الخزاعي: الظروف الاقتصادية تحرم الأردنيين من أبسط مقومات التدفئة… ونداء للتكافل الاجتماعي في الشتاء #عاجل
جو 24 :
خاص – قال أستاذ علم الاجتماع البروفسور الدكتور حسين الخزاعي إن شريحة واسعة من الأردنيين باتت غير قادرة على شراء مادة الكاز أو توفير وسائل التدفئة الأساسية، في ظل ظروف اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة تمر بها الأسر في مختلف محافظات المملكة.
وأضاف الخزاعي ل الأردن ٢٤ أن المشكلة لم تعد مقتصرة على مناطق بعينها، مؤكداً أنه لا يتحدث فقط عن مناطق شرق عمّان، بل عن واقع يطال جميع محافظات الوطن، حيث يعاني المواطن الأردني "الغلبان”، على حد وصفه، من صعوبة تأمين الغذاء، فضلاً عن عدم القدرة على التدفئة في فصل الشتاء.
وأشار إلى أن الكثير من الأسر باتت تعتمد على "شعلة واحدة” فقط في الاستخدام اليومي، موضحاً أن المواطن لم يعد قادراً على تشغيل أكثر من شعلة في الوقت نفسه، سواء للطهي أو التدفئة، لافتاً إلى أن هذا السلوك أصبح نمط حياة اضطرارياً فرضته الأوضاع المعيشية الصعبة.
وبيّن الخزاعي أن هذه الأزمة تمسّ أكثر من أربعة ملايين إنسان في الأردن، ما يجعلها قضية مجتمعية عامة تتطلب وعياً وتضامناً، وليس مجرد مشكلة فردية أو موسمية.
وتابع قائلاً إن الأردنيين معروفون بثقافة "الصوبة الواحدة” و”الشعلة الواحدة”، حيث لا تستطيع الأسرة نقل وسيلة التدفئة من مكان إلى آخر دون أن ينعكس ذلك سلباً على الأطفال وبقية أفراد الأسرة، مؤكداً أن كثيراً من البيوت لا تمتلك سوى وسيلة تدفئة واحدة تُخصص لغرفة المعيشة حيث يتجمع الأطفال.
ووجّه الخزاعي نداءً إلى أبناء المجتمع الأردني، دعا فيه إلى مراعاة الظروف المعيشية الصعبة خلال فصل الشتاء، قائلاً: "لا تزوروا بعضكم في الشتاء إذا كان في ذلك مشقة على أصحاب البيوت، فالصوبة مكانها عند الأولاد، ولا يجوز أن تُنقل إلى غرفة الضيوف على حساب دفء الأطفال”.
وأكد أن التواصل الاجتماعي يمكن أن يستمر بوسائل بديلة، مثل الاتصال الهاتفي أو إرسال رسالة عبر تطبيقات التواصل للاطمئنان، مشدداً على أن السلامة والدفء داخل البيوت أولى من المجاملات الاجتماعية في هذه الظروف.
وختم الخزاعي حديثه بالتأكيد على أهمية التزام كل أسرة ببيتها خلال فصل الشتاء، داعياً إلى تعزيز ثقافة التفهم والتكافل، ومراعاة أحوال الناس، في ظل واقع اقتصادي يفرض على الكثيرين الاكتفاء بالحد الأدنى من متطلبات الحياة.








