الطراونة: الأردن لا يقبل وجود قوات غير أردنية على حدوده
التقت كتلة الوفاق النيابية (16 نائبا) التي يرأسها النائب ميرزا بولاد، رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة في منزل النائب رائد الخلايلة في جلسة حوارية مطولة، تناولت قضايا وملفات محلية واقليمية مختلفة.
واستهل اعضاء الكتلة اللقاء حسب الناطق الاعلامي باسم الكتلة النائب الدكتور هايل ودعان الدعجة بتقديم افكار وملاحظات ركزت على اهمية التعاون والتشارك بين مؤسات الدولة خاصة السلطتين التشريعية والتنفيذية وهيبة مجلس النواب "التي هي من هيبة الدولة".
كما ركزوا على اهمية التواصل بمؤسسة العرش للوقوف على مواقفها وآرائها حيال القضايا المطروحة، والاستماع الى اخر المستجدات المتعلقة بمفاوضات السلام والازمة السورية وعضوية الاردن في مجلس الامن.
وناقش اعضاء اللجنة مع الدكتور الطراونه قضايا متعلقة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والحريات ومطالب النواب والبطالة والفقر والطاقة والمياه والتعليم والعنف المجتمعي والجامعي والعاصفة الثلجية والمكارم والمبادرات الملكية وقضية الشهيدة نور العوضات وتشكيلة مجلس الاعيان وغيرها من القضايا.
وحسب النائب الدعجة، فقد ذكر الدكتور فايز الطراونة في بداية حديثه بأن الظرف الحالي الذي يمر به الاردن يتميز بتعدد الملفات والقضايا التي يتعامل معها بلدنا بعد ان كان ملف القضية الفلسطينية في السابق يمثل الملف الوحيد تقريبا على الاجندة الاردنية.
كما تحدث عن حالة الوساطة الامريكية في مفاوضات السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية التي تشهد في الوقت الراهن مقترحات امريكية جادة تمثل طرحا قويا وهاما حيال قضايا الوضع النهائي مثل اللاجئين والقدس والحدود والامن والمياه وغيرها، بصورة تؤشر الى انخراط الجانب الامريكي في هذه المفاوضات لا الاكتفاء بدور الوسيط فقط.
واكد على وجود مواقف اردنية حيال هذه القضايا، كقضية اللاجئين لان لها علاقة بمواطنين اردنيين حصلوا على الجنسية الاردنية (40% من اللاجئين) في الوقت الذي اكد فيه على موقف الاردن المرتكز على حق العودة والتعويض، ما يمنحه الحق في ان تكون له الكلمة المسموعة في هذا الموضوع الهام اثناء عملية التفاوض.
كما اكد الطراونة ان الاردن "من حيث المبدأ" لا يتفاوض عن احد، ولا يعرف اين ستنتهي المفاوضات، لكنه وضع الاطراف الثلاثة بصورة موقفه ورأيه من قضايا الوضع النهائي لانعكاساتها المباشرة على مصالحه موضحا بانه لا وجود للاردن سنتمتر واحد غرب النهر، ولا يقبل بوجود اية قوات غير اردنية على حدوده.
وعن القدس اوضح أن الاردن اصر في معاهدة السلام التي وقعها مع الجانب "الاسرائيلي" على الرعاية الهاشمية للقدس والمقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية، وان الاردن مهتم ان تعترف السلطة الفلسطينية بهذا الدور الى ان تقام الدولة الفلسطينية، حيث تم التوقيع على الاتفاقية التاريخية بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي اكدت على الوصاية الهاشمية بهدف حماية القدس والاماكن المقدسة من الاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية.
واشار الى الدور الهاشمي في رعاية وحماية وصيانة وإعمار المقدسات في القدس المحتلة، وهو الدور الذي يستمر به الملك الذي لا يألو جهداً في الذود عن القدس وعروبتها وعن مقدساتها.
واضاف النائب الدعجة بان الدكتور الطراونة قد اكد على ضرورة عدم تحميل الاردن اكثر من طاقته واكثر مما يحتمل بشأن الملف السوري، فالاردن محاط بجوار مضطرب وحدوده مع سوريا تمتد لاكثر من370 كم وتمكن من حمايتها وضبطها بكل جدارة والكل يشهد بذلك، ولا يعقل ان يطلب من الاردن حسم الامور في سوريا مثلا، وان موقفه من هذا الملف واضح فهو مع الحل السياسي ولا يتدخل بشؤون سوريا فهذا ليس في مصلحته وسيؤثر علينا سلبا من قبل الاطراف والدول التي نقيم معها علاقات جيدة فلا يجوز ان اضع قدمي في النار ـ يضيف الطراونة ـ ولو تعدينا او دخلنا مترا واحدا سنقع في ورطة واشكالية قوية نحن في غنى عنها خاصة وان السيناريوهات المستقبلية لسوريا غير واضحة وغير معروفة.
وعند حديثه عن فوز الاردن وحصوله على مقعد غير دائم في مجلس الامن ، فقد اكد رئيس الديوان الملكي، ان هذا الانجاز انما يعكس رضا المجتمع الدولي عن السياسة الاردنية ويجسد استفتاء على المكانة الدولية التي يحظى بها الملك والاردن واعترافا دوليا بنجاح الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالته بحكمة واقتدار في التعاطي مع القضايا المختلفة محليا واقليميا ودوليا.
وتطرق الطراونه حسب النائب هايل الدعجة الى اعجاب وتقدير الاسرة الدولية لتعامل الاردن مع تداعيات الربيع العربي حيث كان السؤال المشترك الذي كان يطرحه رؤساء العديد من دول العالم على جلالة الملك خلال جولاته ولقاءاته المختلفة بهم هو "كيف تمكن الاردن من المحافظة على امنه واستقراره في ظل اجواء الربيع العربي التي سادت المنطقة"؟ فكان الجواب انه الشعب الاردني الواعي الذي لا يرغب ان يحدث في بلده ما يحدث بدول المنطقة من اضطرابات وفوضى وقتل وتخريب، اضافة الى ان الاردن لا يعاني من تناقضات مجتمعية بل يعيش حالة انسجام بين كافة مكوناته وشرائحه عززت من قوة ومتانة نسيجه الوطني، لا بل ان بعض دول المنطقة التي عانت من ويلات وتداعيات الربيع العربي تواصلت معنا للاستفادة من خبراتنا وتجاربنا المختلفة في التعاطي الحكيم والمدروس مع هذه التداعيات.
اما بالنسبة الى تشكيلة مجلس الاعيان فقد نوه الدكتور الطراونة الى ان اصعب شيء هو تشكيلة هذا المجلس لصعوبة ارضاء او تحقيق التوافق بين مختلف مكونات المجتمع وقطاعاته عليها.
وعن الولاية العامة فقد اكد على انها للحكومة وانه شخصيا لا يؤمن بوجود حكومة ظل في الديوان الملكي. وحول موضوع العاصفة الثلجية فقد ذكر النائب الدعجة بان الدكتور الطراونة قد اكد على الروح التضامنية والادوار التكاملية والتشاركية التي ميزت المواقف الاردنية في التعاطي مع هذه العاصفة عندما جسد المواطن الاردني نماذج تحتذى في التعاون والتكافل الاجتماعي، اضافه الى ما قامت به الاجهزة الرسمية والامنية والعسكرية وكافة القطاعات والفعاليات المجتمعية من جهود وطنية مخلصة من خلال التعاون والتنسيق بينها اسهمت في التخفيف على المواطنين من اثار العاصفة الثلجية، كما استعرض الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك خلال جولاته التفقدية لاحوال المواطنين في هذه الظروف الاستثنائية ، والتي شملت مختلف مناطق المملكة، حيث تحدث عن قصة كاسحات الثلوج التي تبرعت بها دولة الامارات الشقيقة للاردن عندما تبين للملك خلال متابعته لاحوال المواطنين أن عدد الجرافات والاليات المتوفرة لازالة الثلوج غير كافية ولا يزيد عددها عن حوال 120 آلية موزعة على كافة مناطق المملكة مما دفعه لتوجيه الديوان الملكي لشرائها من الخارج وعندما كان احضارها يحتاج الى اكثر من شهرين تم التفكير بشرائها من الامارات وعندما سمع الشيخ محمد بن زايد ال نهيان بذلك رفض الا ان يقدمها هدية منه للاردن . وفي ختام الجلسة طالب اعضاء كتلة الوفاق الدكتور فايز الطروانة بنقل رغبتهم بعقد لقاءات للكتل النيابية مع الملك للحديث حول اهم القضايا والموضوعات المطروحة، حيث وعد الدكتور الطراونه بالقيام بذلك من خلال ابلاغ جلالته بهذه الرغبة.