كشف علمي ينذر بمصير مرعب لكوكبنا!
في مشهد قد يكون نذيرا لمصير الأرض البعيد، كشفت دراسة فلكية حديثة أن النجوم تبتلع كواكبها عند اقترابها من نهاية عمرها، في سيناريو كوني مثير.
وبعد تحليل بيانات نصف مليون نجم، توصل العلماء إلى أدلة دامغة على اختفاء الكواكب مع تقدم عمر نجومها، ما يطرح سؤالا مصيريا: هل هذا هو المصير الذي ينتظر كوكبنا عندما تكبر شمسنا؟.
ورغم أن هذا المصير لن يلحق بنظامنا الشمسي قبل خمسة مليارات سنة على الأقل، إلا أن العلماء قد تمكنوا مؤخرا من رصد مشهد يحتمل أن يكون نذيرا بمصير عالمنا.
واعتمد فريق بحثي دولي على بيانات القمر الاصطناعي TESS الخاص برصد الكواكب الخارجية، وقام بمقارنة شاملة بين أنظمة النجوم التي ما تزال في مرحلة "النسق الأساسي" (حيث تندمج ذرات الهيدروجين كما في شمسنا الحالية) وتلك التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من العمر بعد استنفاد وقودها. وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة واضحة: كلما تقدم النجم في العمر، قل عدد الكواكب التي تدور حوله. بعبارة أخرى، فإن الكواكب تختفي تدريجيا مع تقدم عمر نجومها المضيفة. ولا يرجع هذا الاختفاء إلى أن هذه الكواكب لم تتكون أساسا، بل إلى عمليات تدميرية تحدث خلال المراحل المتأخرة من حياة النجم. فبالإضافة إلى احتمال الابتلاع المباشر عند تحول النجم إلى عملاق أحمر، تؤدي القوى المدية المتزايدة الناتجة عن تضخم النجم إلى تآكل تدريجي في مدارات الكواكب القريبة، ما قد يفضي إلى تجريدها من أغلفتها الجوية أو حتى تمزيقها بالكامل.
وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في نسبة النجوم التي تستضيف كواكب قريبة كلما تقدمت النجوم في العمر، وهو ما يتماشى تماما مع التنبؤات النظرية بشأن تزايد تأثير القوى المدية خلال هذه المراحل التطورية.
وتواجه هذه الأبحاث تحديات تقنية خاصة، فأغلب الكواكب التي يمكن رصدها حاليا هي كواكب عملاقة وقريبة من نجومها، على عكس نظامنا الشمسي. كما أن رصد الكواكب حول النجوم العملاقة يصبح أكثر صعوبة بسبب ضآلة الإشارة الناتجة عن العبور أمام نجم كبير الحجم. ومع ذلك، فإن أهمية هذه الدراسة تنبع من حقيقة أن النجوم التي تملك كتلة مماثلة لكتلة الشمس تمر بنفس المراحل التطورية، ما يتيح لنا فرصة فريدة لاستشراف مصير نظامنا الشمسي البعيد.
وقد علقت خبيرة في مجال الفلك لم تشارك في البحث بأن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في فهم التفاعل المعقد بين الكواكب ونجومها المضيفة خلال دورة الحياة النجمية، مشيرة إلى أن ضخامة العينة التي تم تحليلها سمحت لأول مرة بإثبات هذه الظاهرة إحصائيا بشكل واضح.
ورغم أن مصير الأرض المحتوم بالنيران يبدو بعيدا في الزمن، إلا أن هذه الدراسة تمثل علامة فارقة في فهمنا للعلاقة المصيرية بين الكواكب ونجومها، وتفتح نافذة جديدة على المشهد الكوني الدرامي الذي ينتظر نظامنا الشمسي في غياهب المستقبل السحيق.
المصدر: سبيس








