أخصائيون : هل أصبحت مشاعرنا فيسبوكية ؟

منار حافظ - أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي منبرا للتعبير عن الرأي والمشاعر والتواصل الإجتماعي والسياسي بشكل لافت حيث باتت جزءا من الحياة اليومية.


ويتساءل البعض عن مدى تأثير الـ " فيس بوك " على علاقاتنا الإجتماعية وترابطنا الأسري في وقت أصبحت فيه التهنئة بالفرح عبر الـ " فيس بوك " والمواساة كذلك عبر الـ " فيس بوك " وحتى الآلام والمشاعر كلها صارت فيسبوكية.


يقول أستاذ علم الإجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية أ.د. حسين الخزاعي : " أن مواقع التواصل الإجتماعي من وسائل التكنولوجيا الحديثة جدا في نقل المعلومة وتقريب المسافات ".


وأضاف : " التكنولوجيا الحديثة أصبحت كثيرة الإستخدامات والتشويقات وهي وسيلة فرضت نفسها على المجتمع الأردني الذي يتقبلها ".


وبين في حديثه لـ Jo24 أن الأردن ثاني الدول العربية من حيث استخدام المواطنين فيه ( ذكورا وإناثا ) للـ " فيس بوك " ، حيث يرى الخزاعي أن التعبير عن المشاعر عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتعزية والتهنئة من خلاله أمر جيد لكن يجب أن يطبق على أرض الواقع حتى لا تنقطع الأواصر الأسرية.


وفي حين يعتبر الكثيرون أن الـ " فيس بوك " أصبح حلا جيدا للأزمات النفسية والإجتماعية يعتقد آخرون أن هناك مغالاة في استخدامه بحيث صار روتينا يوميا لا يمكن الإستغناء عنه.


وشدد اختصاصي الطب النفسي د. محمد الحباشنة على ضرورة أن تكون مواقع التواصل الإجتماعي أداة تعبير جادة لمن يبحثون عن معلومة هامة .


وأوضح لـ Jo24 أن استخدام البعض لموقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك " أصبح حشوا زائدا ، مبينا أن الأصدقاء غير المقربين والمعارف والجماهير غير معنيين بالمشاعر الشخصية.


وأشار إلى أن قضاء الوقت أمام شاشات الحاسوب حيّد المجتمع الحقيقي وصار دليلا على شح الأشخاص الفعليين الذين يجب التواصل معهم في الأفراح والأتراح.


وأضاف : " أن لدى البعض دوافع في إثبات الذات للمشاركة بواسطة تعبيرات عن حالتهم الخاصة التي من المفترض أن تكون في العرف الإجتماعي العلمي للمقربين جدا وعدم حصر التفوق الإجتماعي بظاهرة عدد " اللايكات " مما يؤدي إلى كسر الحواجز مع أفراد قد نجهلهم وهذا أمر سيء ".



واعتبر الحباشنة أن كسر الحواجز مع المعارف وغير المقربين يؤدي إلى وجود علاقات غير ناضجة وغير صحيحة ، مؤكدا على أن ما يهم الآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي هو مشاركة الرأي الثقافي والفكري والسياسي ونقل المعلومة وليس للإستفراغ العاطفي.


ويبدو أن العالم الإفتراضي أصبح جزءا من حياة الإنسان .. وبالرغم من مخاوف الكثيرين بأن يلغى الواقع أمام التكنولوجيا فإن آخرين يرونه وسيلة ليظل الجميع على تواصل.