مفاوضات جنيف-2 تتعثر قبل انطلاقها
جو 24 : تعثرت المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة قبل انطلاقها الجمعة في مقر الامم المتحدة في جنيف، وفشل موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي بجمع الطرفين في غرفة واحدة لاعلان انطلاق قطار التفاوض.
واعلنت المعارضة انها لن تجلس في غرفة واحدة مع النظام ما لم يعترف باتفاق جنيف-1 ويقبل بالتفاوض على مرحلة انتقالية على اساسه، ما دفع الوفد الحكومي الى ابلاغ الابراهيمي بانه قد يغادر جنيف ما لم تتسم المفاوضات ب"الجدية".
وكان البرنامج المعلن يقضي بان يجتمع الابراهيمي مع وفدي النظام والمعارضة في غرفة واحدة في قصر الامم الساعة الحادية عشرة صباحا (10,00 ت غ)، ويلقي خطابا لدى افتتاح الجلسة، من دون ان يتبادل الوفدان اي كلمة، ثم يفصل كل منهما الى غرفة، ويقوم الابراهيمي بالتنقل بينهما.
وقبل موعد الاجتماع بحوالى ساعة، اعلنت المتحدثة باسم الامم المتحدة الساندرا فيلوتشي انه "يتم تشذيب العملية، لذلك طرأ تغيير على التصريحات السابقة"، مشيرة الى ان الابراهيمي سيجتمع مع الوفدين كل على حدة.
والتقى الابراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل الظهر.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "اجواء ايجابية" سادت الاجتماع.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصادر مقربة من الوفد الحكومي ان "المعلم ابلغ الابراهيمي بانه اذا لم تعقد جلسات عمل جدية غدا، فان الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية وجهوزية الطرف الاخر".
واوضح مصدر مقرب من الوفد الحكومي في جنيف لوكالة فرانس برس ان هذه الخطوة "ليست تهديدا، بل هي دعوة موجهة الى الابراهيمي للضغط على المعارضة لتكون اكثر جدية".
وقال المتحدث باسم الائتلاف والعضو في وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي ان النظام "خرق القواعد التي وضعها الابراهيمي ليطلق كلاما غير صحيح على الاطلاق" حول نية المعارضة مغادرة المفاوضات.
واشار الى ان وفد المعارضة سيلتقي الابراهيمي الساعة 16،00 (15,00 ت غ).
وكان عضو وفد المعارضة نذير حكيم قال صباحا لفرانس برس "نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف-1، والنظام لم يوافق على هذا الامر. لا نريد ان نجلس معهم في غرفة واحدة حتى يوافقوا على ذلك".
واضاف "الدعوة التي وجهها الينا الامين العام للامم المتحدة تلحظ القرار 2118 الذي يتبنى بيان جنيف-1. لكن النظام يرفض ان يقر بذلك. عندما تصبح المفاوضات ذات اجندة واضحة نجلس في غرفة واحدة".
وشدد على ان المعارضة "تحتاج الى ضمانات، وطلبنا من الابراهيمي ان يؤمن لنا هذه الضمانات بان المفاوضات لن تحيد عن الهدف المحدد لها".
واعلنت الامم المتحدة ان الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، وينص على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص على وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية.
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان "المشكلة ان هؤلاء الناس (في اشارة الى المعارضين) لا يرغبون في عقد السلام. يأتون الى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق في اي شكل مع جنيف-1، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الاخضر الابراهيمي".
واضاف "كان الاقتراح ان نأتي الى هنا اليوم، ويجلس وفد الحكومة السورية الى يمين الطاولة، والمعارضة على الطرف الآخر. يبدو ان المعارضة لم تقبل هذه الصيغة".
وتابع "بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، والا لم أتينا الى هنا؟".
وشددت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان، على ان الوفد الرسمي لم يأت الى جنيف "للتحدث عن السلطة".
وقالت "نحن لسنا هنا للتحدث عن السلطة، نحن هنا لنتحدث عن وقف الارهاب ووقف سفك الدماء الشعب السوري وبدء مسار سياسي يقرره الشعب السوري دون اي تدخل اجنبي".
ويشكل مصير الرئيس بشار الاسد نقطة الخلاف الاساسية بين طرفي النزاع. ففي حين تطالب المعارضة بالا يكون للاسد واركان نظامه اي دور في المرحلة الانتقالية، ترفض دمشق قطعا هذا الشرط، معتبرة ان الاسد والنظام "خطان احمران".
وشدد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الجمعة على ان "الرئيس بشار الاسد سيكمل ولايته وفقا للدستور السوري الذي يسمح له بالترشح مجددا" الى الانتخابات التي من المقرر ان تجري منتصف العام 2014.
واضاف "هذه مسألة منتهية والانتخابات القادمة يمكن ان يكون هناك مرشحون آخرون وفقا للتعديلات الدستورية الموجودة"، و"ستكون شفافة وديموقراطية".
ويجمع الاطراف والمحللون على صعوبة المفاوضات ويعلقون آمالا ضئيلة في ان تحقق نجاحات سريعة.
وتندرج هذه المفاوضات في اطار ما بات يعرف بجنيف-2 والذي بدأ بمؤتمر دولي حول سوريا عقد في مونترو (سويسرا) وأظهر التناقض التام في المواقف، ويتواصل عبر المفاوضات.
وكان الابراهيمي التقى الخميس الوفدين على حدة، كل في الفندق الذي ينزل فيه تحضيرا لاجتماعات الجمعة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ليلة الخميس الجمعة ان الابراهيمي "يأمل بان يقنعهما بالجلوس الى طاولة واحدة اليوم، وسنرى ما سيحصل"، مضيفا "نعلم انها لن تكون عملية سهلة".
وتوقع دبلوماسي غربي ان الجولة الاولى من المفاوضات قد تستمر "حتى نهاية الاسبوع"، مستدركا "لكنها قد تنهار اعتبارا من اليوم".
ويترأس وفد النظام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووفد المعارضة رئيس الائتلاف احمد الجربا.
واوقع النزاع السوري منذ منتصف آذار/مارس اكثر من 130 الف قتيل، وتسبب بتهجير حوالى ثلاثة ملايين سوري الى الدول المجاورة ونزوح الملايين غيرهم داخل البلاد.
(أ ف ب)
واعلنت المعارضة انها لن تجلس في غرفة واحدة مع النظام ما لم يعترف باتفاق جنيف-1 ويقبل بالتفاوض على مرحلة انتقالية على اساسه، ما دفع الوفد الحكومي الى ابلاغ الابراهيمي بانه قد يغادر جنيف ما لم تتسم المفاوضات ب"الجدية".
وكان البرنامج المعلن يقضي بان يجتمع الابراهيمي مع وفدي النظام والمعارضة في غرفة واحدة في قصر الامم الساعة الحادية عشرة صباحا (10,00 ت غ)، ويلقي خطابا لدى افتتاح الجلسة، من دون ان يتبادل الوفدان اي كلمة، ثم يفصل كل منهما الى غرفة، ويقوم الابراهيمي بالتنقل بينهما.
وقبل موعد الاجتماع بحوالى ساعة، اعلنت المتحدثة باسم الامم المتحدة الساندرا فيلوتشي انه "يتم تشذيب العملية، لذلك طرأ تغيير على التصريحات السابقة"، مشيرة الى ان الابراهيمي سيجتمع مع الوفدين كل على حدة.
والتقى الابراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل الظهر.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "اجواء ايجابية" سادت الاجتماع.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصادر مقربة من الوفد الحكومي ان "المعلم ابلغ الابراهيمي بانه اذا لم تعقد جلسات عمل جدية غدا، فان الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية وجهوزية الطرف الاخر".
واوضح مصدر مقرب من الوفد الحكومي في جنيف لوكالة فرانس برس ان هذه الخطوة "ليست تهديدا، بل هي دعوة موجهة الى الابراهيمي للضغط على المعارضة لتكون اكثر جدية".
وقال المتحدث باسم الائتلاف والعضو في وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي ان النظام "خرق القواعد التي وضعها الابراهيمي ليطلق كلاما غير صحيح على الاطلاق" حول نية المعارضة مغادرة المفاوضات.
واشار الى ان وفد المعارضة سيلتقي الابراهيمي الساعة 16،00 (15,00 ت غ).
وكان عضو وفد المعارضة نذير حكيم قال صباحا لفرانس برس "نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف-1، والنظام لم يوافق على هذا الامر. لا نريد ان نجلس معهم في غرفة واحدة حتى يوافقوا على ذلك".
واضاف "الدعوة التي وجهها الينا الامين العام للامم المتحدة تلحظ القرار 2118 الذي يتبنى بيان جنيف-1. لكن النظام يرفض ان يقر بذلك. عندما تصبح المفاوضات ذات اجندة واضحة نجلس في غرفة واحدة".
وشدد على ان المعارضة "تحتاج الى ضمانات، وطلبنا من الابراهيمي ان يؤمن لنا هذه الضمانات بان المفاوضات لن تحيد عن الهدف المحدد لها".
واعلنت الامم المتحدة ان الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، وينص على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص على وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية.
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان "المشكلة ان هؤلاء الناس (في اشارة الى المعارضين) لا يرغبون في عقد السلام. يأتون الى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق في اي شكل مع جنيف-1، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الاخضر الابراهيمي".
واضاف "كان الاقتراح ان نأتي الى هنا اليوم، ويجلس وفد الحكومة السورية الى يمين الطاولة، والمعارضة على الطرف الآخر. يبدو ان المعارضة لم تقبل هذه الصيغة".
وتابع "بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، والا لم أتينا الى هنا؟".
وشددت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان، على ان الوفد الرسمي لم يأت الى جنيف "للتحدث عن السلطة".
وقالت "نحن لسنا هنا للتحدث عن السلطة، نحن هنا لنتحدث عن وقف الارهاب ووقف سفك الدماء الشعب السوري وبدء مسار سياسي يقرره الشعب السوري دون اي تدخل اجنبي".
ويشكل مصير الرئيس بشار الاسد نقطة الخلاف الاساسية بين طرفي النزاع. ففي حين تطالب المعارضة بالا يكون للاسد واركان نظامه اي دور في المرحلة الانتقالية، ترفض دمشق قطعا هذا الشرط، معتبرة ان الاسد والنظام "خطان احمران".
وشدد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الجمعة على ان "الرئيس بشار الاسد سيكمل ولايته وفقا للدستور السوري الذي يسمح له بالترشح مجددا" الى الانتخابات التي من المقرر ان تجري منتصف العام 2014.
واضاف "هذه مسألة منتهية والانتخابات القادمة يمكن ان يكون هناك مرشحون آخرون وفقا للتعديلات الدستورية الموجودة"، و"ستكون شفافة وديموقراطية".
ويجمع الاطراف والمحللون على صعوبة المفاوضات ويعلقون آمالا ضئيلة في ان تحقق نجاحات سريعة.
وتندرج هذه المفاوضات في اطار ما بات يعرف بجنيف-2 والذي بدأ بمؤتمر دولي حول سوريا عقد في مونترو (سويسرا) وأظهر التناقض التام في المواقف، ويتواصل عبر المفاوضات.
وكان الابراهيمي التقى الخميس الوفدين على حدة، كل في الفندق الذي ينزل فيه تحضيرا لاجتماعات الجمعة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ليلة الخميس الجمعة ان الابراهيمي "يأمل بان يقنعهما بالجلوس الى طاولة واحدة اليوم، وسنرى ما سيحصل"، مضيفا "نعلم انها لن تكون عملية سهلة".
وتوقع دبلوماسي غربي ان الجولة الاولى من المفاوضات قد تستمر "حتى نهاية الاسبوع"، مستدركا "لكنها قد تنهار اعتبارا من اليوم".
ويترأس وفد النظام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووفد المعارضة رئيس الائتلاف احمد الجربا.
واوقع النزاع السوري منذ منتصف آذار/مارس اكثر من 130 الف قتيل، وتسبب بتهجير حوالى ثلاثة ملايين سوري الى الدول المجاورة ونزوح الملايين غيرهم داخل البلاد.
(أ ف ب)