jo24_banner
jo24_banner

لتحقيق مطالب المتقاعدين العسكريين.. الاعتصام أم الحوار ؟!!

لتحقيق مطالب المتقاعدين العسكريين.. الاعتصام أم الحوار ؟!!
جو 24 : كتب - عبدالناصر الزعبي- للمتقاعدين العسكريين تجربتهم الفذة، في تنظيم أنفسهم مدنيا، واجتماعيا، واقتصاديا، وسياسيا..وفي تأطير تكتلاتهم بمضلات تناسبهم برعوا دون الالتفات منهم إلى محاولات تشويه البعض،أو اتهامهم للعسكر بأنهم يفتقدون لأي خبرات برغماتية تؤهلهم للعمل على هذه الصعد، أو لمن سامهم على أنهم فقط جنود في ميادين القتال الحربي والحراسة.. أو للذين تناسوا تراكمات خدمتهم العسكرية وكل ما فيها من خبرات وتجارب.

ولأن المتقاعدين العسكريين هم من يعرفون أنفسهم جيدا.. ويعرفون قدراتهم وإمكاناتهم العلمية والعملية؛ خلعوا عن أنفسهم ثوب الإستمكان وانتظار المعركة التقليدية.. وجاءوا مدججينبثقتهم العالية بأنفسهم، ومعنوياتهم التي لا تنكسر، وعقيدتهم التي لا تلين،ليسطروا ملحمة تحقيق الذات، وصون المستحقات الوطنية والفردية، وبناء المجتمع المدني المعاصر، بالصورة التي تتماها مع قيمهم التي تعز على الكثيرين، ومبادئهم النبيلة،ووفائهم المغموس بالتضحيات الشجاعة للوطن؛ الأرض.. والإنسان.. والدولة.. والتاريخ.



ولتجربتهم في المعترك المدني حكاية تطول ويطول سردها بتفاصيلها الهامة، إلا أنني سأخصص لهاالشيء الكثير لاحقا، وسأكتفي هنا.. أن أتناول باختصار حكايتهم المطلبية والمعيشية في حقبها الثلاث:-

الحقبة الأولى في بدايات تسعينيات القرن الماضي حقق الحراك الذي ترأسه العميد المتقاعد عارف المجري مطالب المتقاعدين العسكريين وتبعه بسنوات حراك آخر فشل في تحقيق مطالب عامة للمتقاعدين العسكريين بعدما استقطب أعضاء الحراك لمنافع فردية ولقاء جمعهم بالملك استبعد عنه رئيس الحراك حينها الفريق موسى العدوان.

وبعد العام2001م بدأ المتقاعدون العسكريون مرحلتهم الثانية بتشكيل حراك ترأسه بالانتخاب موسى العدوان الذي بدأ يحقق الكثير لعامة المتقاعدين الذين اخذوا يؤسسون الجمعيات التعاونيةالتي كانت قاعدة حقيقةً في تواصلهم من كل المحافظات وتلاقح أفكارهم.. ليصار بعدها إلى تأسيس اللجنة العليا برئاسة الدكتور على الحباشنة الذي نافح عن حقوقهم وتبنى مسارات تحصيل مكتسبات لهم لم تكن في بال احدهم...

واستمر عمل اللجنة العليا حتى أخذت طابعا سياسيا في مرحلتها الثالثة سجلت من خلال ما سميببيان الفاتح من أيار خطوة كان لها السبق في النقد السياسي لأعلى المستويات وحيث واكبت تداعيات هذه الخطوة الربيع العربي الذي ازداد خلاله حراك العسكر وتشكيل العديد من اللجان أهمها كانت اللجنة المركزية برئاسة الدكتور محمد جميعان التيتراجع أدائها سريعا أمام أداء اللجنة التحضيرية برئاسة محمد الصعوب والذي سمح لإفراداللجنة القيام بالدور الذي يريده كل شخص فيهم دون محددات، ورمى وراء ظهره أي تهم أوقلاقل تؤدي للتفرقة فبقيت اللجنة متماسكة دون غيرها. وتمكن من نشرها –أي اللجنة- بالاتجاه الأفقي والعامودي، لملامستها مطالب شرائح المتقاعدين الأكثر زخما وقدرة على الأداء الميداني فأصبحت الأقدر على التجييش.

وكان أكثر حدث شدني من أعماقي هو اعتصامهم على الرابع الذي اقتحموا فيه كل الحواجز حتى وصلوا إلى بوابة رئاسة الوزراء ففرضوا لغة الحوار المدعوم بالاعتصام الأجرأ أردنيا.. واسمعوا صوتهم للمعنيين بندية، وحققوا الكثير من مطالبهم التي وعدوا فيها رفاقهم..

هذه الفترةكنت قد غُيّبت رغم أنني أبديت استعدادي لحضور جلساتهم كلها مع اللجنة الوزارية كي أبقيها حاضرة في الواجهة الإعلامية ليطلع رفاقنا على أدائهم المضني لدراسة وإقرار مطالب الرفاق..إلا أنني كنت على اطلاع لحضي بكل اجتماعات اللجنة والفريق الوزاري المعني وأدركت وقتها قدرات اللجنة التحضيرية في الحوار والتفاوض لتحقيق المطالب المنشودة وأدركت أن الحوار هو خيار حقيقي وبناء.. تملكه اللجنة كلغة. وهو ما يجعلني مطمئنا أناحتياجات المتقاعدين العسكريين بأيدٍ أمينة. وان هناك رجالا واعون وأمناء، أقوياء،صارت لهم المهمة.



بقيت شخصيا قريبا من جميع اللجان ورؤسائها بالقدر الذي مكنني من خدمة رفاقي، ودعمهم إعلاميا،وطرح الأفكار والتخطيط معهم، وتقديم المشورة لهم، وإصلاح ذات البين، واحتواء الخلافاتخصوصا في المطارح القاتلة، وضخ الدماء الجديدة، ومراقبة أدائهم، والتجييش لإعتصاماتهم ونشاطاتهم ومشاركتهم إياها، وحضور اجتماعاتهم، وفتح قنوات الاتصال وتسهيل تواصلهم مع القيادات المجتمعية والحزبية الوطنية. والدفاع عنهم، وإبراز انجازهم.



ولن أتخلى عن واجبي المهني الإعلامي تجاه رفاقي، وسأقدم خدمتهم على كل واجباتي.. لكني احتاج أيضاأن أقوم بواجبي الأخلاقي تجاه اللواء المتقاعد عبدالسلام الحسنات، بعدما لمستأمانته وبشهادة الجميع، ونقاء سريرته وسعة صدره في كل اللقاءات التي جرت أماميبينه وبين المتقاعدين العسكريين، ولامست رغبته التامة في تطوير المؤسسة، لتلبي طموحات المتقاعدين المشتركين، وانشغاله الدائم وصرف كل وقته للقيام بواجبه الموكلله، رغم كل ما تعرض له بحكم منصبه والمناخ الحماسي من هجوم، حتى على شخصه وشؤونه الشخصية..



أنا هناولإطلاعي على رغبة زملائي الذين يراجعونني من كل حدب وصوب بالموضوع، ولأنهم طالبونيأن ادعم التغيير والتطوير بالمؤسسة، دون أن ينعكس ذلك على صورة المتقاعدين العسكريين سلبا، أرى أن واجبي الأخلاقي وان استحقاق الزمالة ورفقة الدرب تستوجب أنأقول وعلى الملئ للحسنات: أنت الحكيم وواسع الصدر، بادر للحوار فكم كنت متسامحا معمن نقدك وحتى من جرحك.. وكذلك أقول لكامل أعضاء اللجنة التحضيرية: انتم فرسانالميادين كلها، وقد جريناكم فيها فأحسنتم أداءً، وحققتم مطالبنا.. وان هي قوانينالمؤسسة؛ إلا إحدى مطالبنا الإصلاحية والتصحيحية.

أجزم بان أغلب رفاق الدرب يفضلون الحوار بلغة الاستجابة والندية على الاعتصام من أي نوع كان..للوصول إلى إصلاح المؤسسة.. وها هي دعوة باسمي واسم رفاقي للحوار الذي يعكس رقيناالعسكري الأردني.

وأنى لناالحوار.. إن لم تبادر أطرافه للحوار؟!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير