إسرائيل تبدأ بتنفيذ مخطط تقسيم الأقصى
اعلنت اسرائيل امس عن بناء اكثر من الف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية واكثر من 800 في الضفة الغربية، على ما افادت منظمة بتسليم الاسرائيلية المناهضة للاستيطان.
وقال متحدث باسم المنظمة غير الحكومية ليو اميحاي ان وزارة الاسكان نشرت خططا لبناء 1076 وحدة سكنية في القدس الشرقية و801 وحدة في الضفة الغربية.
واوضح ان «عددا من هذه المساكن ستبنى في مستوطنتي افرات وارييل في الضفة الغربية وفي احياء رامات شلومو وراموت وبيسغات زئيف في القدس الشرقية».
وياتي ذلك فيما يحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري التوصل الى مشروع اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وغادر كيري الشرق الاوسط في مطلع الاسبوع بعد اربعة ايام من المحادثات المكثفة بدون ان يتمكن من الحصول على تأييد اسرائيل والفلسطينيين لخطته.
وقد اعلن عدة مرات ان الولايات المتحدة تعتبر الاستيطان «غير مشروع». ويقيم حوالى 350 الف مستوطن يهودي في مستوطنات في الضفة الغربية الى جانب 200 الف اسرائيلي يقيمون في احياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
من جهته اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان قرارات الاستيطان الاسرائيلية الجديدة هي رسالة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري لعدم العودة للمنطقة لمواصلة جهوده في محادثات السلام.
وقال عريقات في تعقيبه على قرارات الحكومة الاسرائيلية ببناء 180 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية «ان قرارات البناء الاستيطاني الجديدة هي رسالة من نتانياهو الى كيري لعدم العودة الى المنطقة لمواصلة جهوده في محادثات السلام الفلسطينية -الاسرائيلية».
واضاف «كلما كثف كيري جهوده وقرر العودة للمنطقة كلما كثف نتانياهو تدمير عملية السلام».
وقال عريقات ان نتانياهو «يوجه ضربة قاصمة لجهود كيري وعملية السلام» قائلا انه «يشن حربا على القانون الدولي والشرعية الدولية».
من جانبها دانت الرئاسة الفلسطينية قرارات الاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية «ان هذا القرار يدلل على استمرار التعنت الإسرائيلي في تعطيل الجهود الاميركية الهادفة الى عمل مسار يؤدي الى اقامة سلام مبني على اساس حل الدولتين».
وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية ذكرت في موقعها الالكتروني امس أن وزارة الاسكان الاسرائيلية أعلنت ليلة عن عطاء لبناء، وتسويق المئات من الوحدات السكنية وراء الخط الاخضر .
يذكر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر عشية زيارة كيري في الثاني من الشهر الجاري تأجيل الاعلان الرسمي عن إقامة 1400 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، الى الاسبوع الحالي.كان من المقرر ان يتزامن طرح العطاءات مع الإفراج عن الدفعة الثالثة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين أواخر الشهر الماضي.
في السياق ذاته دعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان بلاده الى قبول اتفاق السلام الذي تتوسط بشأنه واشنطن حاليا، بوصفه أفضل عرض ستناله.
وقال ليبرمان في مقابلة مع صحيفة «الديلي تليجراف « البريطانية إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري جدير بالاشادة والشكر على جهوده الرامية الى جمع الاسرائيليين والفلسطينيين معا إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف وزير الخارجية الاسرائيلي في المقابلة التي اجريت معه عقب اجتماعه مع نظيره البريطاني وليام هيج:» هذا أفضل اقتراح يمكننا الحصول عليه، ونحن نثمن جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري.. إنه يبذل جهدا كبيرا بشأن هذه القضية». وأوضح أن الآمر «الرئيسي» هو أن يواصل الاسرائيليون الاتصالات مع الفلسطينيين، بصرف النظر عن محدودية احتمالات النجاح. وقال «بصرف النظر عن التوصل إلى اتفاق شامل من عدمه، سنواصل العيش معا وسنبقى جيرانا. هناك مشاكل كثيرة على الأرض ولذلك، من المهم للغاية مواصلة هذه الاتصالات المباشرة، وهذه المفاوضات، وهذه المحادثات». غير أنه أردف بقوله إن هناك علامة استفهام بشأن ما إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستطيع «أن يبذل الجهود المأمول منه « في محادثات السلام،من عدمه.
وأضاف: «يجب على المرء أن يكون مستعدا للتوصل إلى حل وسط، ولكنني لست على يقين من أنه يستطيع ذلك . لكن يتعين علينا أن نتحقق من هذه الامكانية لأننا (نحن الاسرائيليين) مستعدون للذهاب لأبعد مدى ممكن».(وكالات)