سانتا كلوز والقصة الحقيقية وراء ظهوره !
بسام العريان- تعود قصة سانتا كلوز إلى القرن الثالث الميلادي، إذ تذكر مختلف الروايات أن الصغير نيقولاس ولد سنة 270م، في قرية بترا الواقعة على الساحل الجنوبي لتركيا.
وتذكر موسوعة برطانيكا أن لا وجود لأية وثيقة تاريخية تؤكد وجود القديس نيقولاس، وأنه لاشيء أكيد بشان حياته ماعدا أنه في الغالب كان أسقف ميرا في القرن الرابع.
وتوارث الناس حديثا عن رحلة القديس نيقولاس إلى فلسطين ومصر.
وتناقلت عدة مصادر أن والدا نيقولاس وهباه للمسيحية منذ صغره، وعندما ماتا تركا له أموالا تبرع بها للفقراء تنفيذا لكلمات المسيح "تخل عما تملك وتبرع به للفقراء".
وأصبح معروفا بمساعدة المحتاجين وحبه للأطفال واهتمامه بالبحارة والسفن.
وهب القديس نيقولاس حياته للمسيحية وللأطفال، وقد كرسته الكنيسة الكاثوليكية الشابة حينها أسقفا لميرا.
وأورد مركز القديس نيقولاس قصصا عن بعض معجزات القديس منها انه يحكى أن رجلا فقيرا كان له ثلاث بنات. وفي ذلك العهد كان المهر هو ما يعطي الفرصة للفتاة كي تتزوج، وكلما كان المهر كبيرا كانت فرصتها في الزواج أكبر وأحسن. ولم يكن ذاك الرجل الفقير يملك مهور بناته، وكان يعيش خائفا من أن تتسبب حالته المادية في تعريضهن للبيع والسبي.
ولكن، وبشكل عجيب، ظهر كيس مليء بالذهب ثلاث مرات في بيت الرجل، بما غطى مهور الفتيات الثلاث، إذ كان يلقى من النافذة المفتوحة ويقع في جوارب أو أحذية موجودة بالقرب من المدفأة لتجف.
ويبدو أن هذه الأسطورة وراء تكريس عادة تعليق الأطفال للجوارب، أو وضع أحذية، أمام المدفأة انتظارا لهدايا سانتا.
بابا نويل بالريشة والقلم .. كوكا كولا ألبسته اللون الأحمر
تناقلت مصادر متعددة أن القديس سجن خلال عمليات ملاحقة المسيحيين واضطهادهم من طرف الامبراطور ديقليانوس. وقد أطلق سراحه في عهد الامبراطور قسطنطين الأكبر.
ودفن القديس بعد وفاته في كنيسته بميرا.
وتقول أسطورة أخرى إن المن ظهر في قبره، وشاع أن هذه المادة السائلة لها قدرات على الشفاء من الأمراض، ونمى هذا إخلاص أتباع المسيحية له.
بعد ذلك قررت الكنيسة تطويب نيقولاس قديسا واختارت السادس من شهر ديسمبر للاحتفال به سنويا.
وانتشرت سمعة القديس نيقولاس في القرون الوسطى وامتدت إلى كل أرجاء اوربا وأصبح القديس الراعي في روسيا واليونان.
وحسب مصادر مختلفة فإن طقس القديس نيقولاس في شمال فرنسا وبلجيكا وهولندا تطور حيث أصبح "البابا نويل" يأتي من الخامس إلى السادس من ديسمبر/ كانون الأول إلى سطح البيت ليسأل الأطفال إن كانوا مطيعين.
ويترك الأطفال أحذيتهم أمام المدخنة، أو أمام باب البيت، مع السكر والحليب والجزر لإطعام بغلة البابا نويل.
ويتلقى الأطفال الذين كانوا مطيعين خلال السنة الهدايا من "البابا نويل"، بينما يتلقى غير المطيعين بعض الجلدات من البعبع، وهو شخص أبرص يرتدي ملابس سوداء.
وفي القرن الـ16، وضع الإصلاح البروتستانتي حدا لطقس السنتا رغبة منه في الحد من الممارسة والمعتقد الكاثوليكي في عدة مناطق بأوروبا. لكن سكان الأراضي المنخفضة قرروا الحفاظ على أعياد (سيتير كلاس) كما يسمى في اللغة الفلمنكية رغم اعتناقهم البروتستانتية.
وانتقل الاحتفال بأعياد الميلاد مع الهولنديين الذين هاجروا إلى أمريكا. وأسسوا أمستردام الجديدة التي تحولت مع استحواذ الإنجليز عليها إلى نيويورك سنة 1664م.
وخلال بعض السنين، انتشر الاحتفال بسانتا في بيوت الإنجليز، وتحول من سينتر كلاس إلى سانت نيقولاس.
وقد تغيرت العادات تدريجيا حين رأت العائلات المسيحية أنه من الأولى أن يرتبط هذا الاحتفال الخاص بالأطفال بميلاد المسيح، وهكذا أصبح سانتا يبدأ جولاته، ليس في ليلة الخامس من ديسمبر/كانون الأول، ولكن في ليلة الرابع والعشرين منه.
وتبعا لنفس المصدر فإن رجل الدين الأمريكي كليمون كلارك مور كتب سنة 1821 قصة حول أعياد الميلاد أظهر فيها سانتا كلوز الطيب بوزن زائد وعصاه التي تحولت إلى حلوى، وتاج الأسقف الذي تحول إلى قبعة، وعوض بغلته بقطيع من الغزلان، وألغى الكاتب بالتالي البعبع من موروث القديس القديم.
وجاءت بعد ذلك رسومات توماس نيست التي استبدل فيها بلباس رجل الدين البني الذي كان يظهر به السنتا، لباس أحمر مع حزام، وحل رجل بدين محل الرجل النحيف، وكانت تلك الرسومات تنشر سنويا في مجلة "هاربرز ويكلي" الأمريكية حتى سنة 1886.
وفي 1885 قرر نيست أن سانتا يقيم في القطب الشمالي وقد تابع الكاتب الأمريكي جورج ويبستر سنة 1886 فكرة نيست وكتب عن معمل الألعاب وبيت سانتا الذي يقيم فيه خلال العام في ثلوج القطب الشمالي.
وفي 1931 عرضت شركة كوكاكولا سانتا كلوز جديدا، بريشة هادن ساندبلوم الذي قدمه بشكله المرح وسرواله وسترته الحمراء. وكان هدف الشركة هو تشجيع المستهلكين على شرب كوكاكولا في الشتاء.
المرافق الشرير لبابا نويل ..
مع مرور الزمن أصبح للقديس نيكولاس والمعروف بحسن أخلاقه قرينا يرافقه لترهيب الأطفال غير المهذبين. وتختلف تسمية هذا القرين بحسب البلد. ففي ألمانيا يعرف باسم كنيشت روبريشت، وفي فرنسا فهو الأب فويتارد، أما في هولندا فاسمه زفارتيه بييت. وفي النمسا يطلق عليه اسم شموتزلي . والنمسا وجنوب ألمانيا فيعرف باسم كرامبوس.
سانتا كلوز عربي..
تغيب النسخة العصرية لسانتا كلوز من الموروث المسيحي في الشرق الأوسط، لكن الإنجيل يتحدث عن شخصية قريبة من الأطفال تسمى القديس أندراوس.
وقال رئيس مجلس الإعلام بالكنيسة الإنجيلية في مصر الدكتور إكرام لمعي لبي بي سي، إن "سانتا كلوز لا يوجد في تاريخ الشرق الأوسط المسيحي، وارتبط من بين الأشياء التي ارتبط بها، بالمناخ الثلجي الذي تعرفه أوربا والغرب عموما وليس منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أن "المجتمع الشرقي أصبح يقلد الغرب في الاحتفال بهذا القديس الذي لا وجود له في ثقافته"، غير أن الإنجيل أورد قصة القديس أندراوس.
وشرح القس أن "أندراوس كان أحد تلاميذ المسيح، وكان معروفا بقربه من الأطفال. وبعد يوم طويل من استماع الجموع للسيد المسيح أخبره التلاميذ أن الجموع جائعة وأنه لا قدرة لهم على إطعامهم إذ كان عددهم يبلغ الخمسة آلاف شخص.
سأل المسيح أتباعه إن كان ثمة من يملك طعاما ولم يكن بينهم إلا طفل عنده خمس خبزات وسمكتان وكانت أمه قد أوصته وحذرته من أن يعطيها لأحد.
ولم يتمكن أحد إلا أندراوس من إقناع الطفل بالتخلي عن طعامه وتسليمه إلى المسيح الذي، بعد أن صلى عليه، فاض الأكل واستطاع أن يطعم به الجموع الحاضرة".
واستطرد لمعي قائلا إن "بعض الطوائف مثل الكنيسة المسيحية أفردت للقديس أندراوس يوما في السنة تحتفل به فيه نظرا لقربه من الأطفال".
وختم مداعبا "نعم هو شخصية تشبه سانتا كلوز لكن من بعيد".
أسماء كثيرة تطلق على هذا العجوز الطيب ذو الرداء الأحمر واللحية البيضاء وصوت جرسه الرنان وضحكته المميزة وكيس الهدايا المليء بكل ما هو جميل ومميز ويحمل الفرحة والسعادة للأطفال في عيد الميلاد في مختلف أنحاء العالم..... تعددت القصص والروايات حول نشأة وأصل بابا نويل والجذور الدينية والثقافية لهذه الشخصية التي أصبحت من بين أبرز رموز عيد الميلاد الا أن الاحتفال لا يكتمل لدى الطوائف المسيحية بالعالم الا به ..
أشهر رجل في العالم..
على الرغم من أن المسيحيين في العراق هم أقلية، إلا أن تماثيل سانتا كلوز تستحق البيع في موسم الشتاء إذ تحظى شخصية سانتا كلوز بشعبية واسعة لدى الأطفال المسلمين أيضا (الصورة من بغداد). ويطلق على سانتا كلوز في تركيا وإيران والعراق والكثير من البلدان العربية الأخرى اسم بابا نويل.
العادات المتبعة حديثاً بالاحتفال بعيد الكريسماس :
• كل بيت أصبح يزين شجرة , وألشجرة أصبحت باشكال وأحجام وألوان مختلفة , وكل بيت يختار أللون المفضل لديه .
• يزين البيت بزينة مناسبة لعيد الميلاد , شراشف , أقداح , كؤوس , وكلها باللون الأحمر والذهبي .
• في ليلة ألعيد يأتي " سانتا كلوز " ليوزع على الاطفال الهدايا , ويتجول في الشوارع حاملاً كيساً على ظهره والسيارات من خلفه مع موسيقى متناغمة مع أجواء العيد .
• شراء حلويات خاصة بعيد الميلاد .
• في ليلة العيد تحضر أطعمة خاصة تضفي على العيد جواً أحتفالياً, ويشترك في تحضيرها جميع أفراد العائلة .
• تحضر بطاقات معايدة للأصدقاء والأحبة .
• يستعمل الألعاب النارية تعبيراً عن الفرح .
• هناك بعض ألعوائل تحب أن تحتفل بالعيد خارج البلاد
ثمانية ملايين رسالة وصلت إلى البريد لتوصيلها إلى بابا نويل !!
تزايد الطلب على سانتا كلوز أو بابا نويل هذا العام، حيث وجهت إليه حوالي 8 ملايين رسالة عبر هيئات البريد في العالم حسب ما أفاد الاتحاد البريدي العالمي ومقره في برن.
هذا الرقم الذي تم التوصل إليه بالاستناد لنتائج دراسة أجريت في الدول الأعضاء في الاتحاد يتجاوز بكثير عدد عام 2007 البالغ 6 ملايين رسالة على ما قال الاتحاد. وأشارت عدة هيئات بريد من بينها الكندية والفرنسية والإسبانية والإيرلندية الى زيادة في عدد الرسائل الموجهة الى سانتا كلوز مقارنة بالعام 2012.
وقال الاتحاد إن "بابا نويل او سانتا كلوز هما الشخصان اللذان يتلقيان أكبر عدد من الرسائل يكتبها أطفال وشباب والأقل شبابا". وعلى الصعيد العالمي أفادت حوالي 20 هيئة بريد وطنية أن لديها لجنة رسمية للرد على الرسائل الموجهة الى سانتا كلوز. وغالبا ما تحمل هذه الرسائل العنوان التالي "الى سانتا كلوز القطب الشمالي". وفي العام 2012 أرسلت 1,7 مليون رسالة الى سانتا من فرنسا وحدها.
وتتقدم فرنسا على كندا والولايات المتحدة لتتصدر الدول التي توجه أكثر من مليون رسالة الى سانتا سنويا على ما جاء في هذا الاستطلاع. يذكر أن سانتا كلوز يتمتع في كندا برمز بريدي خاص به.