لا معايير واضحة في تعيينات رؤساء الجامعات الاردنية
كتب أ.د.خالد الطراونه- تفائلنا من الدعوه للمفاضله التي اعلن عنها لملء شواغر رؤساء الجامعات الرسمية الاخيره لإصلاح التعليم العالي في الأردن. وكان الإعلان عن فتح الباب لمن يتوفر فيهم الشروط للتقدم لإشغال وظيفة رئيس جامعة البلقاء التطبيقية وكذلك جامعة آل البيت.وقبلها ايضا تمت الدعوه للمنافسه على رئاسة الطفيله . وقبلها بمدة وجيزه تمت مسرحيه مفاضله مبركه من اجل رئاسة الهاشميه. وعلى رأي استاذنا انيس الخصاونه وقد" ساد الاعتقاد بأن هناك ربما تطورا نوعيا ونهجا جديدا في أسلوب تعيين هذه المواقع القيادية المتقدمة وذلك عن طريق فتح الباب للتنافس النزيه والشفاف بين من يأنس في نفسه الكفاءة والمؤهلات الشخصية والقيادية التي تمكنه من ممارسة مهام هذه المواقع" . لو تحققت هذه المفاضلة لكانت النتائج في صالح الوطن وصالح المنافسين وصالح التعليم العالي الذي يعاني من الانهيار. كما وانها تعزز معيار الكفاءه وسوف تنهض حتما بالتعليم العالي ومخرجاته.
تقدم في جميع الحالات اساتذه لإشغال هذه المواقع وموقعين وكانوا بحدود٦٠ شخصا .قدموا سيرهم الذاتية لوزارة التعليم العالي حيث قام مجلس التعليم العالي بتشكيل لجنة لمراجعة الطلبات وفرزها والتنسيب بالأشخاص الذين يعتقد بأنهم الأنسب لإشغال هذه المواقع. والسؤال الوجيه ماهي المعايير التي اعتمدت وكيف تم فرز المتقدمين وهل تمت مقابلتهم وكيف تم اقناع مجلس التعليم العالي ان كان لهم دور بهذه المعايير والطريقه التي تم الاختيار على اساسها. وأنني، كما هي الغالبية الساحقة من اعضاء هيئة التدريس في الجامعات وخصوصا الستين سخصيه، نعتقد بأنه لم يكن هناك مفاضلة حقيقية ولم يكن هناك أصلا معايير ولم يكن هناك مقابلة و وان لدينا احساس كما هو الحال في جميع تعيينات التعليم العالي القائمه على الواسطه والشلليه والمحسوبيه وان التعيين كان مبرمجا في جميح الحالات. وان لا نية صادقه لاختيار الأنسب من الكفآءت المتقدمة وان ما جرى هو قمة الفساد وفي اخطر القطاعات وهو قطاع التعليم العالي. أنا لدينا إحساس أن الموضوع مبرمج ومعد مسبقا وهي قرارات متخذه قبل تشكيل الإعلان في الصحف والدليل على ذلك حالات المناقله بين رؤساء الجامعات . أي معايير وأي موضوعية وأي كفاءة تلك التي تدعي وزارة التعليم العالي تطبيقها في تعيين رؤساء الجامعات أم هو ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون؟لماذا هذه الاستهانة بذكاء الاساتذه وعقولهم لتنفيذ مطالب فئة متنفذه هي التي اودت بالبلاد والتعليم العالي الى الهاويه؟
تعيين رؤساء الجامعات كان وما زال يتم على أسس غير صحيحه وغير متوازنه ولا تراعي مصلحة التعليم العالي والوطن وان دور مجلس التعليم العالي هو دور صوري بحت وهو موجه فقط للموافقة على الأسماء التي اتت من الايادي الخفيه التي تلعب بالوطن لاسباب سياسيه ولا يهمها اصلاح التعليم او النهوض به . لذا اننا ندعو مجلس التعليم العالي الى تقديم استقالته احتراما لمهنة التعليم ولكرامة الاستاذ الجامعي الذي يمثلونه .
إن عملية تعيين رؤساء الجامعات الأخيرة وكذلك الطفيله والهاشميه والاردنيه واخرها ال لبيت والبلقاء شكلت فصلا آخر من دراما محزنه سوف يتجرع التعليم العالي والعاملين فيه والوطن نتائجه والتي سوف نتباكى عليها في المستقبل ونكرر نفس الحاله من المسؤول وكيف حصل هذا واين مجالس التعليم العالي المتعاقبه.
الأساتذة الجامعيون وهم في اوج مطالباتهم بحقوقهم الدستورية في إنشاء نقابة تمثل المهنة وتحميها وتنهض بها وباعادة هيكلتها على اعلى المعايير والاسس المهنيه العالميه والاقليميه ينظرون الى وقف هذه الطريقه المخزيه في اختيار القيادات التعليميه وعدم التدخل في شؤون التعليم بهذه النظره النفعيه والتي لا تنم عن انتماء للوطن وتتجاهل قدراته البشريه والعلميه على وجه التحديد. ان هذه المهزله هي اشد من حرب الاعداء لانها تعود بالتعليم الى الوراء و الذي هو عماد الامه للنهوض بها.
الأساتذة الجامعيون يريدون لجامعاتهم التقدم الحقيقي المستند لمعايير موضوعية وقواعد الكفاءة والجدارة وهذه المطالب تتناقض تماما مع ما حصل في تعيينات رؤساء الجامعات في السنوات الاخيره.
أ.د.خالد الطراونه جامعة مؤته
tarawneh@mutah.edu.jo