرك المشاهد أن ما يمر به الفلسطينيون تحت الاحتلال تعجز الكلمات عن وصفه.
كذلك تفوق وليد زعيتر، وهو أيضا منتج الفيلم، في دور الضابط الإسرائيلي الذي يعتقد أنه يتحكم في مصير الشخصيات الفلسطينية ويحركها ويتلاعب بها، بينما تنتهي حدود جبروته أمام تسلط زوجته وأمه الذي يظهر في مشهد يبدو بسيطا لكنه مليء بالدلالات.
وأدت الممثلة الفلسطينية الشابة ليم لوباني دور نادية بالبساطة المناسبة لدورها.
"رمزية الجدار"
وتدور الأحداث في قرية فلسطينية غير محددة الاسم في الفيلم وصورت المشاهد بحيث يمكن أن تكون في أي مكان من الضفة الغربية.
عن ذلك الاختيار، يقول أبو أسعد "لم أحدد في أي مدينة تدور الأحداث حتى أحتفظ برمزية الجدار".
ويردف "الجدار لم يفصل بين إسرائيل وفلسطين ولكنه فصل بين الفلسطيني والفلسطيني".
ويؤكد أبو أسعد أنه تعمد ألا تصاحب أية موسيقى قائمة الأسماء في نهاية الفيلم حتى يحتفظ بقوة اللقطة الأخيرة.
ويقول "الاحتلال لم يعط الفلسطيني سوى ثلاث خيارات: الموت، الخيانة، السجن. لكن عمر أعطانا الخيار الرابع وهو امتلاك الذات".
وتابع: "لقد اختار أن يكسر هذه الدائرة المغلقة التي يريدون وضعنا فيها وهو يؤكد أن الاحتلال يجب أن يموت وأنه لا يوجد خيار أخر سوى المواجهة مهما كانت النتيجة".
رغم أن الفيلم حاز على جائزة جنة التحكيم في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان العام الحالي، إلا أنه يعتقد أن النهاية التي اختارها "تعاقب الفيلم حاليا في أماكن كثيرة وستعاقبه مستقبلا" بعدم ترشيحه لمزيد من الجوائز العالمية على خلاف عمله السابق "الجنة الأن" في عام 2005 الذي فاز بجائزة "غولدن غلوب" وكان أول فيلم فلسطيني يرشح لنيل أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2006.
مثل "الجنة الأن" عام 2005 افتتح "عمر" مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة هذا العام (8-14 ديسمبر) وعرض مرة أخرى وامتلأت القاعة عن أخرها في كل مرة.
ويقول أبو أسعد: "الجوائز ليست شيء في يدي ولكن بنظري الفيلم القوي يسير وحده بقوته مثله مثل الطفل المشاغب كلما عاقبته كلما شاغب أكثر".
سكاي نيوز