سورية... اعتقالات وانتهاكات وموت من الجوع
بينما يتصاعد العنف ميدانياً في سورية، لا تزال الأزمة مدار تداول بين القطبين الروسي والاميركي، اذ بحث وزيرا خارجية البلدين "تطورات الأزمة" اليوم، في وقت تتزايد فيه الانتهاكات الانسانية ويزداد الجوع في مناطق يشتد فيها الحصار.
وأعلنت السلطات السورية الثلاثاء اعتقال ابنة المحامي الحقوقي البارز المعتقل خليل معتوق، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، وفق رئيس المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية أنور البني.
وأوضح البني ان "عناصر من الأمن العسكري اعتقلوا مساء أمس جيهان أمين ورنيم معتوق بعد مداهمة منزل كل منهما في صحنايا"، على بعد 15 كيلومتراً جنوب دمشق، فيما أكّد أن أسباب الاعتقال لا تزال مجهولة.
وتوفي سبعة أشخاص على الاقل بينهم ثلاثة أطفال بسبب الجوع بين يومي الاثنين والثلثاء في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية، اللذين تحاصرهما القوات النظامية منذ اشهر، وفق ما افادت مصادر طبية.
وتسبب الحصار الخانق، الذي تفرضه القوات النظامية منذ ثمانية اشهر على المخيم بوفاة اكثر من مئة شخص بسبب الجوع او نقص العناية الطبية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ودعت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الثلثاء، سورية إلى العمل من أجل "الإفراج سريعاً" عن 56 طفلاً ما زالوا في مركز للاستجواب لدى السلطات في حمص.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة الاممية ماريكسي مركادو في مؤتمر صحافي: "هناك اليوم 56 طفلاً في مركز الاندلس، بينهم 34 صبياً تتراوح اعمارهم بين 15 و18 عاما، و10 صبيان يقل عمرهم عن 15 عاما و12 فتاة تقل اعمارهن عن 18 عاماً".
في سياق متصل، اكدت وسائل إعلام حكومية أن "القوات السورية استعادت اليوم السيطرة على قرية تقطنها الأقلية العلوية من مقاتلين إسلاميين في محافظة حماة".
من جهته، حضّ ممثل "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" المعارضة السورية قدري جميل قوى المعارضة الداخلية على تشكيل وفد موحّد للمشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف حول التسوية السلمية للأزمة السورية.
اما على صعيد الأزمة دولياً، فبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري تطورات الأزمة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية، نشر اليوم، أن لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي عدداً من القضايا الدولية الهامة، وبخاصة الأزمة السورية.
كما التقت الناشطة الباكستانية التي رشحت لجائزة "نوبل" للسلام عام 2013 ملالا يوسف زاي بلاجئين سوريين لدى وصولهم إلى نقطة الحدلات الحدودية بين الأردن وسورية الأحد الماضي.
وقابلت ملالا (16 عاماً) التي كانت بصحبة والدها اللاجئين عند النقطة الحدودية التي يعبرها المئات يومياً فراراً من القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي فصائل المعارضة داخل سورية.
وعلى صعيد آخر، أعلنت القوات المسلحة الأردنية، أمس، أن "عناصر حرس الحدود أصابوا شخصاً واعتقلوا آخر أثناء محاولتهما التسلل الى داخل الأراضي السورية".
ويعبر مئات اللاجئين السوريين يومياً الحدود السورية الأردنية، من أماكن مخصصة لعبورهم، هرباً من العنف الدائر في سورية.
واعلن حرس الحدود الأردني في كانون الاول (ديسمبر) الماضي تصاعد عمليات التهريب وتسلل الأفراد بين الأردن وسورية في الآونة الأخيرة بنسبة تصل الى 300 في المئة، مشيراً الى "إحباط محاولات تهريب 900 قطعة سلاح مختلفة".
(الحياة)