jo24_banner
jo24_banner

لماذا اخفقت الحراكات الشعبية في بلورة صيغة تتنظيمية جامعة ؟!

لماذا اخفقت الحراكات الشعبية في بلورة صيغة تتنظيمية جامعة ؟!
جو 24 :

كتب معاذ ابو الهيجاء – أثار عدم توحد الحراكات الاردنية في تنسيقية جامعة العديد من الاسئلة في أوساط المراقبين والمتابعين للشأن الحراكي الاردني وحتى في داخل الجسم الحراكي نفسه .

محللون أرجعوا الاسباب إلى وجود اختلافات "فكرية" بين الحراكيين تحول دون الوحدة بينها، بينما يرى آخرون أن السبب يرجع لارتباط بعض شباب الحراك بمؤسسات حزبية، فيما اعتبر ناشطون في الحراك إلى أن الاختلاف في الرؤيا الاصلاحية، ووجود صراعات شخصية على مواقع قيادة في الحراكات هي التي تشكل حائلا دون توحدها.

JO24 قامت بالاتصال مع أبرز ممثلي الحركات لاستطلاع أرائهم، ومعرفة اسباب عدم التوحد بين مختلف القوى الشبابية والشعبية التي تنشط في مختلف المحافظات.

القيادي في ائتلاف شباب معان الإصلاحي وعضو التجمع الشعبي للإصلاح الدكتور أكرم كريشان أرجع عدم انضمام ائتلاف شباب معان للإصلاح لتنسيقية الحراك الاردني التي ظهرت مؤخرا وغيرها من التنسيقيات الى أن الائتلاف منظوي مع حراك كبير وهو التجمع الشعبي للاصلاح، والذي يضم بدوره خيرة المناضلين وأحرار الوطن وشرفائه.

وأضاف كريشان ان نشأت التجمع الشعبي للاصلاح سابق لولادة التنسيقيات وغالبية الحراكات الاخرى والاولى ان ينضم الجدد للتنظيم الاقدم والاميز والاكثر تماسكا لافتا ان موقف ائتلاف معان هذا لا يعني مصادرة حق الاخرين في التجمع والتنسيق والتعبير عن ارائهم ومواقفهم واتجاهاتهم .
وردا على ما يشاع عن غلبة الطابع الاسلامي على ائتلاف معان للإصلاح وارتباط ذلك بموقفه الرافض للمشاركة في التنسيقية اوضح كريشان أن هذه اتهامات لا اساس لها من الصحة لأن الائتلاف يضم كل القوى وأنه على الصعيد الشخصي " ليبرالي" ولذلك لا يرى ان هناك علاقة بين قرار الائتلاف بعدم الانضمام بالتنسيقية وكون الحراك المعاني يغلب عليه الطابع الاسلامي ام لا مبينا ان السبب واضح وله علاقة مباشرة بكون تجمعهم اقدم واكثر تميزا وفاعلية على الارض .

وحول موقف الائتلاف من حركة الاخوان المسلمين والعمل معها أكد أن الائتلاف له وجه واحد مميز وأنه يشترك مع الاخوان المسلمين في كافة الاعمال ولم نر منهم إلا كل خير.

واعتبر وجود تنسييقة الحراك الاردني وغيرها من التنسيقيات بمثابة تفتيت للجهود، مشيرا إلى أن المرحلة تتطلب ضم جميع القوى والحراكات معا.
وطالب كريشان جميع الحراكات في الوطن بالانضمام للتجمع الشعبي للإصلاح الحاضنة الشرعية التي تمتزج بها خبرة الشيوخ باندفاعة الشباب .

أما الناشط في حراك الكرك باسل بشابشه فقال إن عدم انضمام الكرك للتنسيقية يرجع إلى أسباب كثيرة من بينها استثناء بقية الحراكات في المحافظات وبالذات عمان واربد، مبينا ان حراك الكرك طالما سعى لتوحيد الجهود والبرامج والشعارات واسماء الجمع وصدور بيانات موحدة .

واوضح البشابشة ان مفاتيح الحراكات الشبابية وتحديدا الكرك لا يسعون للظهور في وسائل الاعلام والمؤتمرات الصحفية ويدركون خطورة ان يكون للحراكات رأس واحد يصبح من السهل الضغط عليه وتكسيره .

وأضاف البشابشة أن الحراكات كانت تخرج كل جمعه باسم واحد منذ اكثر من عام في عشر مناطق مختلفة ما يؤكد وجود حالة التوحد والتعاون بين الجميع ، وافاد " كنا فقط بحاجه لرفع مستوى التنسيق فقط، ولكن ما حصل هو استثناء مجموعه من الحراكات التي اعتادت على الخروج معنا منذ وقت طويل" .

وتابع قائلا "هناك سبب مهم لفشل جهود التوحد بين الحراكات وهو الاختلاف على البرنامج والرؤيا السياسيه، حيث اننا في الحراك الشبابي والشعبي في الكرك نؤمن بأن الاصلاح لا بد ان يكون شاملا ومتزامن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مع تحول كلي في البنى والهياكل المؤسسية، ونولي مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين واسترداد اموال الدوله التي "سرقت "اهميه كبيره، ونرى انه لا اصلاح دون مكافحة الفساد.
واضاف " لدينا تحفظ على الاسم حيث اننا ومنذ عام ونصف ونحن نخرج الى الشارع باسم الحراك الشبابي والشعبي الاردني، فلماذا بعد ان خلقنا هذا الجسم وتعبنا عليه كل هذه المدة وخلقنا له شخصيه مستقلة نلغيه بدون اي مبرر بالاضافه الى ذلك نحن لدينا موقف واضح من اتفاقية العار (وادي عربه) ومن القضية الفلسطينية، ومع ذلك نحن نتمنى للحراكات الاخرى النجاح، ولا نتخلى عنهم، وسنلتقي معهم ونتشاور ونحاول ان نحل القضايا الخلافية".

وحول العمل مع الاسلاميين قال نحن في حراك الكرك منذ ان انطلقنا قبل عام كان لنا مجموعه من الثوابت وهي السلمية والاستمرارية وعدم طرح القضايا الخلافيه والاهتمام فقط في الشأن الاردني، واعتبرنا القضايا القوميه من مهمة الاحزاب وليست مهمة الحراك ونحن نرحب بأي شخص وطني وليس لدينا تحفظ على احد سواء أكان من الاسلاميين ام من غيرهم.

ونوه البشابشة أن الحراك الشبابي الاردني مازال يعمل مع باقي المحافظات بذات السوية وبزخم اكبر والمحافظات التي تعمل معا وفق هذه الرؤية هي اربد وعمان والمفرق وذيبان والعقبه والكرك.

ورفض البشابشة ما يشاع عن علاقة رفضهم للانضمام للتنسيقية بموقفهم من النظام السوري قائلا " أن الحراك لا يتطرق لأي موضوع خارج حدود الاردن، ومهمتنا الرئيسه هي الدفاع عن الوطن وحمايته من الفاسدين، وتحقيق اصلاح شامل".

تنسيقية الحراك الاردني:

أما عضو المكتب التنفيذي لتنسيقة الحراك الاردني والناطق الاعلامي باسم تجمع جبل عجلون للاصلاح الدكتور عبد الوهاب فريحات فقال إن هناك اسبابا لعدم انضواء الكرك ومعان واربد تحت مظلة التنسيقية فلقد حضر عضو تنسيقية حراك الكرك باسل بشابشة ممثلا عن الحراك الشبابي الاجتماع الذي عقده مكتب التنسيقية قبل اشهارها في المؤتمر الاعلامي .

واضاف " البشابشة شارك معنا في وضع الرؤيا الاصلاحية للتنسيقية وأبدى رأيه في اسم التنسيقية وكان ذلك قبل يومين من المؤتمر الصحفي ولكن فوجئنا باتصال منه يقول أن الاخوة في حراك الكرك لديهم تحفظ على الدخول في التنسيقية لسببين الأول متعلق بتسمية التنسيقية والثاني متعلق وبلرؤيا الاصلاحية للتنسيقية والمتمثلة بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية".
وأوضح فريحات أن اسم التنسيقية لا يلغي اي حراك فقد وضع اسم لها وبقي كل حراك يعمل في منطقته تحت الاسم الذي اختاره فمازالنا في عجلون نخرج تحت اسم حراك تجمع عجلون ، وهكذا باقي المناطق فالاسم لا يلغي الحراكات.

أما عن المشاركة السياسية فهذه رؤيتنا لها ونأمل أن يتجاوز حراك الكرك هذه النقاط، لأنه لا غنى عن دخول حراك الكرك ضمن التنسيقية.

وحول عدم دخول معان في التنسيقية اشار إلى أن هناك تواصل معها حيث ابدت بعض الاطراف الاستعداد للدخول في التنسيقية ولكن يوجد مشاكل في الحراك لذلك قررنا أن نعطيهم مزيدا من الوقت لحلها لكي تلتحق بالتنسيقية.

وتابع إن هذا هو السبب في عدم دخولها معنا وليس لوجود اسلاميين مسيطرين على حراك معان.

وحول عدم دخول اربد في التنسيقية فأكد أن التنسيقية على وفاق تام مع اربد في الرؤيا الاصلاحية ولكن الأمر متعلق بهيكلة اربد لنفسها فلابد أن توحد حراكتها في تنسيقية واحدة بحيث يصبح لها ممثلين عنها، لافتا إلى أن مسالة دخول اربد في تنسيقية الحراك ما هي إلا مسألة وقت.

وحول مسالة العمل مع الاخوان المسلمين وموقف التنسيقية من الحركة أوضح أن الاخوان المسلمين قاموا بدعوتنا للاجتماع معهم قبل ايام وقلنا لهم نحن نرفض أن نكون ورقة ضغط بيدكم تستخدموها ضد الحكومة.

واضاف نحن مستعدون للعمل معهم ضمن عمل جبهوي موحد وله اسس واضحة المعالم، ولكننا نرفض أن ننضوي تحت جناح الحركة.

وألمح إلى أن هناك خلافات وصراعات شخصية داخل العديد من الحراكات حول الزعامة في معان والكرك وعمان.

وعن عدم دخول عمان معهم في التنسيقية ذكر أن السبب يرجع الى أن عمان مؤلفة من عدة حراكات فلابد أن توحد نفسها اولا وتوحد ممثلينها حتى نستطيع العمل معا.

الناطق الاعلامي باسم حراك اربد علي الزعبي بين أن عدم مشاركة حراك الشمال في تنسيقية الحراك الاردني إلى أن حراك الشمال يحتاج لوقت حتى ينظم نفسه لأنه كل يوم يظهر حراك جديد فالأولى أن ينظم نفسه في تنسيقة موحدة ثم الدخول مع تنسيقية الحراك الاردني.

وتوافق الزعبي مع الدكتور عبد الوهاب فريحات إلى عدم وجود أي خلاف مع تنسيقية الحراك الاردني وأن مسالة الانضمام هي مسالة وقت لا أكثر.

وعن التجمع الشعبي للاصلاح كشف الزعبي أن التجمع عقد اجتماعين لاختيار أمين سر له ولم يقم بدعوة حراك اربد ولا عجلون ولا جرش ولا السلط لحضور الاجتماع الامر الذي جعلنا ننسحب منه، وجعل عجلون وجرش والسلط وحي الطفايلة واحرار الطفيلة أن يشكلوا تنسيقية الحراك الاردني.

وكشف عن ولادة حراكين جديدين هما حراك العمرية وحراك القرعان في الشمال واللذين ينويان المشاركة بمسيرة يوم الجمعة القادمة .

وإلى الآن لم تتوحد جهود الحراكات الشعبية الاردنية رغم وجود عوامل الوحدة فالاهداف والغايات واحدة الا ان الشيطان الذي يكمن في التفاصيل ما زال يحبط جهود الالتقاء والتجانس والعمل بروح الفريق . عوامل التوحد أشد قوة من عوامل الاختلاف، و الجميع دون استثناء يسكنهم هاجس التوحد، فالروح الجماعية موجودة عند الجميع، وما عليهم إلا تخطي نقاط الخلاف.

والمتتبع لسير الحراكات يجد أنها متفقة في المضامين وفي الرؤية الاصلاحية، وحتى في الشعارات التي يرفعونها في جمعهم ومسيراتهم الاسبوعية.
لذلك مازال الوقت مبكرا للحكم على مسالة توحيد الحراكات .وإن بقيت الأوضاع السياسية والاقتصادية كما هي فإن هذا سيعزز من عوامل الوحدة أكثر وأكثر، وسوف يجعلنا نشهد تنسيقية كبرى تصهر كل الحراكات الاردنية في بوتقة واحدة.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير