الإدارة الأمريكية تزود مخرجي "هوليود" بمعلومات سرية عن الزعماء العرب
رغم ان السينما الأمريكية قدمت عددا من الأفلام التي تدور أحداثها في المنطقة العربية مثل(لورنس العرب) و(خزانة الألم) إلا انها لم تهتم كثيرا في الماضي بالأحداث العربية الكبرى ولا بمصائر الحكام والزعماء العرب باستثناء فيلم عن أنور السادات.
إلا ان الفترة الحالية والقادمة يبدو أنها ستشهد تغييرا كبيرا في اتجاه هوليود لتناول هذه الموضوعات وربما يرجع ذلك إلى سخونة الأحداثالتي شهدتها وتشهدها المنطقة ومركزيتها وأهميتها العالمية فحتى الآن على سبيل المثال أنتج وعرض فيلم (بديل الشيطان) عن الضابط الذي كان يحل محل عدي صدام حسين ويتحمل المخاطر بدلا منه نتيجة للشبه الكبير بينهما كما يعرض حاليا فيلم (الديكتاتور) الذي يتناول في شكل كوميدي ساخر سلوك حاكم عربي معاصر يرتدي ثياباً تاريخية هزليه ويحيط نفسه بمجموعة من الحارسات الحسناوات ويدعو لتحقيق الديمقراطية بالقهر والتسلط.
والفيلم بالطبع يلمح الى شخصية الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وتصرفاته الغرائبية.. أما أحدث المشاريع التي لم تر النور بعد فمن أهمها فيلم (اقتل بن لادن) الذي تخرجه المخرجة الأمريكية كاثرين بيجلو صاحبة فيلم (خزانة الألم) الذي حصد ست جوائز أوسكار العام قبل الماضي من بينها أفضل فيلم وافضل اخراج وتدور احداثه حول خبير في المفرقات وما مر به من احداث في اثناء غزو العراق.
وقد شرعت كاثرين بيجلو في الاعداد لفيلمها (اقتل بن لادن) قبل مقتله الحقيقي ببضعة شهور لكن نجاح قوة كوماندوس أمريكية في تنفيذ العملية بالفعل شجعها على الاسراع في تحقيق الفيلم وشجع الشركة المنتجة على توفير امكانيات كبيرة لتنفيذه وقد اتهمت الادارة الأمريكية لبعض الوقت بأنها وفرت للمخرجة معلومات سريه لم يتح لغيرها الاطلاع عليها غير ان الادارة الأمريكية والمخرجة نفيا ذلك تماما وقد واجه تصوير الفيلم في احدى المدن الهندية صعوبات كبيرة بسبب رفض السكان لوضع اعلام باكستانية ولافتات بلغة الأوردو لاسماء الشوارع فاستحال استكمال تصوير المشاهد في تلك المدينة فاضطرت المخرجه الى نقل موقع تصوير عملها إلى الاردن حيث تقوم بالتصوير بالفعل حاليا وينتظر ان يكون الفيلم جاهزا للعرض في نهاية هذا العام أما احدث المشروعات التي تتناول حياة ومصائر بعض الزعماء العرب فهو فيلم (المهمة.. القائمة السوداء) الذي يخرجه المخرج جان ستيفان ويلعب بطولته النجم البريطاني روبرت باتينسون الذي تألق في فيلم(الفسق).
ويروي الفيلم المأخوذ عن المذكرات التي اصدرها المحقق في الجيش الامريكي ايريك ما دوكس قائد عملية البحث عن صدام حسين في العراق في عام ٢٠٠٣ قصة التحريات المضنية التي قام بها للوصول الى المكان الذي يختبئ فيه صدام وكيف كاد ان يستسلم لليأس والفشل إلى ان جاءت اللحظة التي كان يجب عليه فيها مغادرة العراق حين يعثر على الرجل الذي سيقودهم الى صدام الذي كان مختبئا في صغره في احدى القرى القريبة من مدينة تكريت مسقط رأسه فيقوم ما دوكس بوضع خطة محكمة لالقاء القبض عليه اطلق عليها اسم خطة الفجر الاحمر ويخطط المخرج لتصوير مشهد فيلمه في العراق نفسها وربما في أماكن قريبة من موقع الاحداث الحقيقية ولاتقتصر مشاريع الافلام الامريكية عن مصائر زعماء المنطقة العربية على هذه الافلام بل ان هناك أكثر من مشروع لأفلام عن حياة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من أهمها مشروع فيلم تعده قناة الـ B.B.C وآخر عن حياة ونهاية حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أما أهم المشاريع المنتظره من هذا المجال فهو الفيلم الأمريكي من مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود وهو الفيلم الذي آثار ردود فعل صاخبة فور الاعلان عن التجهيز لتنفيذه واعتبره البعض رداً سوريا على موقف السعودية من نظام الحكم السوري الحالي رغم أنه من الانتاج الأمريكي.(الراية القطرية)