''أبلة فاهيتا''.. الدمية المتهمة بالتجسس في مصر
جو 24 : تحولت دمية يطلق عليها "أبلة فاهيتا"، وتبث مقاطع مضحكة على موقع "يوتيوب" تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي إلى متهمة بالتخطيط لتفجيرات وأعمال عنف في مصر، بل والعمل لصالح مخابرات أجنبية.
ودفعت هواجس التفجيرات والتهديدات وحملات "الحرب علي الإرهاب" التي شهدتها وتشهدها البلاد، إلي تحويل "دمية" تظهر في مقاطع فيديو علي موقع "يوتيوب" إلى إثارة الرأي العام ودفعت النيابة العامة المصرية إلى إصدار قرار بالتحقيق معها في البلاغ الذي قدم ضدها.
بدأت الدمية "أبلة فاهيتا" (الشخصية الكرتونية) عام 2010 قبيل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، دون أن تحقق أي صدى إعلامي، كما أنها لم يكن لها وجود مؤثر في الثورة، حيث كانت تتناول في حلقتها الأولى كيفية عمل "الفاهيتا" (دجاج مطبوخ).
وبقيت "أبلة فاهيتا" غير معروفة حتى 26 مايو/ أيار 2012، إبان الانتخابات الرئاسية المصرية، عندما قدمت فيديو لأغنية بعنوان "كلها 4 سنين"، حيث تم استخدامها علي مواقع التواصل الاجتماعي عقب تولى الرئيس الشرعي محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان (التي تعتبرها السلطات الحالية إرهابية) من قبل معارضيه في محاولة منهم للتخفيف من وقع توليه رئاسة البلاد.
وجاءت كلمات الأغنية كنوع من المواساة للشعب المصري لتربع مرسي فوق كرسي الرئاسة "هما أربع سنين.. رحنا (ذهبنا) ولا جينا(أتينا).. هما أربع سنين.. هيعدوا (سيمروا) علينا".
واستمرت "أبلة فاهيتا" في نشر فيديوهات على "يوتيوب" تتداولها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما بين فوازير وتعليقات ساخرة على الأحداث، حتى اختفت منذ 9 أشهر، حيث كان آخر فيديو لها حمل دلالات علي سوء الأوضاع الأمنية في مصر.
عادت "أبلة فاهيتا" على الساحة السياسية بقوة قبل أيام، عندما اختارتها إحدى شركات الاتصالات في مصر لعمل حملة دعائية بإعادة تشغيل خطوط الهاتف القديمة، وانتشر الفيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير لغطا كبيرا، في الرأي العام واتصال هذا الفيديو بمؤيدي مرسي وعلاقته بالتفجيرات التي تشهدها البلاد خلال الفترة الماضية، والتنبؤ بتفجيرات اكبر خلال الفترة القادمة.
تسبب في هذه الإثارة ناشط سياسي مؤيد للسلطات الحالية يدعى أحمد سبايدر، الذي خرج في إحدى الفضائيات الخاصة واتهم "أبلة فاهيتا" بـ"انتمائها لجهاز المخابرات البريطاني الـ"إم أي 6"، وتعهد بسجنها قريبًا".
واتهم سبايدر الذي قدم بلاغا للنائب العام، "أبلة فاهيتا" بأنها "شخصية كارتونية دخلت مصر منذ سنوات بدون مبرر، وتستخدم الشفرة لتوصيل رسائل معينة"، مشيرا إلى أن تحليله للإعلان الدعائي أن "به علامة رابعة (التي يستخدمها مؤيدي مرسي) وتحمل متفجرات على شكل زهور".
وأضاف: "الإعلان يبدأ بشجرة كريسماس ولكن تم وضع بدلاً منها شجرة "صبار" وبجواره ما يشبه القنبلة"، مشيرًا إلى "وجود كيكة (نوع من الحلوى) في الإعلان وهو دليل على أن الإخوان سيقيمون حفلة (احتفال) على المصريين في رأس السنة"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الإعلان تضمن حوارا طويلا جدًا ليس له علاقة بمضمونه، مثل طقم الأسنان الذي تجمد في الكوب، وهو يرمز لتجميد أموال الإخوان"، على حد زعمه.
وحلل سبايدر كلمة "ماما" بالنسبة لـ"أبلة فاهيتا" بأنها مصر، و"بنت" هي إسرائيل، و"البالطو البيج" يرمز للجيش المصري، و"الياقة" هي الرتب، و"عضعضتي ياقته" يعني هتنهك قوى الجيش"، على حد زعمه.
كل هذه الاتهامات تقدم بها سبايدر في بلاغ للنائب العام، هشام بركات، الذي أمر بدوره رئيس نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق في البلاغ ضد الشركة، وهو ما تم بالفعل عندما أمر رئيس النيابة باستدعاء المدير الإقليمي المسئول عن شركة الاتصالات، للسماع إليه بشأن الإعلان.
من جانبه، قال خالد حجازي رئيس العلاقات الخارجية بشركة الاتصالات فودافون ، في تصريحات صحفية، إن ممثلي الشركة سيوضحون للنيابة حقيقة الإعلان، لافتا إلى ان شخصية "أبلة فاهيتا" الواردة في الإعلان معروفة ولها كثير من المعجبين علي صفحات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أنه من يريد أن يرسل شفرات لن يرسلها عبر إعلان.
وأوضح حجازي أن "الحملة الدعائية المتعلقة بهذا الإعلان مستمرة من أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط، ومن حق أي مواطن أن يتقدم ببلاغ إذا اكتشف أي مخالفة".
وقالت الشركة في بيان لها أمس، إن "هذا الإعلان القصير ما هو إلا وسيلة اتصال تسويقية تهدف إلى التعريف بعرض شركة الاتصالات وجذب المشاهد للمنتج."
وأضافت "هذا الإعلان لا يحمل أي بعد آخر غير الموضح أعلاه وأي تفسيرات مخالفة لذلك تعد محض خيال و أراء شخصية لبعض مشاهدي الإعلان، وأنها غير مسؤولة عن التوجهات الشخصية والتفسيرات البعيدة عن الواقع لبعض من شاهدوا الإعلان."
وشددت أنها "تنأى بنفسها عن الدخول في تفاصيل التفسيرات والاتهامات غير المعقولة التي صدرت من بعض الأشخاص وتحتفظ بحق الرد بالطريقة التي تراها مناسبة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يحاولوا تشويه سمعة الشركة".
كما اتهمت "صفحة غير رسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) لوزارة الداخلية، "أبلة فاهيتا" بإرسال إشارات وشفرات ورموز غير مفهومة"، وقالت أن "هذا يخالف سياسة الدولة".
وأضافت الصفحة في بيان نشرته : "حتى الآن لا نعلم حقيقة الأمر إذا كانت إشارات حقيقية أم خرافات وإشارات وهمية لإرباك الأجهزة الأمنية بالدولة، وفي كلتا الحالتين هذا مخالف للقانون، ويعرض الأشخاص القائمين على مثل هذه الصفحات للمساءلة القانونية، وفي انتظار إذن النيابة بضبط وإحضار هؤلاء الأشخاص بمعرفة الأجهزة المعنية وحسب الجرائم التي ستوجه إليهم، واستدعاء الأشخاص الذين تعاونوا وتعاملوا مع هذه الفتنة مسبقًا".
من جانبها، ظهرت "أبلة فاهيتا"، في عدة مداخلات هاتفية على الفضائيات، وقالت: "نخاف مما نجهل، وأنا أكتب وأقول ما أفكر فيه، ومن يفهمني مرحبا به ومن لا يفهمني لا يلزمني"، على حد تعبيرها.
وأوضحت "أبلة فاهيتا" أنه لا توجد شفرات في كلماتها، وأنها تحب الكلام القليل، قائلة: "من يفهمني، يفهمني".
وأضافت: "إن كنت أريد إرسال قنبلة أو عمل تفجير، فلن أدعو له في وسائل الإعلام".
يشار إلى أن منتج حلقات "ابلة فاهيتا" التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير معروف.
(الأناضول)
ودفعت هواجس التفجيرات والتهديدات وحملات "الحرب علي الإرهاب" التي شهدتها وتشهدها البلاد، إلي تحويل "دمية" تظهر في مقاطع فيديو علي موقع "يوتيوب" إلى إثارة الرأي العام ودفعت النيابة العامة المصرية إلى إصدار قرار بالتحقيق معها في البلاغ الذي قدم ضدها.
بدأت الدمية "أبلة فاهيتا" (الشخصية الكرتونية) عام 2010 قبيل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، دون أن تحقق أي صدى إعلامي، كما أنها لم يكن لها وجود مؤثر في الثورة، حيث كانت تتناول في حلقتها الأولى كيفية عمل "الفاهيتا" (دجاج مطبوخ).
وبقيت "أبلة فاهيتا" غير معروفة حتى 26 مايو/ أيار 2012، إبان الانتخابات الرئاسية المصرية، عندما قدمت فيديو لأغنية بعنوان "كلها 4 سنين"، حيث تم استخدامها علي مواقع التواصل الاجتماعي عقب تولى الرئيس الشرعي محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان (التي تعتبرها السلطات الحالية إرهابية) من قبل معارضيه في محاولة منهم للتخفيف من وقع توليه رئاسة البلاد.
وجاءت كلمات الأغنية كنوع من المواساة للشعب المصري لتربع مرسي فوق كرسي الرئاسة "هما أربع سنين.. رحنا (ذهبنا) ولا جينا(أتينا).. هما أربع سنين.. هيعدوا (سيمروا) علينا".
واستمرت "أبلة فاهيتا" في نشر فيديوهات على "يوتيوب" تتداولها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما بين فوازير وتعليقات ساخرة على الأحداث، حتى اختفت منذ 9 أشهر، حيث كان آخر فيديو لها حمل دلالات علي سوء الأوضاع الأمنية في مصر.
عادت "أبلة فاهيتا" على الساحة السياسية بقوة قبل أيام، عندما اختارتها إحدى شركات الاتصالات في مصر لعمل حملة دعائية بإعادة تشغيل خطوط الهاتف القديمة، وانتشر الفيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير لغطا كبيرا، في الرأي العام واتصال هذا الفيديو بمؤيدي مرسي وعلاقته بالتفجيرات التي تشهدها البلاد خلال الفترة الماضية، والتنبؤ بتفجيرات اكبر خلال الفترة القادمة.
تسبب في هذه الإثارة ناشط سياسي مؤيد للسلطات الحالية يدعى أحمد سبايدر، الذي خرج في إحدى الفضائيات الخاصة واتهم "أبلة فاهيتا" بـ"انتمائها لجهاز المخابرات البريطاني الـ"إم أي 6"، وتعهد بسجنها قريبًا".
واتهم سبايدر الذي قدم بلاغا للنائب العام، "أبلة فاهيتا" بأنها "شخصية كارتونية دخلت مصر منذ سنوات بدون مبرر، وتستخدم الشفرة لتوصيل رسائل معينة"، مشيرا إلى أن تحليله للإعلان الدعائي أن "به علامة رابعة (التي يستخدمها مؤيدي مرسي) وتحمل متفجرات على شكل زهور".
وأضاف: "الإعلان يبدأ بشجرة كريسماس ولكن تم وضع بدلاً منها شجرة "صبار" وبجواره ما يشبه القنبلة"، مشيرًا إلى "وجود كيكة (نوع من الحلوى) في الإعلان وهو دليل على أن الإخوان سيقيمون حفلة (احتفال) على المصريين في رأس السنة"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "الإعلان تضمن حوارا طويلا جدًا ليس له علاقة بمضمونه، مثل طقم الأسنان الذي تجمد في الكوب، وهو يرمز لتجميد أموال الإخوان"، على حد زعمه.
وحلل سبايدر كلمة "ماما" بالنسبة لـ"أبلة فاهيتا" بأنها مصر، و"بنت" هي إسرائيل، و"البالطو البيج" يرمز للجيش المصري، و"الياقة" هي الرتب، و"عضعضتي ياقته" يعني هتنهك قوى الجيش"، على حد زعمه.
كل هذه الاتهامات تقدم بها سبايدر في بلاغ للنائب العام، هشام بركات، الذي أمر بدوره رئيس نيابة أمن الدولة العليا بالتحقيق في البلاغ ضد الشركة، وهو ما تم بالفعل عندما أمر رئيس النيابة باستدعاء المدير الإقليمي المسئول عن شركة الاتصالات، للسماع إليه بشأن الإعلان.
من جانبه، قال خالد حجازي رئيس العلاقات الخارجية بشركة الاتصالات فودافون ، في تصريحات صحفية، إن ممثلي الشركة سيوضحون للنيابة حقيقة الإعلان، لافتا إلى ان شخصية "أبلة فاهيتا" الواردة في الإعلان معروفة ولها كثير من المعجبين علي صفحات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أنه من يريد أن يرسل شفرات لن يرسلها عبر إعلان.
وأوضح حجازي أن "الحملة الدعائية المتعلقة بهذا الإعلان مستمرة من أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط، ومن حق أي مواطن أن يتقدم ببلاغ إذا اكتشف أي مخالفة".
وقالت الشركة في بيان لها أمس، إن "هذا الإعلان القصير ما هو إلا وسيلة اتصال تسويقية تهدف إلى التعريف بعرض شركة الاتصالات وجذب المشاهد للمنتج."
وأضافت "هذا الإعلان لا يحمل أي بعد آخر غير الموضح أعلاه وأي تفسيرات مخالفة لذلك تعد محض خيال و أراء شخصية لبعض مشاهدي الإعلان، وأنها غير مسؤولة عن التوجهات الشخصية والتفسيرات البعيدة عن الواقع لبعض من شاهدوا الإعلان."
وشددت أنها "تنأى بنفسها عن الدخول في تفاصيل التفسيرات والاتهامات غير المعقولة التي صدرت من بعض الأشخاص وتحتفظ بحق الرد بالطريقة التي تراها مناسبة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يحاولوا تشويه سمعة الشركة".
كما اتهمت "صفحة غير رسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) لوزارة الداخلية، "أبلة فاهيتا" بإرسال إشارات وشفرات ورموز غير مفهومة"، وقالت أن "هذا يخالف سياسة الدولة".
وأضافت الصفحة في بيان نشرته : "حتى الآن لا نعلم حقيقة الأمر إذا كانت إشارات حقيقية أم خرافات وإشارات وهمية لإرباك الأجهزة الأمنية بالدولة، وفي كلتا الحالتين هذا مخالف للقانون، ويعرض الأشخاص القائمين على مثل هذه الصفحات للمساءلة القانونية، وفي انتظار إذن النيابة بضبط وإحضار هؤلاء الأشخاص بمعرفة الأجهزة المعنية وحسب الجرائم التي ستوجه إليهم، واستدعاء الأشخاص الذين تعاونوا وتعاملوا مع هذه الفتنة مسبقًا".
من جانبها، ظهرت "أبلة فاهيتا"، في عدة مداخلات هاتفية على الفضائيات، وقالت: "نخاف مما نجهل، وأنا أكتب وأقول ما أفكر فيه، ومن يفهمني مرحبا به ومن لا يفهمني لا يلزمني"، على حد تعبيرها.
وأوضحت "أبلة فاهيتا" أنه لا توجد شفرات في كلماتها، وأنها تحب الكلام القليل، قائلة: "من يفهمني، يفهمني".
وأضافت: "إن كنت أريد إرسال قنبلة أو عمل تفجير، فلن أدعو له في وسائل الإعلام".
يشار إلى أن منتج حلقات "ابلة فاهيتا" التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير معروف.
(الأناضول)