تشافي .. ميرسي، كلك ذوق!

خرج لاعب منتخب اسبانيا تشافي هرنانديز مصرحاً حول كأس أمم أوروبا، وقال بمنطق منقوص إنه أقوى من كأس العالم لأن الفرق التي فيه أقوى من ناحية المستوى، وهذا منطق خاطىء سنناقشه في نهاية المقال لأن هناك ما هو أهم.

أن يخرج لاعب بحجم تشافي يصفه الكثيرون بالمحترم والخلوق ويتحدث عن أسماء دول ويصفها بالضعيفة بلمسة استهزاء، ويقول "كأس أووربا أقوى لأن ليس فيه منتخبات مثل الهندوراس والسعودية" لهي قمة السذاجة منه أو التكبر، وكلاهما ذم وكلاهما يستحق أن يرد عليه بسببهما، الرجل الذي وصف لاعبي ريال مدريد من قبل بالحيوانات وقلنا "ردة فعل" يبدو أن لديه مشكلة حقاً بالذوق.

فأن تسمي أسماء بلاد وليس لأن منها البلد العربي العزيز علينا السعودية هي مشكلة كبيرة، هي مشكلة بإدراك قيمة اسم الوطن لأهله، وهي مشكلة بأن الأخ تشافي لا يعرف ربما عدد مشجعي منتخب بلاده وناديه برشلونة في السعودية والعالم العربي، وربما لا يعرف كم قميص غير مقلد يباع لبرشلونة في هذه البلاد، وربما لا يعرف بأن مثل هذا الاستخفاف لا يعد خفة دم ولا ذكاء بل سذاجة.

على تشافي أن يدرك أن ما قاله خطأ وبالتأكيد لا أطالبه بالاعتذار، فنحن لا نكذب على أنفسنا ونقول كرتنا العربية أقوى من الأوروبية بل نحن نبكي على حالها، لكن بنفس الوقت لا يحق لتشافي أن يربط اسم الضعف الكروي بدولة معينة ولو كانت "موريشيوس".

في الحقيقة ولو كنت من الهندوراس كنت سأصاب بنفس الإحباط، وأنا عربي ولست سعودي للعلم أصبت بخيبة أمل من تصريح لاعب كنت أكن له الإعجاب الكامل ولا أجد أن أقول له "مرسي .. كلك ذوق"، "مرسي، لأن رددت على حب الناس لك في هذه المنطقة بطريقتك الخاصة".

بالنسبة لمنطق تشافي هرنانديز بأن كأس أمم أوروبا أقوى لأن ليس فيه منتخبات قوية يجعلني أشعر بأنه واجه في نهائي المونديال منتخبات من أسيا متناسيا أن أكثر من فاز باللقب ليس أوروبي وأول من فاز به ليس أوروبي وأن أمريكا الجنوبية تحمل القاباً أكثر من أوروبا، وكانه نسي لولا بطاقة حمراء عجيبة ضد تشيلي لربما خرج من الدور الأول ولولا تألق كاسياس مع ركلة جزاء الباراغواي لرأيناه يعود مبكراً، فأصعب اللحظات التي واجهتها اسبانيا في المونديال الأخير كانت ضد غير الأوروبيين، وربما نسي أن كوريا أخرجتهم في 2002 وأن نيجيريا والباراغواي أطاحوا بمنتخب بلاده من الدور الأول في 1998.. وأقول له "تحياتي لأوروبا الأقوى".

ملاحظة : لا يجب أن يأتي لي برشلوني ويدافع الآن عنه لأنه يلعب للبرسا، فمسألة مثل هذه أكبر من مكان لعبه والفريق الذي يمثله.. إنها مسألة "احترام". "كتب محمد عواد"