الفاينانشيال تايمز: الاصلاح الحقيقي يتطلب تقليص صلاحيات الملك
كتب د. حسن البراري - نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية أمس مقالا تقريرياً جديداً انتقدت فيه بطء وتيرة الإصلاح في الأردن، وقالت بأن الاصلاح الحقيقي الذي ما زال الأردنيون ينتظرونه يجب أن يشمل تقليص صلاحيات الملك عبدالله والديوان الملكي.
وبنوع من السخرية يتناول التقرير تاريخ الاصلاح في الأردن منذ بداية الربيع العربي وتصفه بأنه لم يتعدَ تغيير حكومات وتعديلات دستورية ،وخطة لتحسين النظام الانتخابي وخطابات ملكية تعد بالاصلاح السياسي.
ويشير التقرير إلى أن ما جرى من اصلاحات لا يتعدى إجراءات تجميلية كما يقول أحد الدبلوماسيين في عمان، وهي نفس النتيجة التي توصل إليها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في أحدث تقاريره.
ويضيف الدبلوماسي أن الاردن لم يشهد إصلاحات سياسية حقيقية بالرغم من إحداث بعض التعديلات في الاطار التشريعي إلى أن الملك يقوض أية تعديلات تقلص من صلاحياته ومن قوته على ما يبدو.
وحسب أعضاء من المعسكر الإصلاحي في الأردن فإن ما حدث في الاشهر القليلة الماضية مخيب للآمال، وهنا تخوف من تعيين فايز الطروانة رئيساً للحكومة ؛لأنه سيكون بداية لحقبة محافظة تبدأ بضرب نشطاء المعارضة ومنتقدي النظام.
غير أن الانتكاسة الحقيقة تتعدى تعيين فايز الطروانة رئيساً للحكومة وتتعلق بقانون الانتخابات المقترح والذي لا يرتقي لطموحات الاصلاحيين.
ويرى أمين عام وزارة التنمية السياسية مالك الطوال ان القانون يأتي انعكاسا لرغبة حكومية بالتدرج ويرى بأنه من الاهمية بمكان الأخذ بعين الاعتبار طمأنة المستفيدين من الوضع القائم عند بدء أية عملية ديمقراطية بأنهم لم يخسروا شيئا.
وما يزيد من الطين بلة هو شعور الإصلاحيين بأن النظام لا يواجه ضغطاً كبيراً كما كان الحال في العام الماضي، ويرى التقرير أن أعداداً كبيرة من الأردنيين تراقب ما يحدث في سوريا من حرب دموية ولذلك يفضلون الاهتمام بفكرة الاستقرار على الاصلاحات الديمقراطية.
وهو الموقف الذي تفضله كل من السعودية وأميركا، ويقتبس التقرير من الإعلامية رنا الصباغ وهي تقول بأن "الغرب لا يمارس ضغطاً على الأردن مقارنة بما حدث في بداية الربيع العربي، فبالنسبة للغرب إن استقرار الاردن يأتي أولاً " وتضيف الصباغ بأن الدولة الاردنية بدأت باعتقال النشطاء وتتوقع ان يكون هناك المزيد من القمع.
غير أن هناك مؤيدين للنظام لا يتفقون مع مقولات السيدة الصباغ، وهم يجادلون بأن الاردن ماض في الإصلاحات بشكل تدرجي وهناك خطوات ملموسة بهذا الاتجاه.
ويشيرون بأن الملك مصر على أن تجري الانتخابات النيابية نهاية العام الجاري ،كما وعد باختيار حكومة تعكس التركيبة البرلمانية أو تحظى بتأييدها.
ويرى الرسميون أن سياسة الأردن ناجحة وهم يشعرون بالفخر بأن الاردن لم يمر بعنف كما مر غيره من الدول المجاورة وهو ما دفع وزير الخارجية ناصر جودة للقول بأن الاردن قام بعمل شيء صحيح، لانه لم يحدث أية اطلاق نار أو سفك للدماء.