الكف والمخرز
في الماضي القريب بعمر التاريخ صاغ راسموا السياسة منظومة قيم اجتماعية تخدم نظام الحكم فيها بحيث قسموا المجتمع الواحد لكف ومخرز شعب وحكومة وبالغوا بأن الشعب عبثا يحاول الاقتراب من الحكومة مهما عملت ومهما ظلمت ومهما تمادت بمد يدها التي قد تطول لمواقع مؤلمة ومن المحرم الوصول إليهاباعتبارها هي الحكومة تحت سوط التهديد بأنها مخرز ولا يمكن لكف بشر أن يواجهها . ورسخت في أذهان الشعب مجموعة من القواعد الاجتماعية التي تخدم هذا التوجه الذي يمنحها الشرعية بأن تعمل ما يحلو لها طولا وعرضا مؤكدة لشعبها المغلوب امشي الحيط الحيط وقل يارب الستيرة واللي بيوخذ أمي هو عمي و........الخ . وللحقيقة قلت لمن قال وهم كثر بأن الأردن يدير معركة حامية الوطيس ضد الطبيعة ويرفع كل أسلحته بوجه العاصفة مؤكدا نصره عليها وأنه مستعد لنزالها إن عادت وكررتها. قلت لهم يكفيها أي الدولة الأردنية فخرا أنها بالغت بأنها حكومة وشعبا ونظاما أنهم معا مخرز ... وحتى لو كف فليكن وعندها فقط سوغت لها المبالغة لأننا كنا بحاجة لهذا التأكيد بعد أن أصبحا شيعا وأحزابا لحد المبالغة أيضاً . وكم أتمنى من المتخصصين بالعلوم الاجتماعية وعلم النفس وديناميات الجماعة أن ينبرو بحب وعمق ليصوغوا مثل هذه القواعد الاجتماعية وأن تتطوع وزارة التربية والتعليم لتشكيلها سياسات تعليم ومبادرات وأنشطه يتربى عليها أطفالنا لنجد بعد سنوات وقد استعدنا نسيجنا الاجتماعي القوي الذي يدمجنا بقوة واخلاص ويدفع بالحكومة لتوجه جديد ينمي الإنتماء والولاء بقاعدة الأخذ والعطاء والحق والواجب المتبادلفي إطار المحبة والحرص التي بث مثلها الملك في محنة العاصفة .