مهاجرو ألمانيا يؤسسون شركات خاصة.. وينجحون
جو 24 : بينت دراسة حديثة في ألمانيا، أن الأجانب يؤسسون شأنهم في ذلك شأن الألمان مشاريع تجارية عديدة، ويبقى الفارق الكبير بين الاثنين أن الأجانب يتجهون إلى هذا المجال لصعوبة اندماجهم في سوق العمل الألمانية.
مطبعة رقمية في مدينة بون، آلات لا تتوقف وقائمة طويلة من الطلبيات، إنه مشروع ناجح لمهاجرَين من أصول إيرانية. انبثقت الفكرة في اسطنبول، وأينعت ثمارها على ضفاف نهر الراين في بون؛ ففي اسطنبول تعرفت سارة محمدي على مهدي فارزاد، ونشأت بين الاثنين علاقة حب، ثم زواج. سارة، كما يوضح زوجها، كانت تعمل في مجال التخطيط في إحدى شركات الإعلام، و"كانت ناجحة جدا في عملها، وتدير قسما كاملا في تلك الشركة". وبكل اعتزاز يضيف، "من النادر جدا أن تحقق سيدة في إيران مثل هذا النجاح". ولغاية اليوم، لا يستطيع مهدي استيعاب حقيقة أن سارة تخلت عن عملها، لتلحق به في ألمانيا وتساعده بعد ذلك على فتح المطبعة في بون.
قرار شجاع
"في عام 2012 افتتحنا المطبعة في أحد الشوارع الجانبية، وكنا نقدم خدمة الطباعة الرقمية باختلاف أنواعها، سواء طباعة البطاقات الشخصية (الكروت)، أو الملصقات أو الإعلانات وغير ذلك". وخلال فترة وجيزة، استطاع الإثنان تكوين شبكة زبائن مهمة من الشركات الصغيرة أو المتوسطة. وعلى العموم كانت هذه السنة "سنة جيدة" بالنسبة لسارة، التي أوضحت أنهما وضعتا خطة متكاملة بقيمة الأرباح والتكاليف التي كان لا يسمح لهما بتجاوزها. وفي نهاية المطاف "كانت الأرقام أفضل مما كنا نتوقع".
قصة الزوجين الإيرانيين تتوافق تماما مع نتائج الدراسة التي أعدتها مؤسسة الأبحاث لسوق العمل في نورنبرغ وفي جامعة هامبورغ، والتي أظهرت أن المشاريع التي يؤسسها الأجانب في ألمانيا لا تقل قدرا عن مشاريع الألمان، مع العلم أن "كل شخص من عشرين يقوم بهذه الخطوة الشجاعة والتي تتطلب جهدا وتعبا أكبر"، كما جاء في التقرير المذكور.
وبغض النظر عن قدرات الأجنبي اللغوية، إلا أنه من المؤكد أن الأخير يواجه صعوبات جمة في إيجاد وظيفة تناسب قدرته وتكوينه، كما يقول مهدي فرزاد، موضحا أن مجال الاتصالات يستلزم شبكة علاقات قوية، علما أن مجال المنافسة شرس جدا. يشرح مهدي ذلك استنادا إلى تجربته الشخصية: "حين فقدت عملي في إحدى الشركات، وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد وظيفة جديدة، وكان من البديهي أن تصبح الشركة الخاصة الفرصة الوحيدة أمامنا".
يورغن تساندرس، من غرفة التجارة والصناعة في بون، يسلط الضوء على جانب آخر يتعلق بالدعم الذي تقدمه العائلة برمتها للشخص الأجنبي خاصة القادم من دول الجنوب، فيقول: "الجميع يساهم في المشروع، الأم تدفع عشرة آلاف مثلا، والأخت والأخ وهكذا...". وهذا ما حصل بالفعل مع مهدي وسارة.
نجاح الاثنين لم يكن وليد الصدفة، وإنما نتاجا لجهد كبير جدا ودراسة معمقة للأرقام والإحصائيات التي أُعدت سلفا في هذا المجال. ويقول مهدي إن تلك الفترة كانت الأصعب في حياته، لأنه كان عليه "دراسة كل صغيرة وكبيرة".
وليس من البديهي أن تحقق الشركة الوليدة أرباحا من السنة الأولى، لكن المهاجرَين الإيرانيين وُفقا في ذلك ما جعلهما ينظران إلى المستقبل بكل تفاؤل ، لدرجة أن سارة تعتبر المشروع مثل "ابنها الصغير"، وتريد المضي فيه حتى النهاية.
مطبعة رقمية في مدينة بون، آلات لا تتوقف وقائمة طويلة من الطلبيات، إنه مشروع ناجح لمهاجرَين من أصول إيرانية. انبثقت الفكرة في اسطنبول، وأينعت ثمارها على ضفاف نهر الراين في بون؛ ففي اسطنبول تعرفت سارة محمدي على مهدي فارزاد، ونشأت بين الاثنين علاقة حب، ثم زواج. سارة، كما يوضح زوجها، كانت تعمل في مجال التخطيط في إحدى شركات الإعلام، و"كانت ناجحة جدا في عملها، وتدير قسما كاملا في تلك الشركة". وبكل اعتزاز يضيف، "من النادر جدا أن تحقق سيدة في إيران مثل هذا النجاح". ولغاية اليوم، لا يستطيع مهدي استيعاب حقيقة أن سارة تخلت عن عملها، لتلحق به في ألمانيا وتساعده بعد ذلك على فتح المطبعة في بون.
قرار شجاع
"في عام 2012 افتتحنا المطبعة في أحد الشوارع الجانبية، وكنا نقدم خدمة الطباعة الرقمية باختلاف أنواعها، سواء طباعة البطاقات الشخصية (الكروت)، أو الملصقات أو الإعلانات وغير ذلك". وخلال فترة وجيزة، استطاع الإثنان تكوين شبكة زبائن مهمة من الشركات الصغيرة أو المتوسطة. وعلى العموم كانت هذه السنة "سنة جيدة" بالنسبة لسارة، التي أوضحت أنهما وضعتا خطة متكاملة بقيمة الأرباح والتكاليف التي كان لا يسمح لهما بتجاوزها. وفي نهاية المطاف "كانت الأرقام أفضل مما كنا نتوقع".
قصة الزوجين الإيرانيين تتوافق تماما مع نتائج الدراسة التي أعدتها مؤسسة الأبحاث لسوق العمل في نورنبرغ وفي جامعة هامبورغ، والتي أظهرت أن المشاريع التي يؤسسها الأجانب في ألمانيا لا تقل قدرا عن مشاريع الألمان، مع العلم أن "كل شخص من عشرين يقوم بهذه الخطوة الشجاعة والتي تتطلب جهدا وتعبا أكبر"، كما جاء في التقرير المذكور.
وبغض النظر عن قدرات الأجنبي اللغوية، إلا أنه من المؤكد أن الأخير يواجه صعوبات جمة في إيجاد وظيفة تناسب قدرته وتكوينه، كما يقول مهدي فرزاد، موضحا أن مجال الاتصالات يستلزم شبكة علاقات قوية، علما أن مجال المنافسة شرس جدا. يشرح مهدي ذلك استنادا إلى تجربته الشخصية: "حين فقدت عملي في إحدى الشركات، وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد وظيفة جديدة، وكان من البديهي أن تصبح الشركة الخاصة الفرصة الوحيدة أمامنا".
يورغن تساندرس، من غرفة التجارة والصناعة في بون، يسلط الضوء على جانب آخر يتعلق بالدعم الذي تقدمه العائلة برمتها للشخص الأجنبي خاصة القادم من دول الجنوب، فيقول: "الجميع يساهم في المشروع، الأم تدفع عشرة آلاف مثلا، والأخت والأخ وهكذا...". وهذا ما حصل بالفعل مع مهدي وسارة.
نجاح الاثنين لم يكن وليد الصدفة، وإنما نتاجا لجهد كبير جدا ودراسة معمقة للأرقام والإحصائيات التي أُعدت سلفا في هذا المجال. ويقول مهدي إن تلك الفترة كانت الأصعب في حياته، لأنه كان عليه "دراسة كل صغيرة وكبيرة".
وليس من البديهي أن تحقق الشركة الوليدة أرباحا من السنة الأولى، لكن المهاجرَين الإيرانيين وُفقا في ذلك ما جعلهما ينظران إلى المستقبل بكل تفاؤل ، لدرجة أن سارة تعتبر المشروع مثل "ابنها الصغير"، وتريد المضي فيه حتى النهاية.