الحجايا يكتب: الانقسام ومؤامرة التصفية لفلسطين والاردن معا
يدرك الشعبان الاردني والفلسطيني في كلا الدولتين ان المشروع الصهيوني لن تتوقف اهدافه التوراتية عند حدود الكيان الاسرائيلي الحالي , وما يقلق الجميع ان السطات الحاكمة في كلا البلدين ستتماهى مع هذا المخطط للضغط الامريكي الذي ستستخدم فيه كل الاوراق التي تهدد بقاء تلك الانظمة وسيناريوهات استبدالها , لكن ما يخشاه العدو الصهيوني هو موقف الشعوب العربية , فكان خياره الاستراتيجي ان يلعب على سياسة تجذير الانقسام الشعبي من خلال تعظيم الهويات الفرعية لبث الفرقة واثارة الفتنة وخاصة بطرح موضوع الوطن البديل في تصريحات متكررة على مدى عقود مضت .
في الوقت الذي يتخوف منه العديد من القيادات الشعبية الوطنية من ابناء الشعبين ,ان ينجح العدو الصهيوني فيما يخطط له , وبذلك تكتمل خيوط المؤامرة الصهيوامريكية لتصفية القضية الفلسطينة والاردن وطنا وهوية معا.
ومن المؤلم حقا ان المنظومة الثقافية العربية التي عظمت القطرية ,عمقت الفجوة وشوهت ثوابت الفكر الثقافي السياسي وقلبت حقائقه التاريخية المؤلمة الى انتصارات لكل قطر عربي وكأن التاريخ بدأ منذ اعلان اسقلالها الكرتوني , ومحو ما قبله من وقائع تاريخية وشحت بالسواد منذ سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم وكأننا مسحنا من ذاكرتنا تلك الاتفاقيات التي هي سبب فرقتنا ومصائبنا , واصبحنا نختلف ونتنازع على ما نتج عن تلك المؤامرة باعتبارها امر واقع .
وعند اسقاط عامل الرفض الشعبوي العروبي لتلك الاتفاقيات على مشروعية جميع الدول التي تمخضت عن سايكس بيكو , نجد اننا نحاكي مشهدا سياسيا مخزي لتوصيفها بكيانات سياسية رعت نشأتها الدول الاستعمارية.. ولم تنشأ نتيجة لثورة شعبية حققت نصرا تحرريا , انما ما حصل اننا اسهمنا بمؤامرة استعمارية قسمت الوطن العربي ومنحت الشريك الحقيقي لها وهم اليهود ارض فلسطين لانشاء دولتهم عليها , فكانت المأساة التي اوجعت جميع العرب والمسلمين.
فاذا هذه الكيانات السياسية وانظمتها , ما هي الا امتداد للاستعمار , واستقلال تلك الدول لم يكن استقلالا وطنيا وشعبويا , انما تفويضا سياسيا لتلك الانظمة التي اصبحت تنفذ سياسات الدول الاستعمارية بالوكالة , واغلب تلك الانظمة لا تعتمد على شعوبها في استمرارها في الحكم , وانما على حماية ودعم تلك الدول , ولذلك فالواقع السياسي , والسيادة الوطنية لم تتوفر في تلك الانظمة , فاذا نحن ما زلنا تحت نير الاستعمار وفلسطين تحت نير الاحتلال .
والسؤال هنا لماذا نتباكى اليوم على دويلات وكيانات هم سموها لنا وهم من صنعوا انظمتها ويتخندق كل منا وراء اسم دولته وبعدها ونتشتت وتزداد فرقتنا ويذهب ريحنا وتضيع منا هويتنا الحقيقية وهي العروبة وتضيع بعدها الرسالة الاسلامية التي كرمنا الله بها كعرب دون .
فليترفع الجميع عن ضحالة الفكر وضيق الافق ويسموا فوق الخلافات الضيقة والهويات الفرعية وليتكاتفوا في هذا الوقت الذي تحتاجنا فيه فلسطين جميعا , فهناك مؤامرة تحيكها اسرائيل وامريكيا ودول اوروبية وغيرها تباركها بالاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني من اجل الاعتراف بدولة فلسطين وتفاصيل اخرى يندى لها الجبين ,ومؤامرة كبرى تهدد جميع دول الوطن العربي من تقسيم جديد يزيل دول وانظمة وينشيء غيرها .
فنحن ايها الاحرار الشرفاء من ابناء الاردن جميعا واقصد بكل من على ارض الحشد والرباط في هذا الوقت اننا الحصن المنيع الذي سيقف بوجه هذا التمدد الصهيوني اليهودي , ويمنع تحقيق حلمهم ووهمم دولة اليهود الكبرى , فقولوا جميعا وبصوت عال لا والف لا" للدولة اليهودية " التي ستصفي القضية الفلسطينية برمتها, واذا كان الثمن هوالاعتراف بدولة فلسطينية بدل السلطة الحالية فايضا علينا جميعا رفضها , واتوقع ان الشعب الفلسطيني ايضا يرفضها اذا كان الثمن ارض فلسطين كلها والقدس , ولا لجميع انظمة الدول العربية ,اذا وافقت على هذه التسوية الخسيسة مع العدوالصهيوني .
