jo24_banner
jo24_banner

الأمية.. نقص الكفاءات وغياب الإرادة الحكومية لتحسين مستوى التعليم

الأمية.. نقص الكفاءات وغياب الإرادة الحكومية لتحسين مستوى التعليم
جو 24 :

منار حافظ - تشكل نسبة الأمية في الأردن هاجسا يرافق التعليم في المدارس والجامعات ، خاصة أن هذه النسبة استقرت على ما هي عليه لعامين متتاليين وفق الإحصائيات.

وبلغت نسبة الأمية في المملكة 6.7 % لعام 2011 واستقرت على ذات النسبة لعام 2012 مما يعني ضرورة بذل مزيد من الجهود للتخلص من الأمية خاصة وأن وزير التربية والتعليم د. محمد الذنيبات كان قد أعلن سابقا بأن هناك نسبة مرتفعة في الأمية بين طلبة المدارس.

يقول نقيب المعلمين مصطفى الرواشدة : " أن الوضع التعليمي في الأردن آخذ بالتراجع وخاصة على مستوى التعليم المدرسي ونسبة الأمية في الأردن مرتفعة ".


ويبين الرواشدة لـ Jo24 أن تسرب الطلبة من المدارس يساعد في رفع نسبة الأمية وعليه يجب اتخاذ إجراءات فعالة للتأكد من تطبيق قانون التعليم الإلزامي في كافة مدارس المملكة.

ويرى الأستاذ الجامعي والمختص بمناهج وأساليب التدريس في الجامعة الهاشمية زياد التميمي أنه يتوجب إجراء دراسة مسحية لكافة مناطق المملكة وذلك للوصول إلى السبب الحقيقي وراء ارتفاع نسبة الأمية خاصة بين الطلبة في الصفوف الدراسية الأولى.

وقال التميمي : " المدارس في الأردن تعاني مشكلتين الأولى نجدها في المناطق النائية والبعيدة حيث يكون عدد الطلبة قليل جدا ويتم دمجهم في صفوف مجمعة ويدرسهم معلمون ليس لديهم خبرة ودراية باستراتيجيات التدريس، وتكمن المشكلة الثانية في المدن الكبرى حيث يصل أعداد الطلبة في الصفوف إلى 50 طالبا أحيانا وربما أكثر فلا يتم متابعتهم من المعلمين بشكل جيد ويصبح الصف المدرسي بحاجة إلى معلمين على الأقل ليتمكنوا من إدارة الحصة بشكل جيد ".

وأشار في حديثه لـ Jo24 أن حل مشكلة الأمية قد يحتاج إلى زيادة أعداد حصص اللغة العربية للصفوف الأولى وغرف تعليم خاصة للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم وتحفيز المعلمين لطلابهم وتشجيعهم على التطور، بالإضافة إلى ضرورة متابعة الأهل لأبنائهم.

وأوضح التميمي أن هناك معلمين يمتلكون الخبرة لكنهم لا يمتلكون أسلوبا في تحفيز الطلبة وذكر مثالا على ذلك أثناء إشرافه على إحدى الحصص الصفية شتمت معلمة طالبة في الصف الثاني ووصفتها بالغبية وذلك لعدم قدرتها على القراءة بينما استطاع هو التعامل مع الطفلة بقليل من التحفيز وتشجيعها على إعادة المحاولة.

وأضاف : " مهنة التعليم أصبحت مهنة من ليس له مهنة ويجب أن يكون هناك كلية لتدريب المعلمين لمدة 5 أشهر للتأكد من تمكنهم وعطائهم للطلبة بالشكل السليم ".

وأشار مدير المشاريع في منظمة كويست سكوب للتنمية الإجتماعية في الشرق الأوسط معن ريان إلى أن أحد الأسباب لعدم انخفاض نسبة الأمية بشكل عام في المملكة يعود جزء كبير منه لتسرب طلبة المدارس.

ويرى ريان أن سبب تسرب الطلبة ليس فقط لعدم وجود نظام رادع لتطبيق قانون التعليم الإلزامي ومنع التسرب ، فهناك عوامل أخرى كالفقر والبيئة الدراسية غير الجاذبة.

ويوضح لـ Jo24 أن الأوضاع الإقتصادية قد تدفع الآباء لإجبار أبنائهم على العمل وهم في سن مبكرة ، إضافة إلى أن عمالة الأطفال قد توفر مدخولا عاليا يصل إلى 800 دينار شهريا للطفل الذي يعمل في مجال السياحة بالمناطق الأثرية وكذلك في مجال التسول المقنع مثل بيع الصحف والعمل على " البسطات ".

وقال ريان : " أنه بمقدار نسبة البطالة المرتفغ في الأردن فإن هناك نسبة مماثلة لها في عمالة الأطفال ويشجع على ذلك البيئة المدرسية غير الجاذبة والتي ينقصها الأنشطة اللامنهجية وأعداد الطلبة المرتفع في الصفوف المدرسية إضافة إلى حاجة الطلاب لتوفير مصروفهم وكمالياتهم، ووجود أصحاب عمل جشعين يقبلون بعمالة الأطفال الذين يتحملون الضغوط ويوفرون عليهم راتب شخص بالغ ".

وبين ريان أن الطفل واع لما يدور حوله لكنه قد يعتقد بأن المدرسة بشكلها الحالي لا تناسبه وأن توفر مصروف لهاتفه الخلوي وباكيت السجائر وقيمة هدية لصديقته ، أو القدرة على توفير المال لعائلته أفضل من متابعة الدراسة.

وأما الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد فيرى أن وزارة التربية والتعليم تسعى بخطوات حثيثة للتخلص من الأمية .


وأكد في حديثه لـ Jo24 أن الوزارة عملت على تنفيذ عدد من المشاريع الريادية للقضاء على الأمية في منطقة أم عياش بلواء دير علا حيث تم تنفيذ مشروع منطقة بلا أمية ، كما تم تنفيذ مشروع قضاء بلا أمية في منطقة أم الرصاص بلواء الجيزة .


ويبدو وفقا للآراء السابقة أن الفقر أحد عوامل الأمية إلا أن عملية التعليم جزء أساسي للإرتقاء بالمنظومة الفكرية للمواطنين في محاولة الوصول إلى وضع اقتصادي أفضل ، فأمة بلا علم ومتعلمين هي أمة بائسة ، حسب ما شدد عليه كل الخبراء والتربويين.

يذكر أن وزير التربية والتعليم د. محمد الذنيبات أكد في تصريحات له بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية والذي يصادف 8 كانون الثاني من كل عام، بأن نسبة الأمية في الأردن بلغت حتى نهاية العام 2012 (6.7 %) بواقع (3.5 %) للذكور، و(10 %) للإناث.

تابعو الأردن 24 على google news