"الوحدة الشعبية": خطة كيري "يهودية" بامتياز وتهدد القضية الفلسطينية
أقامت دائرة الاعلام في حزب الوحدة الشعبية ندوة بعنوان " خطة كيري والمخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية"، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية، وقيادة وكوادر الحزب.
وتحدث في الندوة الباحث الأستاذ نواف الزرو، والأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب، وأدار الندوة الرفيق عبد المجيد دنديس عضو المكتب السياسي للحزب مسؤول دائرة الاعلام الذي رحب بالحضور، واشار الى أهمية العنوان الذي تم اختياره لهذه الندوة وما يحمله من مخاطر جديه تتهدد القضية الفلسطينية والحقوق التاريخية العربية.
وأشار الأستاذ الزرو إلى أن ورقة "كيري" يهودية بامتياز، وأن وزير الخارجية الأميركي يتبنى المطالب الإسرائيلية في ورقته ومن ضمنها وأخطرها الاعتراف بيهودية إسرائيل، ومضامين ورقة كيري لم تقدم بشكل رسمي للجانب الفلسطيني".
وقال الزرو: "إن كيري يطرح فكرة تبادل السكان بين عرب فلسطين المحتلة عام 1948، والمستوطنين في الضفة الغربية، أي إخراج سكان عرب من تلك الأراضي واستبدالهم بما يقارب ال 100 ألف مستوطن من أصل 700 الف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية، مع بقاء التكتلات الاستيطانية الرئيسية وهي: "آرائيل وبيت إيل وغوش عتصيون ومعاليه أدوميم"، والتي بدورها تسيطر مع القدس المحتلة والطرق الالتفافية ومعسكرات جيش الإحتلال على أكثر من نصف مساحة الضفة الغربية، وبالتالي ما يتبقى للفلسطينيين لا يتجاوز ما مساحته 40% من الضفة الغربية".
وأضاف الباحث الزرو: "من ضمن الطروحات التي يتحدث عنها كيري ايضا مسألة غور الأردن وبقائه كمنطقة آمنة للإسرائيليين، وأن تكون القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية".
واعتبر الزرو أن التسوية السياسية في القضايا الدائمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي أمر مستحيل، لأن المؤسسة الصهيونية وبالإجماع ترفض التنازل، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أكثر تطرفا من "شارون"، كما أن إسرائيل تعتبر اللحظة تاريخية بالنسبة لها لحصد أكبر قدر من التنازلات من الفلسطينيين والعرب.
وأوضح الزرو أن الذي يحكم جولة كيري للمفاوضات والتسوية ما يسمى "القانون الحديدي" المتفق عليه إسرائيليا وأميركيا ألا وهو الاستمرار بالمفاوضات إلى ما لانهاية، وممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية أوروبيا وأميركيا وعربيا من خلال التلويح بإيقاف الدعم المادي لها لتبقى وتستمر بالمفاوضات، وأن ذلك ماهو حاصل حاليا.
ووصف الزرو إسرائيل "بالدولة التي لاتنام" مؤكدا أنها تسابق الزمن لتهويد فلسطين، واستغلال مايحدث في العالم العربي وتحديدا سورية والعراق ومصر لإنهاء الصراع.
وقال الزرو: "مايجري في العالم العربي تهديم للمشهد العربي بكل مضامينه، وانهيار شامل للامن القومي العربي، مقابل بناء وصناعة مشهد صهيوني على أنقاض المشهد العربي".
وفيما يتعلق بالتقديرات الإسرائيلية للأوضاع في سورية، أشار الزرو الى أن التقدير الإستراتيجي الإسرائيلي، يقول بأن تدمير الجيش السوري وتفكيك سورية إلى دويلات وطوائف سينهي الصراع بين الفلسطينيين والعرب لعقود طويلة.
من جهته بدأ الدكتور سعيد مداخلته بطرح سؤال عن طبيعة خطة كيري، هل خطة كيري محاولة لتشويه الصراع العربي – الصهيوني؟ أم هي في جوهرها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية؟
وأضاف من المفيد قراءة خطة كيري من خلال الرؤية الأمريكية للكيان الصهيوني من أنه مشروع إستراتيجي نشأ وترعرع في أحضان الإمبريالية، هذا الكيان له دور ووظيفة، ومن أجل الحفاظ على هذا الدور والوظيفية واستمرارية هذا الكيان، فإن الإدارات الأمريكية منذ عام 48، كانت تقدم خططها حيث تقود هذه الخطط الى:
1- مزيد من توفير الأمن للكيان الصهيوني
2- دفع العرب – الفلسطينيين خطوة إلى الأمام نحو التنازل عن حقوقهم
3 - إحداث تحول في مفهوم العرب للصراع وهذا ما بدا واضحاً بعد عام 67 ومبادرة روجرز بعد هزيمة 67، حيث تحول العرب من النظر إلى الصراع على أساس أنه صراعاً وجودياً إلى صراع حدودي والبحث تحت شعار إزالة آثار العدوان.
واستكمل الدكتور سعيد لقد توالت خطط الإدارات الأمريكية في كل محطة من محطات المواجهة مع العدو الصهيوني فمبادرة ريغان جاءت بعد حصار بيروت عام 82، والدعوة إلى مؤتمر مدريد جاءت بعد حرب الخليج الثانية.
وأضاف الآن بعد 6 جولات، أعلن جون كيري استعداد الطرفين للعودة والمفاوضات، ولكن ما هو السبب الذي دفع الإدارة إلى الإصرار على العودة إلى المفاوضات ؟؟
1 - إننا نعتقد أن الإدارة الأمريكية ترى أن المنطقة تعيش حالة من الفوضى، وهي تريد استغلال هذه الفوضى لرسم خريطة جديدة تتوافق بالكامل ومخططاتها الإستراتيجية، وهي ترى أن تحقيق هذه الرؤية تتطلب إغلاق الملف الفلسطيني. من هذه الزاوية أصرّت الإدارة الأمريكية على دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات.
2 - ترى بعض الأطراف الصهيونية أن: الانقسام الفلسطيني والانشغال العربي بقضاياه الداخلية
فرصة مواتية لانتزاع تنازلات كبرى من الفلسطينيين.
3 _ تدرك الإدارة الأمريكية على أن هناك مقدمات لتغيير في الحالة الدولية وهذا يتبدى من خلال تنامي الدور الروسي الدولي وتنامي الدور الإيراني الإقليمي، الأمر الذي يعني عدم قدرة وعدم السماح للولايات المتحدة على استمرار التفرد في معالجة الملف الفلسطيني، هذا التفرد الذي بدأ منذ تسعينات القرن الماضي.
4 - تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن حالة من العزلة الدولية تتعمق لدى الكيان الصهيوني، الأمر الذي يدفعها للبحث عن مخارج لهذه العزلة.
واعتبر الدكتور سعيد أنه بالرغم من كل هذا الإصرار الأمريكي، إلا أننا نعتقد أن هناك عقبات حقيقية تعترض هذا المخطط. منها، أن إسرائيل محكومة (بحكومة مستوطنين) كل هاجسها التوسع والتمدد الاستيطاني. ونعتقد كذلك أن هناك صعوبة حقيقية على أي جهة فلسطينية لتسويق هذه الخطة التي في مضمونها تقوض المشروع الوطني الفلسطيني، من خلال شطبها لحق العودة وسعي هذه الخطة لتوطين اللاجئين في أماكن تواجدهم. والأمر الآخر هو التوافق الأمريكي مع الرؤية الإسرائيلية بتبني فكرة يهودية الدولة.
ومن أجل توفير دعم لهذه الخطة، سعت الإدارة الأمريكية إلى القيام بجولة من المباحثات مع الحكومة الأردنية والسعودية ولقاء لجنة المتابعة العربية في باريس، كل ذلك من أجل ضمان غطاء عربي لتمرير الخطة المؤامرة.
وأوضح الدكتور سعيد من المفيد ونحن نستعرض طبيعة الصراع، بأن الكيان الصهيوني لم يتنازل عن رؤيته للصراع، وتمسك باستمرار بناء المستوطنات من زاوية أمنية وأيديولوجية، هذا يدلل على حجم التنازل العربي وثبات الموقف الصهيوني.
وختم الدكتور سعيد إن قدرتنا على مواجهة هذه الخطة تتطلب استنهاض الحالة الجماهيرية الفلسطينية والعربية وتجاوز كل الثغرات التي تحاول أن تنفذ منها هذه الخطة، سواء كان على المستوى الفلسطيني أو العربي.
وجرى بعد ذلك حوار شارك به العديد من الحضور من الشخصيات الوطنية والرفاق أغنت مضمون الندوة واتفق المشاركون في الندوة على اصدار البيان التالي المرفق:
بيــان صادر عن الشخصيّات الوطنيّة
حول خطة كيري والمخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية
نحن الموقّعين أدناه، انطلاقًا من انتمائنا الوطني والقومي، وحرصنا على حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه وتطلّعاته، ونظرا لأدراكنا للمخاطر المترتبة على ما يسمى ب"ورقة-مقترحات كيري ذات المضامين الصهيونية- تَدَاعَينا لعقد ندوة –ملتقى- في مقر حزب الوحدة الشعبية الديموقراطي الاردني، لمناقشة مكونات ومقترحات كيري، ولرفع الصوت ضد الضغوطات الأـمريكية التي تمارس على الفلسطينيين لابتزاز موافقتهم عليها، في وقت تمضي فيه سلطات الاحتلال وبمعدلات غير مسبوقة في تعميق الاحتلال والاستيطان والتهويد، وتهويد القدس وأسرلتها، والحصار الخانق على قطاع غزة، وإطلاق يد عصابات المستوطنين الذين كثّفوا من اعتداءاتهم في القدس، وفي عموم الضفّة المحتلة، وفي ضوء تواتر الأنباء عن تصميم وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري على التوصل إلى "اتفاق إطار" يمدد المفاوضات حسب الرغبة الاسرائيلية، وينتقص من الحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة الطبيعيّة والقانونيّة والتاريخيّة، اتفاق يعمل على إيجاد مرجعيّة جديدة للمفاوضات تمثل تراجعًا عن المرجعيات الوطنيّة والدوليّة المتمثلة بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
انطلاقًا من كل ذلك، نطالب بالعمل من أجل إنجاز ما يأتي:
أولًا: عدم التوقيع على أي اتفاق تحت أي مسمى، "اتفاق إطار" أو غيره، لا ينطلق من الالتزام الواضح والقاطع بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة المتمثلة بإنهاء الاحتلال، وحق تقرير المصير، وإقرار حق العودة وفق القرار الدولي 194، الذي يضمن حق العودة والتعويض.
ثانياً: رفض التوقيع على "اتفاق إطار" يتضمن الاعتراف ب"إسرائيل كدولة يهوديّة" بأيّة صيغة كانت، وينتقص من السيادة الفلسطينيّة على القدس والأغوار، ويمس بحق اللاجئين في العودة، ولا يضمن إزالة المستوطنات وما تسمى "الكتل الاستيطانيّة"، مقابل صيغ عامة فضفاضة..
ثالثًاً: العمل من اجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة على أساس وطني وديمقراطي وشراكة سياسيّة حقيقيّة، تتيج لمختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني المشاركة في القرار الفلسطيني وتقرير المصير.
رابعاً: تعزيز موقف ووحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وقدرته على الصمود ومواجهة التحديات والمخاطر.
خامسا: العمل من أجل تفعيل العمق العربي للقضية الفلسطينية، ومن أجل مواجهة الأخطار والتهديدات والضغوطات الامريكية والاسرائيلية والعربية التي تهدد القضيّة الفلسطينيّة بالتصفية، وذلك من خلال عقد مؤتمرات وندوات في مختلف المناطق لغايات التوعية وتوحيد المواقف الرامية الى تعزيز وتصليب الموقف الفلسطيني.
عاشت فلسطين صامدة في وجه المشروع الصهيوني
عاشت الامة العربية موحدة خلف النضال الفلسطيني
الموقعون:
1_ د. سعيد ذياب
2_ السيدة ليلى خالد
3_ د. طارق كيالي
4_ د. أحمد العرموطي
5_ أ. محمد أحمد البشير
6_ د. حسني الشياب
7_ د. غالب الفريجات
8_ م. محمد حسين الطحاينة
9_ أ. خضر نصري الطرزي
10_ أ. محمد الدرباشي
11_ أ. محمد القاق
12_ أ. محمد بدوان الجعبري
13_ أ. محمد هاشم الذيب
14_ أ. راشد الرمحي
15_ أ. محمد المسعود
16_ د. محمد مهدي كمال
17_ د. أحمد الدقن
18_ د. عصام الخواجا
19_ أ. أحمد مراغة
20_ د. فاخر دعاس
21_ م. عبد العزيز الهنداوي
22_ أ. خليل عليان
23_ أ. عماد المالحي
24_ أ فايز الشريف
25_ أ. محفوظ جابر
26_ أ عبد المجيد دنديس
27_ أ. هشام علقم
28_ أ. كامل الكيلاني
29_ أ. ماجد الخواجا
30_ أ. وليد السعيد
31_ د. قاسم شرشير
32_ السيدة رانيا عباس
33_ السيدة أسماء عواد
34_ أ. رامي ياسين
35_ د. هادي الخيطان
36_ أ. جواد دويدار
37_ أ. رضا استيتيه
38_ أ. بشار عساف
39_ أ. وسام الخطيب
40_ م. رامي أبو عياش
41_ م. غسان السلوادي
42_ أ. خلدون عبد الكريم
43_ أ. يزن الفقيه