النهضة النيابية: الفاسدون يقومون بأعمالهم ولديهم كل الأدوات
أصدرت كتلة النهضة النيابية بيانا ،ردا على مقالة عضو مجلس ادارة مناجم الفوسفات الاردنية، المهندس منذر حدادين، والتي انتقد فيها كلمة كتلة النهضة بخصوص مشروع قانون الموازنة العامة.
وتاليا نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله العربي الهاشمي الأمين بيان كتلة النهضة النيابية
قرأنا مرافعة في الصحف والمواقع الالكترونية والتي يدافع فيها عضو مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية عن مجلس إدارتها وعن أدائها!!
ردا على كلمة الكتلة في مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة والتي ألقاها عن الكتلة معالي النائب أمجد هزاع ألمجالي رئيس الكتلة.
وقد لفت انتباهنا أن الكاتب مستاء جدا لأن العضوين غير الأردنيين في مجلس الإدارة قد سئما من دعاوى الأردنيين في حركاتهم و منتدياتهم وأحزابهم ونواب شعبهم والتي يزعمون فيها أن هناك فساد نخر وينخر شركة مناجم الفوسفات الأردنية وأن ملايين الدنانير قد ضلت الطريق أثناء التعاملات وأن الشركة ليست في وضع صحي وفوق الشبهات ولا ندري ما هو الأهم ما يعانيه الشعب الأردني أم ما يعانيه العضوان الأجنبيان من غيرة الأردنيين الأحرار على وطنهم.
إن ما حدث في شركة مناجم الفوسفات الأردنية شيء لا تفسير له حتى الآن، والشرع الطاهر له الظاهر، وظاهر الأمور ينبئ بأن تعاملات الشركة ليست ناصعة، كما أننا ما نزال نذكر ما دار في أروقة مجلس النواب السادس عشر" وماذا كان مصير المناقشات والطريقة التي تمت فيها قولبة الأمور، وصور الاتفاقات المنقوصة والشركات المستثمرة التي تكاد تكون وهمية، وكيف أن الاتصالات تشابكت بين أصحاب المصالح وبين من فروا من قبضة العدالة لا يحاسبوا ولا يحاكموا ولا يسألوا عما كانوا يفعلون.
قضية شركة الفوسفات الأردنية ليست قصة من نسج الخيال، ولا هي شائعة من بين الشائعات، ولكنها أمر واقع قائم مستمر. ولا نظن أن الأستاذ الكبير يشكك بنزاهة القضاء الأردني الذي حكم رئيس مجلس الإدارة السابق بما يزيد عن عشرين عاما في السجن، وإذا كان رئيس مجلس الإدارة الفار من وجه العدالة قد تجاوز أو سرق أو اختلس فلا يمكن أن يكون و حيدا في الجرم.
ولأن الفاسدين يقومون بأعمالهم حسب أعلى معايير متطلبات القانون، فبيدهم القرار وبيدهم المال وبيدهم النفوذ ولديهم كل الأدوات، وهم يتزينون بمليح الكلام و واسع الابتسامات و يتمنطقون بنياشين الوطن.
«وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ» [البقرة:204-206]. إذا كان ما قلناه آلم البعض فإن الشعب الأردني كله تألم و ما يزال يتألم مما فعله الفاسدون في شركة مناجم الفوسفات الأردنية ومن المشهد الضبابي للشركة الذي يمتزج فيه تراب الأردن بضباب لندن بتداخلات دبي ولبنان وبأشباح كانت وما زالت تذهب و تجيء, حتى بات الشعب الأردني محبطا يائسا من إصلاح هذه الشركة وغيرها ممن امتدت إليها أيدي الفاسدين الذين اثروا على حساب جيوب الأردنيين ودمائهم وحليب أطفالهم وقوت عيالهم بينما ما يزال البعض يريد وثائق وإثباتات على ما هو مثبت وبراهين على ما هو مبرهن، فهل كثير على الشعب الأردني أن يئن من الألم وأن يتأوه من الجوع ؟ لم نتجنى على أحد أو جهة أو شخص بعينه، نحن نطالب بحقوق المواطنين، وبمقدرات الوطن التي نهبت وسنبقى نطالب بها ما حيينا. ونربأ بالشرفاء أن يتصدوا للدفاع عن الفساد والفاسدين.
حتى لو كان لهم مصالح شخصية من وراء هذه الشركة، مصالح قد تكون قانونية إلا أن نظافة شخص أو أشخاص في مجلس الإدارة الحالي لا تعطي الحصانة للشركة نفسها كي تكون نظيفة وفوق الشبهات.
وكما أن هناك غسيل أموال فهناك غسيل شركات، ولا يجوز أن يقوم أحد بغسل شركة فاسدة وتقديمها للناس على أنها هبة السماء. فالفوسفات تقسمت وبيعت إلى شركات غير موثوقة الأصل وسلمت لأشخاص ضاربين بعرض الحائط بكل القيم الأردنية ويبصقون في الصحن الذي أكلوا منه. كان الأولى أن تتقدم الشركة بكتاب أبيض تشرح فيه كل ملابسات خصخصتها و بيعها, وأسعار بيع المنتج ولمن وعن طريق من، ووضعها المالي، وشريكها الإستراتيجي، والرئيس الفار.
وإذا كان سيقول البعض أن هذا ليس شأن الشركة. أيضا إثبات فساد الشركة ليس شأننا بل شأن الحكومات. وإذا كان البعض يريد من الأردن أن يكون بقرة حلوب، فنحن لا نرى في الأردن إلا وطنا نحبه، ولا نقبل أن نكون فيه مستوطنين، بل مواطنين ندافع عن ترابه، ونرويه بدمائنا كلما احتاج الأمر إلى ذلك. ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ وألاّ أرى غيري له الدهرَ مالكا أما مهاجمة الحراك الشعبي وشعاراته فلم يكن له ضرورة في مقاله.
فالحراك الشعبي هو أنين الشعب الأردني من الفساد والسرقة والنهب ، و الحراك الشعبي لم يكن موجها ضد الدولة ولا ضد النظام ولا ضد الشرفاء بل ضد الفساد والمفسدين والمتاجرين بماضي وحاضر ومستقبل الدولة الأردنية شعبا ونظاما.
أما المسئولين الشرفاء كما قال الكاتب الذين يتنطحون ويتحملون الإشاعات والتهم!!!!!! نقول له إنهم يفعلون ذلك مقابل رواتب عالية وحوافز كبيرة وسفرات في الدرجة الأولى وأقامات في فنادق الخمس نجوم و أشياء أخرى " لا نعلمها الله يعلمها" وما للظالمين من أنصار".
إن القيام بالواجب لا يستحق الشكر ولا المديح. من أسباب البلاء في البلاد ظننا أن المسؤولية تشريف وتكريم ومحسوبيات وشللية وهذا مالا يجب أن يكون!!!! حفظ الله الأردن من الفساد والفاسدين و سنواصل السير على نهج جلالة القائد في محاربة الفساد والفاسدين، وفي بناء الأردن الجديد الذي لا مكان فيه لتيارات الباعة المتجولين. لم نرد دفاعا عن النفس بل دفاعا عن الوطن وعن مجلس النواب الذي لا حق لأصحاب المصالح الاقتصادية في محاسبته على ما يقول!!! فهم يمثلون الشعب والشعب مصدر السلطات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقرر كتلة النهضة النيابية
النائب سعد عوض البلوي
21كانون ثاني2014