jo24_banner
jo24_banner

الخرابشة: المشروع النووي خيار انتحاري لا اقتصادي

الخرابشة: المشروع النووي خيار انتحاري لا اقتصادي
جو 24 : كتب - المحامي محمود الخرابشة - عادت بقوة حكومة د . عبدالله النسور الى اطلاق التصريحات حول اهمية المشروع النووي لاقتصاد المملكة , وهي بذلك تريد استطلاع المزيد من الاراء حوله دون ان تعطي اجابات شافية حول عناوين بارزةطالبها الجميع بالتراجع عنه والبحث عن بدائل اخرى اكثر اجماعآ لدى الاردنيين.

الارقام التي اوردها الرئيس وبغض النظر عن مدى صحتها من عدمه فان ذلك لايعني الحاجة الى المشروع النووي وطالما ان 40% من نفقات الموازنة تذهب الى الطاقة فلماذا لا يصار الى البحث عن بدائل اخرى اكثر امنآ من النووي ?! هناك اسئلة لم يجب عليها ولم يعط الرأي الاخر المساحة الاعلامية في وسائل الحكومة لقول رأي معارض له , ونحن لا نحبذ ان تبقى اصوات الناس واقوال الغالبية ضده وبنفس الوقت تتلقى تصريحاته بشيء من عدم الجدية.

الرئيس د. النسور حمل ملف تسويق المشروع النووي على الاردنيين بعد ان اخفق د . خالد طوقان وواضح ان خياراته في اطلاق التصريحات لا تؤتي ثمارها لان هناك معارضة حقيقية للمشروع من مختلف اطياف المجتمع الاردني واقول من ممثليه في البرلمان والقوى الحزبية والسياسية وكافة النخب الاقتصادية التي يتحدث اليها من اجل كسب صوتها لقراراته في هذا الشأن.

الرئيس يتمتع بشخصية "دوارة " في التعامل مع الاخرين ولا نريد ان نفند اقواله التي اشار اليها في مناسبات له, لكننا نقول وبكل بساطة ان اتخاذ قرار بانشاء محطة نووية في منطقة المفرق هو قرار خاطئ وله تداعيات خطيرة ليس على الاقتصاد الوطني بل وعلى حياة الاردنيين جميعا وادعوه الى ان يعي خطورة مثل هكذا قرارات على مستقبل وطننا . وعليه ان يستمع الى اراء الناس وان يلمس حقيقة واسباب معارضتهم له , وهنا ادعوه الى طرح المشروع النووي امام ممثلي الامة للنقاش وعليه ان يستجيب لرأي الاغلبية والى مصالح الناس عامة, فلا يوجد لدينا ارضية مناسبة لمثل هذه المشاريع ذات الكلف العالية والتي تحتاج لخبرات فنية ومالية هائلة لسنا قادرين على تحملها او تحميلها لخزينة الدولة.

نحن نقول للرئيس ان المشروع النووي هو خيار انتحاري لا اقتصادي لوطننا ولدينا اسبابنا الموضوعية في قول هذا الكلام ولا نريد ان نعيد تكرار مواقف البعض لكننا نطالب جميع القائمين عليه الى ان يطلعوا شعبنا على تفاصيله واهميته ومكانه لكي يقولوا رأيهم فيه, ولسنا بحاجة اليه لا اليوم ولا في المستقبل.


(الديار الأردنية)
تابعو الأردن 24 على google news