jo24_banner
jo24_banner

''إسرائيل'' تضم غور الأردن بضريح أبوعبيدة بن الجراح

إسرائيل تضم غور الأردن بضريح أبوعبيدة بن الجراح
جو 24 : - لو كانت الأضرحة تشعر كما البشر لوصلنا من أحدها، وهو للصحابي الشهير أبوعبيدة بن الجراح، صدى يدمي المسامع، فضريحه أصبح بقبضة إسرائيل منذ قررت أمس ضم وادي الأردن، حيث دفنوا الرجل الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه الأخيرة من طعنة قاتله أبولؤلؤة: "لو كان أبوعبيدة حياً لاستخلفته، فإن سألني ربي عنه قلت استخلفت أمين الله وأمين رسوله"، مشيراً بالعبارة إلى ما سمعه من الرسول الأعظم: "إن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح".

وقال موقع "العربية نت" انه قرأ الخبر كما ورد من الوكالات وغيرها، أن اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في إسرائيل، وهي تضم 8 وزراء من أحزاب: الليكود وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، وافقت أمس الأحد على ضم الوادي، المعروف أيضاً باسم غور الأردن "بعد أن أقرّت مشروع قانون قدمته النائبة عن الليكود، ميري ريغيف، والقاضي بتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات اليهودية في غور الأردن"، أي ما معناه أن يكون تابعاً للسيادة الإسرائيلية، "حتى بعد التوصل لاتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني، ضماناً لأن تبقى المنطقة داخل السيادة الإسرائيلية"، وفق تلخيص للخبر.

سريعاً جاء الرد من رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، فاعتبر القرار "بمثابة تدمير لجهود عملية السلام وجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحديداً"، مذكراً بأن الضم "دلالة على مدى استهتار الحكومة الإسرائيلية بالقانون الدولي وجهود الرباعية الدولية"، مضيفاً لوكالة "معا" الفلسطينية أن "مجرد ضم وادي الأردن المحتل بهذه الطريقة، بعد أن رفض العالم ضم الجولان، هو دلالة على أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تضرب بعرض الحائط القانون الدولي"، كما قال.
ومساحة الوادي، الواقع فيه معظم البحر الميت والموصوف عبر التاريخ الحديث بأنه "سلة خضار" لفلسطين والأردن، تزيد على 400 كيلومتر مربع، أي أكبر من نصف مساحة البحرين، وهو من أخصب الأراضي الزراعية لأن مناخه دافئ شتاء وحار جداً صيفاً، حيث الدافئ يناسب الكثير من الخضار والفاكهة كالموز الممتدة مزارعه في الغور على مساحات شاسعة، وهو من الأطيب وفق ما قرأت "العربية.نت" عن الوادي الذي يقيم فيه الآن 70 ألفاً من الفلسطينيين بعد أن كانوا قبل 1967 أكثر من ربع مليون، وهذه معلومة من وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها العام الماضي.

وليس في الوادي ضريح أبوعبيدة فقط، بل لكثيرين من الصحابة، ومنهم ضرار بن الأزور وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل، ولآخرين من الصحابة والتابعين، ممن أصبحت مقاماتهم مقصداً وسياحة دينية، وهو فوق ذلك نقطة هامة في صراع الفلسطينيين مع إسرائيل، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة من جديد إطلاق مفاوضات السلام، لأنه جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن إسرائيل خططت منذ زمن بعيد لبسط سيطرتها عليه "باعتباره حيوياً لأمن البلاد"، وفقاً لمزاعم مسؤوليها.
"فلسطين من دون الوادي دولة كرتونية"

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض ذكر في 2009 أنه أعد خطة تنمية على مدى عامين، من ضمنها بناء مطار يقع تحت السيطرة الفلسطينية في الوادي، وأشار في وقت لاحق إلى أن "أي دولة فلسطينية ستقام من دون أن تضم هذه المنطقة ستكون دولة كرتونية"، على حد تعبيره. لكن الرد الإسرائيلي كان بعرقلة الخطة، حيث ذكر بعض المسؤولين الإسرائيليين وقتها أن منطقة الوادي "ستبقى أراضي إسرائيلية تطوّق الدولة الفلسطينية إلى الشرق وتتحكم بالحدود الدولية مع الأردن لضمان عدم تسلل الجماعات المسلحة"، وفق ما نقلت "واشنطن بوست" الأميركية عن أحدهم ذلك العام.

أما بنيامين نتنياهو فنقلت ما قال حين زار في 2009 مستعمرة "ماسكيوت" التي تضم في الوادي أكثر من 8000 مستوطن، من "إن منطقة وادي الأردن ستبقى أرضاً إسرائيلية في أي مفاوضات مستقبلية". فيما نقلت عن الناشط الفلسطيني فاتح خضيرات مخاوف فلسطينية حقيقية لخّصها بعبارة: "إذا احتفظت إسرائيل بالمنطقة فإنها تبسط بذلك سيطرتها على فلسطين كلها، وستكون الوسيط بيننا وبين العالم"، أي كما جسر وحيد للفلسطينيين مع الخارج، ومن دونه تبقى معزولة تماماً.

وعودة إلى الصحابي الجليل أبوعبيدة بن الجراح، فقد توفي في الوادي بعمر 58 سنة، ضحية لطاعون عنيف اشتهر في بلاد الشام باسم "عمواس" بزمانه، فدفنوه في مكان أصبح بعدها ولايزال قرية صغيرة هناك وتحمل اسمه.
تابعو الأردن 24 على google news