jo24_banner
jo24_banner

نتنياهو أسير تربية متطرفة

نتنياهو أسير تربية متطرفة
جو 24 :

يظهر فيلم تسجيلي إسرائيلي أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أسير بيئة متطرفة، نتيجة نشأته وتربيته في بيت يهودي متطرف، اعتبر السلام مع العرب غير ممكن, وآمن بلغة القوة فقط معهم.

وعرضت القناة الإسرائيلية الرسمية ليلة الاثنين فيلما بعنوان "حياة وسيرة بن تسيون نتنياهو" -والد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي رحل الشهر الماضي عن 102 عام- استعرض محطات في مسيرة عائلة نتنياهو.

ويعترف بنيامين نتنياهو بتأثره البالغ برؤية والده الصهيونية الذي يؤكد في الفيلم أن تسوية الصراع بين اليهود والعرب غير ممكنة، لافتا إلى أنه ليس أمام إسرائيل سوى القوة والردع "للدفاع عن مستقبلها".

بن تسيون نتنياهو -الذي فقد ابنه يوني خلال عملية كوماندوز لتخليص رهائن ركاب طائرة "إير فرانس" في 1976 بأوغندا- يؤيد التوجهات الصهيونية المتطرفة التي دعت خلال فترة الاستعمار البريطاني لفلسطين إلى استخدام القوة وقتل أكبر عدد ممكن من العرب.

يشار إلى أن معلقين إسرائيليين كثر اتهموا نتنياهو بالمناورة ومحاولة الإفلات من الضغوط المحلية والدولية يوم أعلن موافقته على مبدأ "دولتان لشعبين" في خطاب بار إيلان.

وهذا ما يعتقده المعلق السياسي داني روبنشتاين الذي يقول للجزيرة نت إن نتنياهو الابن نسخة طبق الأصل من والده، وإن بدا مختلفا عنه بإعلانه قبول "الدولتين" في خطاب بار إيلان عام 2009، لكنه يملك تفسيره الخاص بعيدا عن الانسحاب لحدود 67، وهو يرى أن الضفة الغربية ومستوطناتها جزءٌ من إسرائيل.

ويرى روبنشتاين أن الفيلم الوثائقي أغفل حقيقة أن رئيس الحكومة نتنياهو هو من قلب الطاولة على أوسلو، وبدأ خطوات عملية للإجهاز عليها فور فوزه بانتخابات 1996، كما سبق أن أعلن في الحملة الانتخابية. وأضاف أن "نتنياهو كان وما زال أسير الفكر الصهيوني المتطرف الذي رضعه مع حليب أمه، كما جاء في الفيلم".

خطر الإبادة
ويتضمن الفيلم مشاهد تظهر مشاركة الوالد في الحملة الانتخابية لولده في انتخابات الكنيست عام 1999، وفيها يبرر التعويل على منطق القوة بقوله "نحن نواجه خطر إبادة".

ويفاخر نتنياهو الابن بذلك ويحاول تبرير رؤيته المتشددة بواسطة تبجيل رؤية والده المؤرخ البارز، ويقول إن والده توقع منذ بداية التسعينيات الهجمات على البرجين التوأمين في نيويورك، كما توقع تهديد الأنظمة الإسلامية.

لكن الفيلم يحاكي بدايات بن تسيون نتنياهو منذ انضمامه للحركة الصهيونية التعديلية، وعمله محررا لصحيفة "الأردن" الناطقة بلسانها، ومن ثم محررا للموسوعة العبرية. علاوة على عمله كمؤرخ متخصص في تاريخ اليهود بإسبانيا ومحاضرا عمل في جامعات أميركية في الخمسينيات، بعدما نبذته الجامعة العبرية في القدس المحتلة لمواقفه المتطرفة جدا.

وفي الفيلم يؤكد بنيامين نتنياهو على مسمع والده "أنا فخور جدا بأنني ابنك وسائر على هدي خطاك".

كما يُظهر الفيلم تطابق رؤيتيْ الولد والوالد المهاجر القادم من بولندا لفلسطين من ناحية فهم العلاقات الدولية، ومحاولة تعزيز مستقبل إسرائيل بتدعيم تحالف إستراتيجي مع الولايات المتحدة.

ويظهر الفيلم أيضا الممّول من قبل المنظمة الصهيونية العالمية أن بن تسيون نتنياهو -الذي تميز بقدراته الخطابية- كان أول القيادات الصهيونية التي عملت بين الحربين العالميتين على استبدال الولايات المتحدة ببريطانيا, كدولة حليفة من أجل زيادة فرص إقامة إسرائيل.

وقد شارك مع مؤسس الحركة الصهيونية التعديلية زئيف جبوتينسكي في زيارة الولايات المتحدة عام 1940 لحشد دعم يهود أميركا والبيت الأبيض معا. وعن ذلك يقول الابن نتنياهو "تعلمت منه ضرورة تأمين دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل".

اتفاقية أوسلو
ورغم أن بن تسيون نفى تأثيره على ابنه رئيس الوزراء، فإنه قال إن بنيامين نتنياهو سيعرف كيف يصد الضغوط التي تفرض عليه من أجل انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية.

ويبدي بن تسيون نتنياهو معارضته الشديدة لاتفاقية أوسلو لأنها تضمنت "تقسيم البلاد"، واعتبر إعادة فك الارتباط مع غزة في 2005 "جريمة ضد البشرية".

ويلفت المحاضر في العلوم السياسية بجامعة حيفا د. أسعد غانم إلى أن بنيامين نتنياهو عارض هو الآخر خطة فك الارتباط مع غزة، واعتبرها "خطأ إستراتيجياً وتشجيعا للإرهاب".

مكان تحت الشمس
ويقول غانم للجزيرة نت إن الفيلم عرض أيضا حقيقة بنيامين نتنياهو الذي ما زال يتشبث برؤيته المتطرفة التي عبر عنها في كتابه قبل ثلاثة عقود بعنوان "مكان تحت الشمس".

ويوضح أن نتنياهو -وبوحي رؤيته الأيديولوجية المتأثرة بوالده وبيئته- يعرض على الفلسطينيين صفقة مزدوجة "قوامها أن يقبلوا الدولة اليهودية والقدس الموحدة والرواية الإسرائيلية، مقابل حل وسط -لا مصالحة- تتمثّل في منحهم الحكم الذاتي للمدن الفلسطينية". الجزيرة

تابعو الأردن 24 على google news