jo24_banner
jo24_banner

مسؤولون لـ Jo24: كبت الحريات والفردية أدى لرفض الآخر

مسؤولون لـ Jo24: كبت الحريات والفردية أدى لرفض الآخر
جو 24 : منار حافظ - يواجه الوطن العربي حالة من البحث عن الذات وسط غياب للديمقراطيات وأساس التعامل الفكري حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.

ويظل باب الحوار مفتوحا إلى أن يغلقه التشدد والإتهامات المتبادلة للآخر الذي لطالما اتهم بالسعي نحو دمار البلاد فلا تكون النجاة إلا باللجوء لفكر واحد وتحت غطاء أوحد لا يعترف بالتعددية رغم التشدق بالديمقراطية والقدرة على احتواء الغير ، وهو ما لا يثبته واقع نجم عن حظر الأحزاب لسنوات طوال وجعل السياسة " حرام " بمفهوم أنظمة الحكم.

وحول ذلك يشير النائب وأمين عام حزب الرسالة د. حازم قشوع إلى أن تقبل الرأي الآخر له علاقة بالمواطنة داخل المجتمع إضافة إلى ضرورة سيادة القانون وقبول النهج التعددي والسياسي وأن نختلف فيما بيننا لأجلنا وليس لأجل طائفة أو عرق أو عشائرية.


ويؤكد قشوع في حديثه لـ Jo24 على أن كل الدول النامية تعاني من ثقافة عدم قبول الرأي الآخر بينما تجاوزتها الدول المتقدمة باحترامها للتعددية الحزبية والديمقراطية.


وأوضح أننا كمجتمع مدني علينا إدراك الإختلافات فيما بيننا بحيث يكون ذلك ميزة لنا عن غيرنا وأن نتحدث بحالة تصالحية مدركين أن وضع الأولوية للعشيرة والأصل والمنبت والطائفة سيؤدي لـ " أن نتوقف عن التفكير مع بعض وبنصير نفكر عبعض".


وشدد على أن أولى اشتراطات المواطنة هي أن نقبل بعضنا وأن لا يطغى الدين أو العرق أو العشيرة على مفهوم أردنيتي أولا ، كما هو الحال في لبنان حيث تسببت الطائفية بخلق حالة فوضى في البلاد .

وتقول وزيرة الثقافة د. لانا مامكغ :" أن العقلية التي يتعامل بها أبناء مجتمعنا سببها البيئة الأسرية وأسلوب تنمية الفرد بطريقة تعزز الفردية بشكل مرضي".


وأضافت: "تعزيز الفردية قد يكون لتحقيق الذات وهذا شيء إيجابي أو قد يخلق نوعا من الفوقية لدى الأشخاص باعتبار كل منهم محور الكون الذي يدور في فلكه الآخرون".
وتبين مامكغ لـ Jo24 أن عدم تقبل النقد يبدأ من المنزل عندما يرفض كل من الأم والأب الإنتقاد فيما بينهما ولايؤدي الحوار للتواصل.


وأشارت إلى أن المجتمع يعاني من مرض امتلاك الحقيقة المطلقة ،التي لا يعلمها إلا الله، رغم أن كل شيء يخضع للنسبية والثابت الوحيد هو التغيير .

وأما رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي م. علي أبو السكر فيعتقد أن البعض يرفض تقبل الآخر وفكره ومبدأ تداول الحكم ولا يقبل إلا بالهيمنة والسيطرة المطلقة.

وأكد لـ Jo24 أن الإسلاميين أول من قبل بالتعددية ودعمها في دول الربيع العربي ولكن البعض لطبيعته الفكرية لم يقبل بالديمقراطية ووجود آخرين كمنافس له.

وبين أبو السكر أن على الأحزاب الإرتقاء بفكرها وطروحاتها وأن تربي منتسبيها وداعميها على قبول الرأي الآخر وأن هناك تجمعات سياسية أخرى يجب قبول وجودها وأنهم ليسوا الأوحد في الساحة، وعلى صعيد الممارسة العملية والإنتخابية فإن على البعض تطبيق مبادىء الديمقراطية وخاصة في الإنتخابات وفقا لما يدعون.

ويرى الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني د. منير حمارنة أن قبولنا الرأي الآخر قضية مربوطة بالحياة الديمقراطية في المجتمع وبدونها لا يكون هناك حوار ديمقراطي ينشأ بين طرفين مختلفين.


ويشير في تصريحاته لـ Jo24 أن المجتمعات العربية غير معتادة على الحوار لأنها عاشت مدة طويلة في كبت واسع للحريات أدى إلى عدم قبول الرأي والرأي الآخر، وبقيت الأحزاب السياسية ممنوعة وتم معاداة الديمقراطية في الوطن العربي وتربية الأجيال على ذلك مدة 40 عاما منعت فيها السياسة داخل المدارس والجامعات وشوهت بالكامل.

وأما القيادي في التيار السلفي الجهادي د. سعد الحنيطي فقد أكد أن منظوره للآخر يكون وفقا للمنظور الشرعي وكل العلاقة مع الآخر تضبطها الضوابط الشرعية بقوله: "من كان يدعو لما يناقض الإسلام فهو مفسد في الأرض كالعلمانيين والليبراليين ، إلخ ..".


وأوضح لـ Jo24 أن التعامل مع الآخر يكون مبنيا على مدى نشره لـ "بدعته" وتعرضه لمبادىء الدين الأساسية وإفساده للمفسدين، والداعي إلى الفساد ليس كالفاسد في ذاته. وفقا لتصريحاته.

وتستمر المحاولات ليكون هناك جهد حقيقي نابع من إرادة الشعب والحكومات للإرتقاء بمفهوم الأمة الواحدة التي تحتوي الآخر وتقبل فكره من أجل مصلحة الجميع.

تابعو الأردن 24 على google news