"السرسك" يسجل اطول اضراب في تاريخ الحركة الاسيرة
دخل الاسير محمود السرسك اليوم الاربعاء، يومة الـ 84 بالاضراب عن الطعام مسجلا بذلك الاطول في تاريخ الحركة الأسيرة.
ويشار ان الاسير محمود كامل محمد السرسك، مواليد 20/1/1987، من مخيم رفح حي الشابورة قطاع غزةـ اعتقل في 22/7/2009، أعزب، وهو طالب جامعي في السنة الثالثة تخصص برمجة كمبيوتر، ولاعب كرة قدم في صفوف المنتخب الفلسطيني ونادي رفح الرياضي، معتقل الان في عيادة سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية.
عملية الاعتقال
والجدير بالذكر ان قوات الاحتلال اعتقلت السرسك بتاريخ 22/7/ 2009، بعدما أوقفته على حاجز " أيرز العسكري " بينما كان في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في الضفة الغربية للاحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم على الرغم من حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول الضفة الغربية المحتلة.
وفور اعتقاله نقل المعتقل إلى مركز تحقيق عسقلان المعروف بقسوة أساليبه ووحشية محققيه. أستمر التحقيق معه لمدة 30 يوماً متتالية، خضع خلالها لجولات تحقيق مكثفة تركزت حول انتمائه لحركة الجهاد الاسلامي دون أن تقرن هذه الاتهامات بأية دلائل أو قرائن ولم يقر المعتقل بتلك التهم.
وعلى أثر ذلك لجأ جهاز المخابرات الإسرائيلية بتاريخ 23/8/2009 ، إلى إصدار أمر اعتقال بموجب قانون المقاتل غير الشرعي الذي يعد شكلاً من أشكال الاعتقالات الإدارية التي تجيز اعتقال الشخص دون تهمة أو محاكمة ودون تحديد مدة الاعتقال وصدر عن جهة تنفيذية لا تتمتع بأي صفة قضائية.
يخوض المعتقل محمود السرسك إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على استمرار احتجازه دون تهمة أو محاكمة وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية عمدت إلى معاقبته بنقله من سجن النقب الصحراوي بتاريخ 8/4/2012 ، إلى العزل الانفرادي في سجن "ايشيل" في سجن بئر السبع.
ومنذ تاريخ 16/4/2012، يقبع المعتقل السرسك في عيادة سجن الرملة جراء تردي وضعه الصحي وفي الوقت الذي يشهد وضعه الصحي تدهوراً مستمراً ترفض إدارة السجن الاستجابة لمطالبات الجهات القانونية والحقوقية بنقله إلى مستشفى مدني لضمان سلامته.
قانون المقاتل غير الشرعي
ويعد قانون المقاتل غير الشرعي شكلاً من أشكال الاعتقال الإداري التي تحرم المعتقل من ضمانات المحاكمة العادلة. أقر هذا القانون في العام 2002 واستخدم حينها ضد المعتقلين اللبنانيين الذين تعرضوا للخطف على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي قبيل تحرير المقاومة اللبنانية لأراضي الجنوب اللبناني في العام 2000.
وبموجب هذا القانون يسمح لوزير "الأمن" الاسرائيلي أو من يخوله أن يصدر قرار اعتقال بحق أي شخص من قطاع غزة باعتباره مقاتلاً غير شرعياً لمدة مفتوحة ودون تحديد موعد لإطلاق سراحه حيث يثبت الامر وبتم مراجعته قضائياً أمام قاضي محكمة مركزية كل 6 شهور، ودون تقديم لائحة اتهام بحق الشخص بل اعتماداً على مواد سرية يطلع عليها القاضي فقط ولا يتم إطلاع المتهم ومحاميه عليها والأمر غير محدد بمدة زمنية. وبموجب هذا القانون اعتقل العشرات من أبناء قطاع غزة واليوم المعتقل محمود السرسك هو المعتقل الوحيد بموجب هذا القانون المناف للقانون الدولي الإنساني . كما أنه اصغر معتقل فلسطيني يحتجز تحت هذا القانون منذ بدأ العمل به بحق سكان قطاع غزة.
ويعد هذا القانون تحايلاً واضحاً على القانون الدولي الإنساني الذي يضلع بتوفير الحماية لأطراف الصراعات المسلحة كما نصت على ذلك اتفاقيات لاهاي 1907 واتفاقيات جنيف الأولي والثانية والثالثة ، فيما وفرت الاتفاقية الرابعة من اتفاقيات جنيف للعام 1949 حماية المدنيين في وقت الحرب الواقعين تحت الاحتلال والملحق الأول الخاص بها.
الإضراب الأطول عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة
يواصل المعتقل محمود كامل السرسك إضرابه المفتوح عن الطعام منذ تاريخ 19/3/2012 ، ليبلغ بذلك اليوم 80 على التوالي ليسجل بذلك أطول إضراب في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال مطالبا الإفراج عنه في تاريخ 1/07/2012 ، وليس في تاريخ 22/ 8/ 2012.
تمارس مصلحة السجون الإسرائيلية وجهاز المخابرات التابع لقوات الاحتلال أقسى درجات الضغط على المعتقل بغرض حمله على كسر إضرابه مقابل وعود شفوية بإطلاق سراحه في تاريخ 1/7/2012 غير أن محمود متمسك بموقفه المطالب بتسليمه وثيقة رسمية موقعة تفيد بتعهد والتزام الجهات الإسرائيلية بإطلاق سراحه في تاريخ 1/7/2012، وهو ما لم يتحقق إلى راهن اللحظة.
وكان المعتقل محمود قد رفض عرضاً إسرائيلياً يقضي بنفيه إلى النرويج تحت مسمى رحلة علاج لمدة ثلاثة شهور يسمح له بعدها بالعودة. محمود يعتبر ذلك تكريساً لسياسة النفي ويطالب أن يتم الإفراج عنه فوراً إلى مسقط رأسه في قطاع غزة.
محمود في وضع صحي خطير
وأبلغ محمود السرسك محامية الضمير التي تمكنت من زيارته بتاريخ 31 أيار 2012 ، أنه يعاني من الإغماء بمعدل 6 مرات يومياً. ويعاني من ضعف شديد في عضلة القلب و مشاكل معوية وضعف الدم. وعلى الرغم من خطورة وضعه الصحي ومطالبة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية بضرورة نقله لمستشفى مدني لتلقي العلاج والرعاية الطبية، تصر مصلحة السجون الإسرائيلية على احتجازه في عيادة سجن الرملة الذي يفتقر للمعدات الطبية اللازمة وحيث يقترف أطباء الطاقم الطبي خروقات لقواعد المهنة الطبية التي حددها ميثاق طوكيو الدولي ، باشتراكهم بالانتهاكات الواقعة بحق الأسرى و المعتقلين و الإساءة لهم.
لاعب كرة قدم موهوب ومحترف
والتحق محمود بنادي رفح الرياضي للأشبال عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات. فمحمود سليل عائلة رياضية بامتياز. ومنذ سن مبكر ظهر حب محمود لكرة القدم و شغفه لممارساتها و تقديراً لموهبته وتميزه وقع الاختيار عليه للعب في صفوف منتخب فلسطين الوطني لكرة القدم وهو لم يتجاوز سن الرابعة عشر من العمر وليكون أصغر لاعب في صفوف المنتخب الوطني.
وجاء اعتقال محمود يوم 22/7/ 2009، ليقضي على فرصة اللعب مع فريق نادي بلاطة الرياضي وعينه على الاحتراف في أحد النوادي العريقة عربياً وعالمياً.
مثل محمود فلسطين في لعبة كرة القدم ضمن المنتخب الفلسطيني في اكثر من دولة عربية و أجنبية ومنها مصر، قطر، والعراق النرويج، وتركيا.
وجراء استمرار محمود في إضرابه وتدهور حالته تعبر الأوساط الرياضية والطبية عن خشيتها أن يؤدي استمرار اعتقاله إلى عطب أعضائه أو فقدان بصره وإصابته بفشل كلوي وغيرها من الأمراض التي قد تطيح بمستقبله الرياضي.
هذا في الوقت الذي تشهد عواصم عربية و دولية وقفات تضامنية مع المعتقل والرياضي محمود السرسك ومنها مبادرة بعض النشطاء للعب كرة القدم لمدة خمس ساعات في وسط العاصمة البريطانية تضامناً معه وللمطالبة بالإفراج عنه، وكذلك قيام نشطاء فرنسيين بتنظيم وقفة تضامنية معه داخل مقر الاتحاد الوطني لكرة القدم في فرنسا فيما خرج المئات في العاصمة النرويجية أوسلو للمطالبة بإطلاق سراحه.
عائلة محمود السرسك
تتكون عائلة محمود السرسك من 14 شخصاً ( والديه 70 عاماً ووالدته 60 عاماً) وسبعة أخوة و خمس أخوات.
منذ اعتقاله لم يسمح لعائلته بزيارته ، ولم يسمح له بإجراء أي اتصال هاتفي مع العائلة على الرغم من مطالبته المتكررة خاصة في الظروف الصعبة التي مرت بها العائلة عند مرض والده الذي يعاني من مرض القلب وأجرى عملية جراحية قبل عام ومازال يخضع للعلاج في جمهورية مصر العربية.
علاوة على حرمانه من حقه في الزيارات العائلية منذ اعتقال ، ترفض مصلحة السجون السماح لمندوبي الصليب الأحمر الدولي بنقل الملابس والكتب رغم محاولات العائلة المتكررة منذ بداية اعتقاله.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان تطالب بالإفراج الفوري عن المعتقل محمود كامل السرسك وتدعو المؤسسات الدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة إلى ممارسة الضغط الجاد والحقيقي على دولة الاحتلال لوقف كل أشكال الاعتقال الإداري وضمان حياة الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال."معا"