اسم لا يغيب عن بنك الأهداف.. سيرة القيادي رائد سعد في حسابات الاحتلال

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، اغتيال القيادي في كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، في غارة جوية استهدفت مركبته أثناء سيرها على شارع الرشيد الساحلي غربي مدينة غزة، اليوم السبت، ما أدى إلى ارتقاء سبعة شهداء، وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين، وصفت حالات بعضهم بالحرجة.

ويعد سعد من القيادات الرفيعة في هيئة أركان كتائب "القسام"، وواحدا من أعضاء المجلس العسكري، "أعلى هيئة قيادية عسكرية في الكتائب"، وتدرج خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من 35 عاما في مواقع تنظيمية وعسكرية متقدمة، جعلته من أبرز القادة على قائمة الاغتيالات لأجهزة الاحتلال.

ميلاده ونشأته

ولد رائد سعد في العام 1972، في مخيم الشاطئ شمالي غربي مدينة غزة، فيما تنحدر عائلته من قرية "حمامة" قضاء عسقلان التي هجروا منها في نكبة العام 1948.

بدأ سعد مسيرته الجهادية في وقت مبكر، بالالتحاق بالقادة المؤسسين للجهاز العسكري وللحركة، وعلى إثر ذلك تعرض للاعتقال أكثر من مرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقضى ما مجموعه 14 شهرا في سجون الاحتلال، وكانت إحدى التهم الموجهة إليه قربه من الشهيد المؤسس أحمد ياسين.

ومع بدء الحملة الأمنية التي شنتها السلطة الفلسطينية ضد "حماس" في العام 1996، تعرض سعد للاعتقال متنقلا بين جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة لمدة 4 سنوات، قبل الإفراج عنه مع اندلاع "انتفاضة الأقصى" في أيلول/سبتمبر 2000.

عقب الإفراج واصل سعد مسيرته العلمية، فالتحق بالجامعة الإسلامية بغزة، ودرس في قسم الشريعة وحصل لاحقا على درجة الدكتوراه في الفقه.

بدايات العمل العسكري

كان سعد من أوائل مؤسسي خلايا "انتفاضة الأقصى"، ومن بين السبعة الذين شكلوا الجهاز العسكري لكتائب "القسام"، وشارك إلى جانب الشهداء فرج الغول، وسعد العرابيد وخليل أبو سلمية وسهيل أبو نحل، في تشكيل النواة الأولى لكتائب "القسام" في منطقة الشاطئ الشمالي.

في أيلول/سبتمبر 2005، أي بعد عام من الانسحاب "الإسرائيلي" من القطاع، وزعت كتائب "القسام" نشرة ورقية تعرف استراتيجيتها وقادتها وأعضاء مجلسها العسكري، وكان من بينهم رائد سعد الذي عرف في حينه بأنه قائد لواء مدينة غزة.

تقلد سعد عدة مواقع في قيادة الكتائب، منها أول قائد للواء مدينة غزة، ثم قائدا لركن العمليات، وقائدا لركن التصنيع، وحاليا نائب القائد العام للكتائب.

تاريخ طويل من محاولات الاغتيال

عقب معركة "الفرقان"، شتاء العام 2008-2009، نسبت المخابرات "الإسرائيلية" إلى سعد بأنه المسؤول على إنشاء أكاديمية عسكرية لكتائب "القسام".

وفي أعقاب العدوان "الإسرائيلي" على القطاع عام 2012، والذي شهد أول قصف صاروخي لمدينة تل أبيب، ظهر سعد في مهرجان جماهيري حاشد بساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، مؤكدا أن "القدرات الهجومية للقسام لم تتأثر، بل أصبحت اليوم أفضل بكثير مما تتوقعه مخابرات الاحتلال".

وخلال معركة "العصف المأكول" صيف العام 2014، زعمت مخابرات الاحتلال أن سعد يقف خلف إنشاء وحدة "الضفادع البشرية" التي نفذت عملية اقتحام موقع "زيكيم" العسكري شمالي غربي القطاع.

عقب معركة "سيف القدس" في أيار/مايو 2021، تعرض سعد لمحاولة اغتيال، ولكنه نجا منها، ليعاود الاحتلال قصف منزله الواقع في شمالي مخيم الشاطئ للاجئين.

خلال معركة "طوفان الأقصى" كان رائد سعد ضمن القائمة الأساسية التي يطاردها جيش الاحتلال، وعرض "مكافأة" مالية ضخمة لمن يدلى بمعلومات عنه، وصل إلى 800 ألف دولار.

زعم الاحتلال اعتقاله من داخل مستشفى الشفاء، خلال عملية اقتحام المستشفى للمرة الثانية في يناير/ كانون الثاني 2024 قبل أن يتبين لاحقا زيف الادعاء "الإسرائيلي".

واصلت قوات الاحتلال ملاحقته، ففي 22 من حزيران/ يونيو 2024، تعرض مخيم الشاطئ لقصف عنيف أدى لانهيار مربع سكني كامل، وزعمت منصات "إسرائيلية" أن المستهدف بالقصف هو رائد سعد الذي نجا منها.

جدار أريحا

بحسب تقرير سابق لصحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، فإن المؤسسة الأمنية حصلت على نسخ مختلفة من خطة كتبت بين عامي 2016-2018، ونسخة أخرى محدثة كتبت في آب/أغسطس 2021، وأخرى في نيسان/أبريل 2022، كتبها رائد سعد وأشرف عليها تتضمن خطة اقتحام مقاتلي وحدات النخبة في كتائب "القسام" لمستوطنات غلاف غزة وإسقاط فرقة غزة، عرفت باسم "جدار أريحا".

تضمنت الخطة التي تكونت من 39 صفحة، تفاصيل دقيقة عن عملية اقتحام، وكيفية تشتيت القوات الإسرائيلية، وقتل وأسر عدد كبير من الأسرى ونقلهم إلى داخل القطاع.