الملايين يشاركون بحملة "الأسرى المرضى" على مواقع التواصل
ملايين من حول العالم عبر مواقع التواصل الإجتماعي تشارك بحملة "الأسرى المرضى"
أختتم نشطاء "حملة دعم الأسرى المرضى" التي انطلقت يوم الأحد الماضي، حملتهم مساء الثلاثاء، معلنين عن استمرار الحملة بأشكال وطرق أخرى، واستطاعت الحملة التي أطلقها مجموعة من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن تعيد للأسرى المرضى نوعاً من التضامن المفقود مع قضيتهم من خلال تحقيق قفزة نوعية عبر وسائل الإعلام الجديد لإيصال صوت الأسرى للعالم وإعادة تفعيل قضية الأسرى المرضى المنتهكة حقوقهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أرقام قياسية للتفاعل
وحققت الحملة أرقام قياسية لحجم التفاعل مع قضية الأسرى سواء من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالتصاميم والصور والمواد والفيديوهات، أو من خلال التغريدات المختلفة وبمختلف لغات العالم على موقع "تويتر" وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي.
فمن جانبها تقول الناطقة باسم الحملة ميس الشافعي: "هذه الحملة استطاعت ان تحقق أرقاماً قياسية في حجم التفاعل على موقعي التويتر وفيس بوك، حيث وصل عدد التغريدات على "هاشتاغ" الحملة في موقع "تويتر" إلى أكثر من من ٨ مليون تغريدة على كليهما، بمشاركة مئات الناشطين من مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وأوضحت الشافعي أن الحملة أطلقت أربعة أوسمة "هاشتاقات" مختلفة خلال أيامها الثلاثة، نشرت معها مواد من انتاج الحملة، واحصاءات متعلقة بالأسرى المرضى، ومعلومات عنهم، اضافة لمواد مصورة بث من خلالها اهالي الاسرى مناشداتهم عكف الفريق على انتاجها وتجميعها، وتم تداول كل هاشتاق منها بمعدل ٢ مليون مرة على الأقل في الفيس بوك والتويتر، كان أعلاها #الأسرى_تحتضر، و#Prisoners_Dying، حيث تم تداولهما لحوالي 2,504,581، واستخدمت هذه الهاشتاقات للتغريد عليها بلغاتٍ عدة، على الشبكتين الاجتماعيتين، من ناشطين عرب وأجانب، مشيرة إلى أن مواد النشر ستبقى متاحة عبر مدونة الخاصة "هنا".
ولعل أكثر ما يميز هذه الحملة بحسب الشافعي هو الإلتفاف الشعبي حولها، والمبادرات الشبابية التي سعت لتنفيذ اعتصامات على الأرض لتكون حملة إعلامية وتضامنية مع الأسرى وذويهم على أرض الواقع، حيث أقيمت باسم الحملة عدة اعتصامات على الأرض في مناطق مختلفة من الضفة الغربية منها "الخليل ونابلس" أما في الداخل المحتل، فنظم نشطاء من مؤسسة يوسف الصديق بالتعاون مع الحملة، وبالإستفادة من موادها فعاليات في "كفر كنا، وقلنسوة" بالجليل، وشارك في فعالية كفر كنا رئيس لجنة الحريات والأسرى والشهداء والجرحى، ورئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48.
إضافة إلى أنها أعادت الروح لأهالي الأسرى الذين شكروا القائمين على هذه الحملة، وإلى الأسرى أنفسهم الذين راسلوا الفريق وتواصلوا معه، وعبروا فيها عن امتنانهم لكل من شارك وساهم في نشر مواد الحملة وساعد بالتعريف بقضيتهم، مطالبين بتكثيف وتوحيد الجهود لتأمين الافراج عنهم، واستمرار العمل لنصرة قضيتهم.
وقالت الشافعي أن الحملة استغلت كافة وسائط الإعلام الاجتماعي منذ اللحظة الأولى لبزوغ الفكرة، حيث عقدت لقاءاً مباشراً في غرفة دردشة صوتية، مع ذوي الأسير المريض سامي عريدي، وعائلة الأسير المريض معتصم رداد بحضور والدته أستعرضت فيه أوضاعهم الصحية، وسيتكرر هذا الحدث اليوم الخميس في تمام الثامنة مع رئيس لجنة اهالي الأسرى، والمعتقلين المقدسيين الصحافي أمجد أبو عصب والأسير المحرر المريض ياسين أبو خضير المحرر بالدفعة الثالثة من الأسرى القدامى.
وبحسب الشافعي فالحملة لم تنتهِ بعد وهي مستمرة بأشكال مختلفة، فالناشطون الفلسطينيون في الخارج، يعكفون حتى اللحظة على ترجمة المواد إلى الإسبانية والإيطالية وسواها .. وسيعملون على نشر هذه المواد، والإستمرار بنشر الأخبار المتعلقة بالأسرى جميعهم، فيما تبني الحراك الشبابي الاردني للتضامن مع الاسرى والذي كان جزءاً من الحملة هجمة على شبكة تويتر مرة اسبوعيا" سيتم من خلالها نشر ما تم انجازه واخبار ومستجدات اوضاع الاسرى الصحية وذلك استمرارا للحملة حتى تظل قضيتهم حية، إضافة إلى أن العريضة الإلكترونية التي أطلقت عبر الرابط التالي: "هنا" والتي طالبت بتحسين ظروف احتجاز، وإنهاء معاناة الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصعبة، ونشرت على نطاقٍ واسع، وجمعت حوالي ألف توقيع خلال أيامها الثلاث لازالت مفتوحة للتسجيل عليها لشهرين على الأقل، لافته إلى أنها ستقدم لجهاتٍ حقوقية عديدة، وبرلمانات أوروبية.
أصداءٌ واسعة..
النشطاء العاملين، والصحافيين والمتابعين للحملة خلال أيامها الثلاثة، وإن إختلفوا على الأثر فقد إتفقوا على أهمية الحملة، وأنها ساعدت في تعريف الشباب والناشطين، والمتابعين لصفحات التواصل الإجتماعي على الفيس بوك والتويتر على أبرز الحالات المرضية في سجون الاحتلال، وعلى الانتهاكات التي يواجهونها، وموقف المواثيق الدولية منها.
فبحسب الناشطة الشبابية عروبة عثمان من غزة قالت أن الحملة هامة جداً، وتضرب على الوتر الحساس، خاصةً بعد أن خطف الإهمال الطبي 4 أسرى شهداء بدءاً بأشرف أبو ذريع وانتهاءً بحسن الترابي. سارت الحملة في الطريق الصحيح، ولم تتبن الأسلوب الإنشائي فقط، بل استندت كذلك إلى أرقام وإحصاءات ومعلومات توثيقية وشهادات حقوقية عن أحوال الأسرى المزرية المتوسّدين بلاط السجن. الجميل كذلك أن الشباب هم من تصدّروا هذه الحملة؛ لكن تبقى المشكلة أن مثل هذه التحرّكات تحركات موسمية، ويتفاعل المواطن معها بشكل لحظي آني، دون التحلّي بنفس طويلة واعتبار مثل هذه القضايا الوطنية قضايا تستحق الحضور الدائم على صفحاتنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أضعف التضامن. التحرّك الافتراضي جميل، ويحقق أهدافاً نسبية عند حد معين، لكن يجب أن يترافق هذا التحرك مع هبّات شعبية كاملة في كافة مناطق التواجد الفلسطيني في الوطن والشتات وعدم قصر التضامن والاحتجاج على اليوم الأسبوعي للأسرى كل اثنين.
من جانبه قال الصحافي طه أبو حسين أن الحملة حققت أهدافها الرئيسة التي تتركز على تعريف العالم بقضية الأسرى وخاصة المرضى منهم ولو بالشيء البسيط، فأول الغيث قطرة، لكنني آمل أن تنطلق هذه الحملات من حيّز الدعم الالكتروني الى أرض الواقع ليكون لها الأثر الأكثر فاعلية بالضغط على الاحتلال والافراج عن جميع الأسرى، لكن بالمجمل أستطيع القول بأنه خلال أيام الحملة كانت مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بصور ومعلومات عن الأسرى المرضى بشكل ملفت للنظر، وهذا بحد ذاته انجاز لخطوات لاحقة.
الناشطة الشبابية والصحافية مرام سالم قالت أن الحملة كانت فكرة رائعة، نفذت بأداءِ جيد، لكن ربما كانت تفترق للمعلومات التي تفند تقارير طبية مفصلة، وبعضاً من المعلومات القانونية، إلا أن هذا لا يمنع أنها كانت ناجحة وقرعت جدران الخزان.