"ميرسي كور" تفتتح أربعة ملاعب كرة قدم
جو 24 : انتهت ميرسي كور الأردن (Mercy Corps) من افتتاح أربعة ملاعب عصرية سداسية لكرة القدم في عدد من المجتمعات المحلية في محافظة المفرق ولواء الرمثا، بكونها من المناطق التي تتحمل العبء الأكبر لاستضافة اللاجئين السوريين في الأردن.
وبلغت الكلفة الإجمالية للملاعب الأربعة حوالي (220) ألف دينار، وهي مجهزة بالعشب الصناعي وكشافات الإنارة ومحاطة بسياج واق، حيث روعي في تصميم هذه الملاعب أن تكون "مساحات آمنة" يمارس فيها الأطفال والشباب نشاطهم الرياضي.
وقد تكرمت سمو الأميرة بسمة بنت طلال برعاية حفل افتتاح الملعب الأول في مدينة المفرق، والتابع لمركز الأميرة بسمة للتنمية، إحدى المؤسسات المنبثقة عن معهد الملكة زين الشرف التربوي.
تلا ذلك افتتاح بقية الملاعب تباعا في كل من مدرسة "الشجرة" الثانوية للبنين برعاية السيد "محمد ذيابات" مندوبا عن مدير تربية الرمثا. وفي نادي "الزعتري" الرياضي برعاية السيد "سايمون ماسترد" مندوبا عن السفير البريطاني. وفي مدرسة "عمراوة" الثانوية للبنين برعاية السيد "بسام الدرابسة" رئيس بلدية سهل حوران.
ويأتي إنشاء هذه الملاعب ضمن مشروع "بناء مهارات القيادة والتنمية المجتمعية" الذي تنفذه "ميرسي كور" وبتمويل من السفارة البريطانية في عمان.
كما ساهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNCHR) في المشروع من خلال تكفلها بتمويل كلفة إنشاء ملاعب "المفرق" و"الزعتري" و"عمراوة".
ويهدف مشروع "بناء المهارات" إلى المساعدة في تعزيز وتنسيق الجهود المبذولة للاستجابة لآثار الأزمة السورية على عدد من المجتمعات المحلية في الأردن.
ويعمل مشروع "بناء المهارات" على بناء قدرات أبناء المجتمعات المحلية من المتطوعين والناشطين، وكذلك بناء قدرات البلديات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني التي تقدم خدماتها لهذه المجتمعات.
وتقوم منهجية مشروع "بناء المهارات" على اختيار "قادة مجتمعيين" من أبناء الأردنيين والسوريين، ورفدهم بالتدريب المتخصص في مجالات "إدارة المفاوضات"، و"فض النزاعات"، و"المسح المجتمعي"، وإعداد "مقترحات ودراسات المشاريع".
ويتولى "القادة المجتمعيون" دور همزة الوصل من أجل تعزيز الثقة والفهم المشترك بين الأشقاء الأردنيين والسوريين، والتوسط لحل أي خلافات أو إشكاليات ناجمة، والتعاون مع الجميع من أجل حصر احتياجات وأولويات المجتمع المحلي وصياغتها على شكل مقترحات مشاريع جاهزة للتنفيذ.
وتقوم "ميرسي كور" بدراسة مقترحات المشاريع المقدمة، وتوفير الدعم المادي والفني من خلال استقطاب مبالغ المنح والتمويل اللازم، والإشراف على سير العمل والإنجاز بالتعاون مع الأهالي والقادة المجتمعيين والمقاولين المحليين وكافة الجهات الرسمية والتطوعية المعنية.
مفهوم جديد
ولا تقتصر المشاريع التي تنفذها "ميرسي كور" على ملاعب كرة القدم، حيث تتضمن المرحلة الأولى من مشروع "بناء المهارات" تنفيذ مشاريع أخرى في محافظة المفرق ولواء الرمثا، بمجموع (15) مشروعا مختلفا، وبكلفة إجمالية تبلغ حوالي مليون ومائة ألف دينار.
وتشمل هذه المشاريع توزيع حاويات قمامة ووحدات إنارة، وحدائق عامة، ومسرح مدرسي، وقاعة متعددة الأغراض، ورياض أطفال، وبناء غرف صفية، وتوسعة مركز صحي شامل "سهل حوران" ليضم غرفة طوارئ وغرفة تصوير أشعة وأمومة وطفولة وغيرها حتى يخدم جميع قرى المنطقة.
كما بدأت "ميرسي كور" باستقبال ودراسة مقترحات الأهالي والقادة المجتمعيين للمرحلة الثانية من مشرع "بناء المهارات"، والتي تتضمن تنفيذ (9) مشاريع اضافية في المفرق والرمثا، و(12) مشروعا جديدا موزعة على (6) قرى في محافظة إربد.
جميع هذه المشاريع تعكس الفهم "الأوسع" الذي تتبناه "ميرسي كور" في التعامل مع احتياجات المجتمعات المحلية وأزمة اللاجئين، حيث يتم في العادة التركيز على الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومأوى، وإهمال الحاجات المعنوية والنفسية خاصة لفئة الأطفال والشباب.
هذا الفهم، بحسب "رعد النمري" نائب مدير البرامج في "ميرسي كور" الأردن، هو ما شجع على إطلاق مشروع "بناء المهارات" ومشاريع التمكين والتنمية المحلية المنبثقة عنه، والتي تمثل إضافة نوعية لخبرات "ميرسي كور" التي كانت تركز سابقا على مجالات الطاقة والبيئة.
وتتكامل هذه المشاريع، كما يوضح المهندس "زيد حتوقاي" مدير مشروع "بناء المهارات"، مع الشعار الذي تتبناه "ميرسي كور" في عملها: "كن أنت التغيير"، والمستلهم من عبارة شهيرة للمهاتما غاندي: "يجب أن تكون أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم".
السيد "سايمون ماسترد"، نائب السفير البريطاني في عمان، اعتبر مشروع "بناء المهارات" نموذجا مثاليا للأفكار التي تنبثق من المجتمع نفسه، ويقوم بتطويرها وترجمتها أبناء المجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين بالتعاون مع المسؤولين المحليين والشركاء الدوليين.
وعبر السيد "ماسترد" عن أمل السفارة البريطانية بمزيد من التعاون مع " ميرسي كور" في المستقبل بكون المشاريع التي تنفذها تمثل معالم جذب مميزة تستقطب أبناء المجتمعات المحلية، وتجمعهم معا من أجل الاستمتاع بمزاولة الرياضة والنشاطات المتنوعة، وتعزيز أواصر الصداقة والثقة بينهم.
نجوى علي خير، المسؤولة الميدانية من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أكدت أن ايجاد مثل هذه المساحات الصديقة ستساهم في تعزيز الصحة النفسية للمجتمعات المتأئرة بالأزمة السورية واللاجئين على حد سواء.
قيمة مضافة
ولا تقتصر الفائدة المتحققة من المشاريع التي تنفذها "ميرسي كور" على الخدمات المباشرة التي تقدمها للمجتمع المحلي، بل يراعي أيضا مدى واقعيتها، واستمراريتها، والقيمة المضافة التي تقدمها سواء بوجود اللاجئين السوريين، أو بعد انتهاء أزمتهم وعودتهم إلى وطنهم الأم.
فبحسب السيدة "وداد الشريدة" مديرة مركز الأميرة بسمة للتنمية في المفرق، الملعب الجديد والحديقة التابعة له سيسهمان في اجتذاب المزيد من الأطفال وأسرهم، وبالتالي تشجيعهم على الانخراط في البرامج الدراسية والتربوية التي يقدمها المركز للطلبة المتسربين من المدارس.
الأستاذ "محمد خير جيت" مدير مدرسة "الشجرة" الثانوية للبنين يرى هو أيضا بأن الملعب الجديد سيسهم في تعزيز العملية التربوية بشكل ينعكس إيجابا على أداء الطلاب داخل الغرفة الصفية، فإقبال الطالب على التعليم يكون بمقدار ما توفر له المدرسة البيئة التعليمية المناسبة.
المشرف التربوي الأستاذ "قاسم الشبول"، أحد أعضاء فريق "القادة المجتمعيين" لبلدية سهل حوران في الرمثا، أكد أن إنشاء مثل هذه الملاعب من شأنه توجيه طاقات الشباب في الاتجاه الايجابي، ويحميهم من الانجراف وراء ممارسات ومظاهر سلبية كالعنف والمخدرات.
رئيس نادي الزعتري الرياضي السيد "عايد بني خالد" وصف الملعب الجديد "بالصرح المثالي"، والذي سيتيح لأهالي البلدة إقامة واستضافة مختلف أنواع النشاطات والفعاليات وليس مجرد ممارسة كرة القدم.
كما ستسهم هذه الملاعب، كما ترى "هبة أسعد" مسؤولة التنسيق المجتمعي في "ميرسي كور"، في التخفيف من حدة المشاكل والخلافات التي قد تنشأ بين أبناء المجتمع المحلي، وذلك عبر دمجهم مع بعضهم البعض بطريقة عفوية غير مباشرة من خلال ممارسة الرياضة والتسلية والترفيه.
فرحة وتفاعل
الأطفال والتلاميذ، الجمهور الأساسي المستهدف من إنشاء ملاعب كرة القدم، عبروا عن فرحتهم الكبيرة بالملاعب الجديدة، والتي توفر لهم بديلا عن اللعب في الشوارع أو الحارات أو الأراضي المهملة.
الطفل بلال، سوري الجنسية، وصف قطعة الأرض التي كانوا يلعبون عليها سابقا بقوله: "كانت خرابة حيشاك"، قبل أن تتحول إلى ملعب كرة القدم "الحلو" الذي يقف عليه الآن مع زملائه وأقرانه.
إحدى الطفلات الصغيرات بادرت بخلع حذائها قبل أن تدوس على سجادة العشب الصناعي التي تراها ربما لأول مرة في حياتها. وبعض الأطفال الذين لم يتم اختيارهم ضمن تشكيلة الفريقين المتباريين اكتفوا بالهرولة والتدحرج على العشب، وهناك من اختار الاضطجاع على جانبه و"التكويع" بينما يتابعون المباراة.
الطالب "قاسم"، أردني الجنسية، أكد بأن الملعب الجديد سيساعده في صقل موهبته هو وزملائه، فقد سبق له التدرب مع أحد الأندية الكبرى، وواجه صعوبة في الأداء على العشب مقارنة بملعب الإسفلت الذي اعتاد هو وأصدقائه اللعب عليه سابقا.
الأهالي أيضا شاركوا أبناءهم فرحة افتتاح الملاعب الجديدة، سواء من خلال تعاونهم مع القادة المجتمعيين و"ميرسي كور" عبر جميع مراحل التنفيذ، أو من خلال حرصهم على الحضور والتفاعل والتقاط الصور التذكارية بمناسبة الافتتاح الرسمي للملاعب.
القائد المجتمعي "محمد شواقفة"، والذي يعمل مديرا لشعبة النشاطات في جامعة آل البيت، يرى بأن هذا تفاعل الأهالي مع مشروع "بناء المهارات" يعكس المزايا العديدة التي تتمتع بها منهجية عمل "ميرسي كور"، وفي مقدمتها أن المجتمع نفسه هو من يختار هذه المشاريع.
فالقادة المجتمعيون، يقومون بتوزيع استبيانات على أبناء المجتمع المحلي للوقوف على احتياجاتهم ومقترحاتهم، ومن خلال هذه الاستبيانات وما يعقبها من لقاءات وحوارات مباشرة، يتم تحديد المشاريع ذات الأولية والنفع الأكبر للمجتمع المحلي.
رئيس بلدية سهر حوران السيد "بسام الدرابسة" عزا الأثر الملموس الذي أحدثته مشاريع "ميرسي كور" في التخفيف على أهالي المنطقة، و"تنفيس كربهم"، إلى كون جميع هذه المشاريع هي ذات نفع عام، ولا تقتصر على فئة دون غيرها من أبناء المجتمع المحلي.
"مراد القاضي"، مسؤول التنسيق المجتمعي في "ميرسي كور"، وصف تعاون وتفاعل الأهالي والقادة المجتمعيين بالفرصة المميزة للتعلم وتوسيع الخبرات، سيما وأن العمل كان يستدعي أحيانا مشاركة الجميع في العمل اليدوي إلى جانب العمال والمقاولين، والسهر لأوقات متأخرة، والالتزام بجدول زمني مضغوط من أجل ضمان إنجاز العمل في الموعد المحدد.
وبلغت الكلفة الإجمالية للملاعب الأربعة حوالي (220) ألف دينار، وهي مجهزة بالعشب الصناعي وكشافات الإنارة ومحاطة بسياج واق، حيث روعي في تصميم هذه الملاعب أن تكون "مساحات آمنة" يمارس فيها الأطفال والشباب نشاطهم الرياضي.
وقد تكرمت سمو الأميرة بسمة بنت طلال برعاية حفل افتتاح الملعب الأول في مدينة المفرق، والتابع لمركز الأميرة بسمة للتنمية، إحدى المؤسسات المنبثقة عن معهد الملكة زين الشرف التربوي.
تلا ذلك افتتاح بقية الملاعب تباعا في كل من مدرسة "الشجرة" الثانوية للبنين برعاية السيد "محمد ذيابات" مندوبا عن مدير تربية الرمثا. وفي نادي "الزعتري" الرياضي برعاية السيد "سايمون ماسترد" مندوبا عن السفير البريطاني. وفي مدرسة "عمراوة" الثانوية للبنين برعاية السيد "بسام الدرابسة" رئيس بلدية سهل حوران.
ويأتي إنشاء هذه الملاعب ضمن مشروع "بناء مهارات القيادة والتنمية المجتمعية" الذي تنفذه "ميرسي كور" وبتمويل من السفارة البريطانية في عمان.
كما ساهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNCHR) في المشروع من خلال تكفلها بتمويل كلفة إنشاء ملاعب "المفرق" و"الزعتري" و"عمراوة".
ويهدف مشروع "بناء المهارات" إلى المساعدة في تعزيز وتنسيق الجهود المبذولة للاستجابة لآثار الأزمة السورية على عدد من المجتمعات المحلية في الأردن.
ويعمل مشروع "بناء المهارات" على بناء قدرات أبناء المجتمعات المحلية من المتطوعين والناشطين، وكذلك بناء قدرات البلديات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني التي تقدم خدماتها لهذه المجتمعات.
وتقوم منهجية مشروع "بناء المهارات" على اختيار "قادة مجتمعيين" من أبناء الأردنيين والسوريين، ورفدهم بالتدريب المتخصص في مجالات "إدارة المفاوضات"، و"فض النزاعات"، و"المسح المجتمعي"، وإعداد "مقترحات ودراسات المشاريع".
ويتولى "القادة المجتمعيون" دور همزة الوصل من أجل تعزيز الثقة والفهم المشترك بين الأشقاء الأردنيين والسوريين، والتوسط لحل أي خلافات أو إشكاليات ناجمة، والتعاون مع الجميع من أجل حصر احتياجات وأولويات المجتمع المحلي وصياغتها على شكل مقترحات مشاريع جاهزة للتنفيذ.
وتقوم "ميرسي كور" بدراسة مقترحات المشاريع المقدمة، وتوفير الدعم المادي والفني من خلال استقطاب مبالغ المنح والتمويل اللازم، والإشراف على سير العمل والإنجاز بالتعاون مع الأهالي والقادة المجتمعيين والمقاولين المحليين وكافة الجهات الرسمية والتطوعية المعنية.
مفهوم جديد
ولا تقتصر المشاريع التي تنفذها "ميرسي كور" على ملاعب كرة القدم، حيث تتضمن المرحلة الأولى من مشروع "بناء المهارات" تنفيذ مشاريع أخرى في محافظة المفرق ولواء الرمثا، بمجموع (15) مشروعا مختلفا، وبكلفة إجمالية تبلغ حوالي مليون ومائة ألف دينار.
وتشمل هذه المشاريع توزيع حاويات قمامة ووحدات إنارة، وحدائق عامة، ومسرح مدرسي، وقاعة متعددة الأغراض، ورياض أطفال، وبناء غرف صفية، وتوسعة مركز صحي شامل "سهل حوران" ليضم غرفة طوارئ وغرفة تصوير أشعة وأمومة وطفولة وغيرها حتى يخدم جميع قرى المنطقة.
كما بدأت "ميرسي كور" باستقبال ودراسة مقترحات الأهالي والقادة المجتمعيين للمرحلة الثانية من مشرع "بناء المهارات"، والتي تتضمن تنفيذ (9) مشاريع اضافية في المفرق والرمثا، و(12) مشروعا جديدا موزعة على (6) قرى في محافظة إربد.
جميع هذه المشاريع تعكس الفهم "الأوسع" الذي تتبناه "ميرسي كور" في التعامل مع احتياجات المجتمعات المحلية وأزمة اللاجئين، حيث يتم في العادة التركيز على الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومأوى، وإهمال الحاجات المعنوية والنفسية خاصة لفئة الأطفال والشباب.
هذا الفهم، بحسب "رعد النمري" نائب مدير البرامج في "ميرسي كور" الأردن، هو ما شجع على إطلاق مشروع "بناء المهارات" ومشاريع التمكين والتنمية المحلية المنبثقة عنه، والتي تمثل إضافة نوعية لخبرات "ميرسي كور" التي كانت تركز سابقا على مجالات الطاقة والبيئة.
وتتكامل هذه المشاريع، كما يوضح المهندس "زيد حتوقاي" مدير مشروع "بناء المهارات"، مع الشعار الذي تتبناه "ميرسي كور" في عملها: "كن أنت التغيير"، والمستلهم من عبارة شهيرة للمهاتما غاندي: "يجب أن تكون أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم".
السيد "سايمون ماسترد"، نائب السفير البريطاني في عمان، اعتبر مشروع "بناء المهارات" نموذجا مثاليا للأفكار التي تنبثق من المجتمع نفسه، ويقوم بتطويرها وترجمتها أبناء المجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين بالتعاون مع المسؤولين المحليين والشركاء الدوليين.
وعبر السيد "ماسترد" عن أمل السفارة البريطانية بمزيد من التعاون مع " ميرسي كور" في المستقبل بكون المشاريع التي تنفذها تمثل معالم جذب مميزة تستقطب أبناء المجتمعات المحلية، وتجمعهم معا من أجل الاستمتاع بمزاولة الرياضة والنشاطات المتنوعة، وتعزيز أواصر الصداقة والثقة بينهم.
نجوى علي خير، المسؤولة الميدانية من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أكدت أن ايجاد مثل هذه المساحات الصديقة ستساهم في تعزيز الصحة النفسية للمجتمعات المتأئرة بالأزمة السورية واللاجئين على حد سواء.
قيمة مضافة
ولا تقتصر الفائدة المتحققة من المشاريع التي تنفذها "ميرسي كور" على الخدمات المباشرة التي تقدمها للمجتمع المحلي، بل يراعي أيضا مدى واقعيتها، واستمراريتها، والقيمة المضافة التي تقدمها سواء بوجود اللاجئين السوريين، أو بعد انتهاء أزمتهم وعودتهم إلى وطنهم الأم.
فبحسب السيدة "وداد الشريدة" مديرة مركز الأميرة بسمة للتنمية في المفرق، الملعب الجديد والحديقة التابعة له سيسهمان في اجتذاب المزيد من الأطفال وأسرهم، وبالتالي تشجيعهم على الانخراط في البرامج الدراسية والتربوية التي يقدمها المركز للطلبة المتسربين من المدارس.
الأستاذ "محمد خير جيت" مدير مدرسة "الشجرة" الثانوية للبنين يرى هو أيضا بأن الملعب الجديد سيسهم في تعزيز العملية التربوية بشكل ينعكس إيجابا على أداء الطلاب داخل الغرفة الصفية، فإقبال الطالب على التعليم يكون بمقدار ما توفر له المدرسة البيئة التعليمية المناسبة.
المشرف التربوي الأستاذ "قاسم الشبول"، أحد أعضاء فريق "القادة المجتمعيين" لبلدية سهل حوران في الرمثا، أكد أن إنشاء مثل هذه الملاعب من شأنه توجيه طاقات الشباب في الاتجاه الايجابي، ويحميهم من الانجراف وراء ممارسات ومظاهر سلبية كالعنف والمخدرات.
رئيس نادي الزعتري الرياضي السيد "عايد بني خالد" وصف الملعب الجديد "بالصرح المثالي"، والذي سيتيح لأهالي البلدة إقامة واستضافة مختلف أنواع النشاطات والفعاليات وليس مجرد ممارسة كرة القدم.
كما ستسهم هذه الملاعب، كما ترى "هبة أسعد" مسؤولة التنسيق المجتمعي في "ميرسي كور"، في التخفيف من حدة المشاكل والخلافات التي قد تنشأ بين أبناء المجتمع المحلي، وذلك عبر دمجهم مع بعضهم البعض بطريقة عفوية غير مباشرة من خلال ممارسة الرياضة والتسلية والترفيه.
فرحة وتفاعل
الأطفال والتلاميذ، الجمهور الأساسي المستهدف من إنشاء ملاعب كرة القدم، عبروا عن فرحتهم الكبيرة بالملاعب الجديدة، والتي توفر لهم بديلا عن اللعب في الشوارع أو الحارات أو الأراضي المهملة.
الطفل بلال، سوري الجنسية، وصف قطعة الأرض التي كانوا يلعبون عليها سابقا بقوله: "كانت خرابة حيشاك"، قبل أن تتحول إلى ملعب كرة القدم "الحلو" الذي يقف عليه الآن مع زملائه وأقرانه.
إحدى الطفلات الصغيرات بادرت بخلع حذائها قبل أن تدوس على سجادة العشب الصناعي التي تراها ربما لأول مرة في حياتها. وبعض الأطفال الذين لم يتم اختيارهم ضمن تشكيلة الفريقين المتباريين اكتفوا بالهرولة والتدحرج على العشب، وهناك من اختار الاضطجاع على جانبه و"التكويع" بينما يتابعون المباراة.
الطالب "قاسم"، أردني الجنسية، أكد بأن الملعب الجديد سيساعده في صقل موهبته هو وزملائه، فقد سبق له التدرب مع أحد الأندية الكبرى، وواجه صعوبة في الأداء على العشب مقارنة بملعب الإسفلت الذي اعتاد هو وأصدقائه اللعب عليه سابقا.
الأهالي أيضا شاركوا أبناءهم فرحة افتتاح الملاعب الجديدة، سواء من خلال تعاونهم مع القادة المجتمعيين و"ميرسي كور" عبر جميع مراحل التنفيذ، أو من خلال حرصهم على الحضور والتفاعل والتقاط الصور التذكارية بمناسبة الافتتاح الرسمي للملاعب.
القائد المجتمعي "محمد شواقفة"، والذي يعمل مديرا لشعبة النشاطات في جامعة آل البيت، يرى بأن هذا تفاعل الأهالي مع مشروع "بناء المهارات" يعكس المزايا العديدة التي تتمتع بها منهجية عمل "ميرسي كور"، وفي مقدمتها أن المجتمع نفسه هو من يختار هذه المشاريع.
فالقادة المجتمعيون، يقومون بتوزيع استبيانات على أبناء المجتمع المحلي للوقوف على احتياجاتهم ومقترحاتهم، ومن خلال هذه الاستبيانات وما يعقبها من لقاءات وحوارات مباشرة، يتم تحديد المشاريع ذات الأولية والنفع الأكبر للمجتمع المحلي.
رئيس بلدية سهر حوران السيد "بسام الدرابسة" عزا الأثر الملموس الذي أحدثته مشاريع "ميرسي كور" في التخفيف على أهالي المنطقة، و"تنفيس كربهم"، إلى كون جميع هذه المشاريع هي ذات نفع عام، ولا تقتصر على فئة دون غيرها من أبناء المجتمع المحلي.
"مراد القاضي"، مسؤول التنسيق المجتمعي في "ميرسي كور"، وصف تعاون وتفاعل الأهالي والقادة المجتمعيين بالفرصة المميزة للتعلم وتوسيع الخبرات، سيما وأن العمل كان يستدعي أحيانا مشاركة الجميع في العمل اليدوي إلى جانب العمال والمقاولين، والسهر لأوقات متأخرة، والالتزام بجدول زمني مضغوط من أجل ضمان إنجاز العمل في الموعد المحدد.