"آيا صوفيا" في اسطنبول: أطماع إسلاميين بها تؤجّج الجدل
جو 24 : من 15 قرناً، لم تبق كاتدرائية "آيا صوفيا" في منأى عن العواصف. فهذا المعلم التراثي، الذي يجذب اكبر عدد من الزوار الى اسطنبول، نجح في تجاوز الحروب ومقاومة الزلازل. غير انه اصبح مجددا محط جدل.
ففي حين تُتَّهم الحكومة التركية بالسعي الى "اسلمة" البلاد، اشعل نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش فتيل ازمة، بإعرابه عن الرغبة في تحويل الكنيسة الارثوذكسية الاثرية العريقة التي اصبحت متحفا العام 1934، مسجدا، كما كانت في ظل السلطنة العثمانية. وقال بعد زيارة لها: "نشاهد آيا صوفيا حزينة. آمل في ان نراها تبتسم قريبا".
هذه العبارة الصغيرة تركت وقعا. ولكونها حارسة للتراث الارثوذكسي والبيزنطي، سارعت اليونان الى التنديد بتصريحات "تمس بالمشاعر الدينية لملايين المسيحيين". كذلك اعربت الطائفة الارثوذكسية الصغيرة عن صدمتها لتصريحات ارينتش. وقال ميخائيل فاسيلياديس (74 عاما)، وهو رئيس تحرير صحيفة "ابويفماتيني" اليونانية، ومقرها في اسطنبول: "بعضهم يرى آيا صوفيا حزينة من اكثر من 500 عام، ويريدون ان تصبح كنيسة مجددا".
فاسيلياديس، الذي هو ايضا الناطق باسم اليونانيين في اسطنبول، رأى ان لا حاجة لتحريك حرب اديان مجددا. "لخير العلاقات بين المجموعتين، الافضل ان يبقى هذا المعلم رمزا للتعايش. ليس من مصلحة احد اعادة فتح الجروح".
"آيا صوفيا"، التي شيّدها الامبراطور يوستينيانوس في القرن السادس، كانت مقر بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي. ثم حُوَّلت مسجدا في القرن الخامس عشر، بعدما استولى العثمانيون على المدينة عام 1453. وفي ظل نظام مصطفى كمال اتاتورك العلماني، حُوِّلت متحفا عام 1934.
في المعسكر الآخر، يبدو ان ناشطي حزب "الاتحاد الكبير" الاسلامي والقومي في غاية التصميم. وقال نائب رئيس الحزب بيرم كرجان "ان عملية المسح تقول ان آيا صوفيا مسجد يضم مدافن واماكن عامة ومكان عبادة ومدرسة فقه". واكد "ان الشعب التركي لم يقبل اطلاقا تحويل آيا صوفيا متحفا". وكان هذا الحزب طلب مرارا تحويل الكاتدرائية المدرجة على لائحة "الاونيسكو" للتراث العالمي. لكن من دون نتيجة.
في الساحة الكبرى في حي السلطان احمد الفاصل بين آيا صوفيا والمسجد الازرق، تجمعت حشود فوجئت باعادة تحريك الجدل. وقال الايراني غيلاري كيازند (32 عاما): "لا افهم لماذا يجب تحويل آيا صوفيا مسجدا مجددا، اذ بقيت فترة طويلة متحفا استقبل الديانتين".
ورأى الاستاذ المحاضر في جامعة غلطة سراي في اسطنبول احمد كوياس ان الدوافع السياسية للحكومة الاسلامية المحافظة قبل اشهر من الانتخابات المحلية وراء هذا القرار. "بدأت السلطة حملة لجذب بعض الاصوات من هنا وهناك. لكنني لا اعتقد ان ذلك سيفضي الى نتيجة".
اخيرا، حُوِّلت كنيستان في تركيا مسجدين. وفي اسطنبول، سيحول دير مهجور يعود الى القرن الخامس مسجدا السنة المقبلة. وبات عدد المساجد في تركيا 83 الفا، بزيادة 7% منذ وصول اردوغان الى السلطة قبل 11 عاما، بينما يصل عدد المساجد في اسطنبول الى 3 آلاف. وقال فهمي سيمسك، احد تجار الحي، ساخرا: "هناك الكثير من المساجد هنا، ومعظمها فارغة. من سيشغلها كلها اذا حُوِّلت آيا صوفيا مسجدا؟ كما انه لن يكون هناك سياح". اما سيفداس المحجبة المقيمة فرأت ان "آيا صوفيا لنا، وبالتالي يجب ان تكون مسجدا". وردّ كوياس: "للاسف، يعاني البعض عقدة نقص، ويشعر بالحاجة الى تأكيد وجود الاسلام. لهذا السبب يريدون تحويل آيا صوفيا مسجدا. وسيكون ذلك ضربة جديدة الى النظام العلماني في تركيا".
(و.ص.ف)
ففي حين تُتَّهم الحكومة التركية بالسعي الى "اسلمة" البلاد، اشعل نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش فتيل ازمة، بإعرابه عن الرغبة في تحويل الكنيسة الارثوذكسية الاثرية العريقة التي اصبحت متحفا العام 1934، مسجدا، كما كانت في ظل السلطنة العثمانية. وقال بعد زيارة لها: "نشاهد آيا صوفيا حزينة. آمل في ان نراها تبتسم قريبا".
هذه العبارة الصغيرة تركت وقعا. ولكونها حارسة للتراث الارثوذكسي والبيزنطي، سارعت اليونان الى التنديد بتصريحات "تمس بالمشاعر الدينية لملايين المسيحيين". كذلك اعربت الطائفة الارثوذكسية الصغيرة عن صدمتها لتصريحات ارينتش. وقال ميخائيل فاسيلياديس (74 عاما)، وهو رئيس تحرير صحيفة "ابويفماتيني" اليونانية، ومقرها في اسطنبول: "بعضهم يرى آيا صوفيا حزينة من اكثر من 500 عام، ويريدون ان تصبح كنيسة مجددا".
فاسيلياديس، الذي هو ايضا الناطق باسم اليونانيين في اسطنبول، رأى ان لا حاجة لتحريك حرب اديان مجددا. "لخير العلاقات بين المجموعتين، الافضل ان يبقى هذا المعلم رمزا للتعايش. ليس من مصلحة احد اعادة فتح الجروح".
"آيا صوفيا"، التي شيّدها الامبراطور يوستينيانوس في القرن السادس، كانت مقر بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي. ثم حُوَّلت مسجدا في القرن الخامس عشر، بعدما استولى العثمانيون على المدينة عام 1453. وفي ظل نظام مصطفى كمال اتاتورك العلماني، حُوِّلت متحفا عام 1934.
في المعسكر الآخر، يبدو ان ناشطي حزب "الاتحاد الكبير" الاسلامي والقومي في غاية التصميم. وقال نائب رئيس الحزب بيرم كرجان "ان عملية المسح تقول ان آيا صوفيا مسجد يضم مدافن واماكن عامة ومكان عبادة ومدرسة فقه". واكد "ان الشعب التركي لم يقبل اطلاقا تحويل آيا صوفيا متحفا". وكان هذا الحزب طلب مرارا تحويل الكاتدرائية المدرجة على لائحة "الاونيسكو" للتراث العالمي. لكن من دون نتيجة.
في الساحة الكبرى في حي السلطان احمد الفاصل بين آيا صوفيا والمسجد الازرق، تجمعت حشود فوجئت باعادة تحريك الجدل. وقال الايراني غيلاري كيازند (32 عاما): "لا افهم لماذا يجب تحويل آيا صوفيا مسجدا مجددا، اذ بقيت فترة طويلة متحفا استقبل الديانتين".
ورأى الاستاذ المحاضر في جامعة غلطة سراي في اسطنبول احمد كوياس ان الدوافع السياسية للحكومة الاسلامية المحافظة قبل اشهر من الانتخابات المحلية وراء هذا القرار. "بدأت السلطة حملة لجذب بعض الاصوات من هنا وهناك. لكنني لا اعتقد ان ذلك سيفضي الى نتيجة".
اخيرا، حُوِّلت كنيستان في تركيا مسجدين. وفي اسطنبول، سيحول دير مهجور يعود الى القرن الخامس مسجدا السنة المقبلة. وبات عدد المساجد في تركيا 83 الفا، بزيادة 7% منذ وصول اردوغان الى السلطة قبل 11 عاما، بينما يصل عدد المساجد في اسطنبول الى 3 آلاف. وقال فهمي سيمسك، احد تجار الحي، ساخرا: "هناك الكثير من المساجد هنا، ومعظمها فارغة. من سيشغلها كلها اذا حُوِّلت آيا صوفيا مسجدا؟ كما انه لن يكون هناك سياح". اما سيفداس المحجبة المقيمة فرأت ان "آيا صوفيا لنا، وبالتالي يجب ان تكون مسجدا". وردّ كوياس: "للاسف، يعاني البعض عقدة نقص، ويشعر بالحاجة الى تأكيد وجود الاسلام. لهذا السبب يريدون تحويل آيا صوفيا مسجدا. وسيكون ذلك ضربة جديدة الى النظام العلماني في تركيا".
(و.ص.ف)