مخيم اليرموك ... اشتدّي أزمة تنفرجي!
عريب الرنتاوي
جو 24 : بعد عامين من الانقسام الفلسطيني في المخيم وعليه، لاحت في أفق الاتصالات الفلسطينية – الفلسطينية، والفلسطينية – السورية، بوادر توافق وطني حول معاجلة مشكلة المخيم، يمكن تلخيص أبرز ملامحها على النحو التالي: تحييد المخيم بإخراجه من دائرة الدم والنار التي تعصف بسوريا منذ ثلاثة أعوام .... إخراج كافة المسلحين غير الفلسطينيين من داخل المخيم ... تسوية أوضاع المسلحين الفلسطينيين وفقاً للصيغ المعتمدة في التعامل مع المسلحين السوريين ... إدخال المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، فوراً و دون إبطاء إلى المحتاجين من أبناء المخيم وساكنيه من السوريين ... التوافق على إدارة وأمن “ذاتيين” في المرحلة الانتقالية الراهنة، بحيث يحفظ الأمن وتدار الشؤون اليومية للفلسطينيين.
المسلحون في المخيم ثلاثة أنواع: بعضهم ارتبط منذ البدء بجماعات جهادية معروفة .... بعضهم تشكّل من عناصر وكوادر كانت محسوبة على حماس أو منشقة عن “القيادة العامة” تقاتل النظام ... والمجموعة الثالثة توصف بـ “الشبيحة” وتضم عناصر ومجموعات من بعض فصائل دمشق، وتقاتل إلى جانب النظام السوري، وبعضها كان سبباً في استدراج العناصر المعارضة المسلحة للقتال في المخيم وفرض سيطرتها على بعض أحيائه.
حتى الأمس القريب، ظل التوافق بين مختلف الاتجاهات الفلسطينية حول المخيم صعباً للغاية، حتى لا نقول مستحيلاً ... لكن استمرار الحرب العبثية وتبدلات موازين القوى فيها، وتفاقم المأساة الإنسانية للمخيم، وارتفاع الكلفة البشرية للحصار، فضلاً عن خسائر بعض الفصائل الموالية للنظام والتي تخطت في حالة “القيادة العامة” المائتين وخمسين قتيلاً، كل ذلك دفع الأطراف للتجاوب مع جهود المنظمة ووفود السلطة التي نجحت آخر بعثة لها، في وضع مأساة المخيم على سكة الحل.
الرئيس عباس كان واضحاً منذ اليوم للأزمة: لسنا طرفاً في القتال الدائر على أرض المخيم ... هذا لم يكن موقف جميع الفصائل، وحتى تلك التي لم تجاهر بانخراطها في القتال، تورطت كثرة كاثرة من عناصرها وكوادرها في القتال إلى جانب المعارضة المسلحة، فيما فصائل أخرى، أعلنت انحيازها لصالح النظام، وسخرت من فكرة “تحييد المخيم” بل واعتبرتها تساوقاً مع المشروع الإمبريالي – الصهيوني – الرجعي ... هذا الانقسام بات (تقريباً) وراء ظهورنا، ولأسباب موضوعية لها صلة بتطور الوضع الميداني في المخيم وجواره، وتفاقم مأساة أهله ومعاناتهم.
في المحاولة الأخيرة من محاولات فك الحصار عن المخيم، ثبت أن عصابات مسلحة وإرهابية داخل المخيم، هي من يمنع إدخال المساعدات، وبإجماع مختلف الفصائل ... أبو مازن وصف المسلحين بـ “الخونة” و”المأجورين”، وحماس دعت لخروج المسلحين من المخيم وتحييده، فيما أبدت القيادة العامة وتحالف الفصائل، استعداداً للانخراط بتنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها وفد المنظمة مع السلطات الحكومية السورية.
من جهته، أبدى النظام السوري منذ عدة أشهر، استعداده للقبول بـ “تحييد المخيم” وفق كل أطواق العزلة المضروبة حوله، شريطة خروج المسلحين منه، وعدم استخدامه منصة للانقضاض على “بوابة دمشق الجنوبية” ... وفي المحاولة الأخيرة لإدخال قافلة مساعدات للمخيم، كان الجيش السوري في حراستها إلى مشارف المخيم قبل ان تتعرض لإطلاق النار من قبل المسلحين وتعود أدراجها ... الآن هناك ترتيبات لإدخال المساعدات بالتقسيط، ومن خلال بعض المحاور التي لا تسيطر عليها “النصرة” والعصابات المنشقة عن الفصائل والتي تعمل بأجر لصالح مجموعات مسلحة لم يعرفها المخيم من قبل، وما أنزل الله بها من سلطان.
لكن البعض ممن استمرأ صبّ الزيت الحار على نيران الأزمة السورية المشتعلة، يصر على استمرار اللعب بورقة “المعاناة الفلسطينية الإنسانية” في حربه متعددة الجبهات والأدوات ضد النظام السوري، وهو يريد لسكان المخيم من أطفال وشيوخ، أن يصبحوا مادة دسمة في “التغطيات الإعلامية” التحريضية ضد النظام، خدمة لأجندات محور “التطرف العربي – الإقليمي إياه”، وهو يوعز لأعوانه وأتباعه في المعارضات المسلحة، بتعطيل أية صفقة أو اتفاق حول المخيم أو غيره، وهذا ما يجعلنا قلقين على مصائر المحاولات الرامية للبحث عن حل لمشكلة المخيم، برغم المناخات الإيجابية التي عاد بها وفد منظمة التحرير من مهمته الأخيرة في دمشق.
(الدستور)
المسلحون في المخيم ثلاثة أنواع: بعضهم ارتبط منذ البدء بجماعات جهادية معروفة .... بعضهم تشكّل من عناصر وكوادر كانت محسوبة على حماس أو منشقة عن “القيادة العامة” تقاتل النظام ... والمجموعة الثالثة توصف بـ “الشبيحة” وتضم عناصر ومجموعات من بعض فصائل دمشق، وتقاتل إلى جانب النظام السوري، وبعضها كان سبباً في استدراج العناصر المعارضة المسلحة للقتال في المخيم وفرض سيطرتها على بعض أحيائه.
حتى الأمس القريب، ظل التوافق بين مختلف الاتجاهات الفلسطينية حول المخيم صعباً للغاية، حتى لا نقول مستحيلاً ... لكن استمرار الحرب العبثية وتبدلات موازين القوى فيها، وتفاقم المأساة الإنسانية للمخيم، وارتفاع الكلفة البشرية للحصار، فضلاً عن خسائر بعض الفصائل الموالية للنظام والتي تخطت في حالة “القيادة العامة” المائتين وخمسين قتيلاً، كل ذلك دفع الأطراف للتجاوب مع جهود المنظمة ووفود السلطة التي نجحت آخر بعثة لها، في وضع مأساة المخيم على سكة الحل.
الرئيس عباس كان واضحاً منذ اليوم للأزمة: لسنا طرفاً في القتال الدائر على أرض المخيم ... هذا لم يكن موقف جميع الفصائل، وحتى تلك التي لم تجاهر بانخراطها في القتال، تورطت كثرة كاثرة من عناصرها وكوادرها في القتال إلى جانب المعارضة المسلحة، فيما فصائل أخرى، أعلنت انحيازها لصالح النظام، وسخرت من فكرة “تحييد المخيم” بل واعتبرتها تساوقاً مع المشروع الإمبريالي – الصهيوني – الرجعي ... هذا الانقسام بات (تقريباً) وراء ظهورنا، ولأسباب موضوعية لها صلة بتطور الوضع الميداني في المخيم وجواره، وتفاقم مأساة أهله ومعاناتهم.
في المحاولة الأخيرة من محاولات فك الحصار عن المخيم، ثبت أن عصابات مسلحة وإرهابية داخل المخيم، هي من يمنع إدخال المساعدات، وبإجماع مختلف الفصائل ... أبو مازن وصف المسلحين بـ “الخونة” و”المأجورين”، وحماس دعت لخروج المسلحين من المخيم وتحييده، فيما أبدت القيادة العامة وتحالف الفصائل، استعداداً للانخراط بتنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها وفد المنظمة مع السلطات الحكومية السورية.
من جهته، أبدى النظام السوري منذ عدة أشهر، استعداده للقبول بـ “تحييد المخيم” وفق كل أطواق العزلة المضروبة حوله، شريطة خروج المسلحين منه، وعدم استخدامه منصة للانقضاض على “بوابة دمشق الجنوبية” ... وفي المحاولة الأخيرة لإدخال قافلة مساعدات للمخيم، كان الجيش السوري في حراستها إلى مشارف المخيم قبل ان تتعرض لإطلاق النار من قبل المسلحين وتعود أدراجها ... الآن هناك ترتيبات لإدخال المساعدات بالتقسيط، ومن خلال بعض المحاور التي لا تسيطر عليها “النصرة” والعصابات المنشقة عن الفصائل والتي تعمل بأجر لصالح مجموعات مسلحة لم يعرفها المخيم من قبل، وما أنزل الله بها من سلطان.
لكن البعض ممن استمرأ صبّ الزيت الحار على نيران الأزمة السورية المشتعلة، يصر على استمرار اللعب بورقة “المعاناة الفلسطينية الإنسانية” في حربه متعددة الجبهات والأدوات ضد النظام السوري، وهو يريد لسكان المخيم من أطفال وشيوخ، أن يصبحوا مادة دسمة في “التغطيات الإعلامية” التحريضية ضد النظام، خدمة لأجندات محور “التطرف العربي – الإقليمي إياه”، وهو يوعز لأعوانه وأتباعه في المعارضات المسلحة، بتعطيل أية صفقة أو اتفاق حول المخيم أو غيره، وهذا ما يجعلنا قلقين على مصائر المحاولات الرامية للبحث عن حل لمشكلة المخيم، برغم المناخات الإيجابية التي عاد بها وفد منظمة التحرير من مهمته الأخيرة في دمشق.
(الدستور)