الإنترنت .. صالون الأردنيين السياسي
منار حافظ - بعد أن نأى الشعب الأردني بنفسه لسنوات عن أحاديث السياسة بحثا عن لقمة العيش وحياة هادئة.. عادت مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية به إلى عالم من السياسة الحرة.
وبالرغم مما مارسته الحكومة الأردنية من سعي لإسكات أقلام الكثيرين عبر قوننة المواقع الإلكترونية بقانون المطبوعات والنشر إلا أن هذا الفضاء الإفتراضي أبى إلا أن يكون مأوى للكثيرين من أبناء هذا الشعب الذين لجأوا إليه لإيصال رأيهم وفكرهم ونقدهم للمسؤولين.
ويبدو واضحا للجميع أن فيس بوك وتويتر وانستغرام وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت صالونا سياسيا لعرض التجاذبات والجدل القائم في عدد من القضايا التي تهم الأردنيين أو تلك المنتشرة على الساحة الإخبارية والإعلامية.
ورغم أن موقع فيس بوك أصبح يتراجع أمام مستخدميه مقارنة بتويتر وانستغرام وذلك لعدم توفر الأمان اللازم عبر صفحاته وسهولة سرقتها، إلا أنه ما زال المكان الأنسب لمناقشة المواضيع التي أثارها الربيع العربي في المنطقة.
مصر وسوريا والعراق وفلسطين ويهودية الدولة والكونفدرالية والوطن البديل كلها نقاشات يتداولها العامة والمثقفون عبر صفحاتهم ليكون رأيهم في كثير من الأحيان هو الأهم خاصة بعد تفعيل الدعوات لمشاركة فاعلة تعكس العالم الإفتراضي على أرض الواقع.
الإعتصامات والتجمعات والإحتجاجات صار أساسها مواقع التواصل الإجتماعي وداعمها هو الإعلام الإلكتروني بهدف إيصال صوت من لا صوت ولا منبر له.
وأصبح الحزب الأوحد الذي يجمع الأردنيين هو العالم الإفتراضي لينأوا بأنفسهم عن كل الجدل الحزبي ،وليعلوا صوتهم مستقلا بين صفحاته للمطالبة بحرياتهم وحقوقهم الإقتصادية والإجتماعية دون الحاجة لأن يأطروا أنفسهم بما لا يعنيهم من بهرجة منبعها حوارات سياسية خلف جدران واقع واهم لاحقهم لسنوات عجاف دون أي تطور ملموس.
ورغم كل الخوف على المستقبل في البلاد أو الملاحقات التي تفرضها القوانين على المواقع الإخبارية إلا أن لسان حال الشعب يؤكد بأن كل أردني سياسي بالفطرة وسيستخدم عوالمه المتاحة حتى تتحقق كافة مطالبه.
