واشنطن تطالب الأسد بتسليم كامل للسلطة
أبلغت الولايات المتحدة دولا غربية وعربية باجتماع في إسطنبول ليل الأربعاء أن خطة انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن نقلا كاملا للسلطة من الرئيس بشار الأسد. وبموازاة ذلك أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون -التي تلعب فيها الصين وروسيا دورا مهيمنا- الخميس أنها "تعارض أي تدخل عسكري في الشرق الأوسط".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت في مؤتمر إسطنبول ليل الأربعاء أن على الرئيس الأسد تسليم سلطاته بالكامل.
وقال المسؤول للصحفيين بعد الاجتماع "الليلة حددت الوزيرة مجموعة من العناصر والمبادئ الأساسية نعتقد أنه ينبغي الاسترشاد بها في عملية الانتقال بعد مرحلة الأسد بما في ذلك نقل كامل للسلطة من الأسد".
وكانت كلينتون تتحدث في اجتماع على مستوى عال بشأن سوريا حضره وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزراء خارجية آخرون ومبعوثون على مستوى عال من 15 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وأبلغت كلينتون الاجتماع أن الانتقال في سوريا يجب أن يشمل تشكيل حكومة مؤقتة تمثل كل الأطياف وتقود انتخابات حرة ونزيهة. وقال المسؤول إن فرنسا تعهدت باستضافة اجتماع لأصدقاء الشعب السوري في باريس في السادس من الشهر المقبل. وقال بيان حكومي تركي إن اجتماع إسطنبول وافق على تشكيل مجموعة تنسيق لتقديم الدعم للمعارضة السورية.
الحد الأدنى
وأشار المسؤول الأميركي -شريطة عدم الكشف عن هويته- إلى أن كلينتون تحاول تحديد الحد الأدنى لمجموعة من المعايير لكيفية حدوث عملية انتقال في سوريا على أمل أن روسيا ربما تساندها على الرغم من تأييدها في السابق للأسد. وقال المسؤول إن كلينتون قررت ايفاد فريد هوف -وهو مسؤول كبير بوزارة الخارجية يتولى الملف السوري- إلى موسكو اليوم الخميس لمتابعة المناقشات مع روسيا.
وتحاشى المسؤول الإجابة عن سؤال عن ما إذا كانت روسيا مستعدة لزيادة الضغط على الأسد للرحيل قائلا إن أحد أسباب إيفاد هوف إلى موسكو هو "الوقوف على مدى التقارب فيما بيننا".
وبدا أن المسؤول الأميركي يسلم بفشل خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان للسلام المؤلفة من ست نقاط. وقال "نحن جميعا كنا نأمل ونتوقع ونضغط على الأسد لتنفيذ تعهده للوفاء بخطة كوفي أنان ذات النقاط الست". وأضاف "في غياب أي تحرك مهم من الأسد في أي من المسارات بل وفي الواقع زيادة العنف حان الوقت لأن يبدأ المجتمع الدولي بالتعاون مع الشعب السوري في تحديد البدائل لحكم الأسد وكيفية السير في هذا المسار".
وقال المسؤول إن فرنسا أيضا أعلنت في اجتماع إسطنبول أنها ستعقد اجتماعا موسعا لمجموعة "أصدقاء سوريا" في باريس في السادس من يوليو/تموز.
وفي بيان مكتوب قالت تركيا -الدولة المضيفة للاجتماع- إن الأعضاء وافقوا على تشكيل "مجموعة تنسيق" لتقديم الدعم للمعارضة السورية، ووافقت كل دولة على إرسال مبعوث إلى إسطنبول في 15 و16 يونيو/حزيران لحضور الاجتماع التنسيقي لجميع جماعات المعارضة السورية.
شنغهاي تعارض
وفي موازاة ذلك، أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون -التي تلعب فيها الصين وروسيا دورا مهيمنا- الخميس أنها "تعارض أي تدخل عسكري في الشرق الأوسط" داعية إلى وقف أعمال العنف في سوريا أيا كان مرتكبها، في بيان صدر في ختام قمة عقدتها في بكين.
وأعلنت المنظمة التي تضم الصين وروسيا وأربع دول من وسط آسيا أن "الدول الأعضاء تعارض أي تدخل عسكري في شؤون هذه المنطقة أو فرض تغيير في النظام بالقوة أو عقوبات من طرف واحد". وشددت المنظمة تحديدا بشأن سوريا على "ضرورة وقف كل أنواع العنف أيا كان مصدرها".
وأكدت المنظمة الإقليمية أن التوصل إلى "حل سلمي للمسألة السورية من خلال الحوار السياسي" سيكون من مصلحة الشعب السوري والأسرة الدولية على السواء.
وبذلك انضم قادة الصين وروسيا وكزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان إلى تصريحات بهذا الصدد صدرت عن موسكو وبكين عند افتتاح القمة الأربعاء.
وكانت الولايات المتحدة قد أيدت فرض عقوبات دولية قاسية على سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة "إذا لزم الأمر"، دعما لطلب قدمته الجامعة العربية الأسبوع الماضي بهذا الشأن.
وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر إن "الولايات المتحدة تأمل أن تنضم جميع البلدان المسؤولة قريبا إلى اتخاذ إجراءات مناسبة ضد النظام السوري".
مقترح أنان
وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة قالوا أمس الأربعاء إن كوفي أنان سيعرض على مجلس الأمن مقترحا جديدا لإنقاذ خطته للسلام في سوريا، يدعو فيه إلى إنشاء "مجموعة اتصال" تضم قوى عالمية وإقليمية.
وأضاف الدبلوماسيون أن أنان سيطرح مقترحه خلال جلسة خاصة للمجلس عن سوريا اليوم الخميس، أملا بتأسيس مجموعة اتصال تضم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقوى إقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا وإيران.
وتوقع الدبلوماسيون أن يحاول أنان -بإنشاء هذه المجموعة- التغلب على الخلاف بين القوى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إثر استخدام روسيا والصين حق النقض لمنع الآخرين من استخدام المجلس للقيام بأي تحرك جاد بشأن الصراع في سوريا.الجزيرة