jo24_banner
jo24_banner

"المركز العربي" يعقد مؤتمره للتاريخ الشفوي

المركز العربي  يعقد مؤتمره للتاريخ الشفوي
جو 24 : خالد وليد محمود - افتتح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فندق الريفيريا في بيروت، المؤتمر السنوي الأول للتاريخ: "دور التاريخ الشفوي، المفهوم والمنهج ومحقول البحث في المجال العربي"يوم (21 فبراير شباط 2014) والذي يستمر لغاية الاثنين 23 من الجاري.


وقد شهد اليوم الأول من المؤتمر الذي يعدّ الأول من نوعه على مستوى المنطقة عدد من الجلسات الأكاديمية
ناقشت "إشكاليات التاريخ الشفوي" والتجارب في هذا المضمار. وتساءل الدكتور وجيه كوثراني المدير العلمي للمركز العربي فرع بيروت في كلمته الافتتاحية عن أهمية عقد المركز العربي لمؤتمر عن التاريخ الشفوي ، وقال أن المركز ينطلق في هذا المشروع من ثابته من ثوابت أهدافه تعزيز البحث في مجالات العلوم الاجتماعية والانسانية. في النظرية كما في التطبيق، في المفاهيم كما في الاعمال التجريبية والحقلية.

ولما كان التاريخ – كعلم وحقل بحث- هو أسُّ وجسر تقوم عليه وتعبر عليه معالجات علوم الانسان والمجتمع، فإن حقله العام اتسع وضم حقولًا فرعية. هذه الفروع استعارت عناوينها من شتى علوم الانسان والمجتمع.
وأوضح أنّ المركز العربي للأبحاث اعتمد صيغة الدعوة إلى هذا المؤتمر، ولانعقاده في بيروت من أجل المساهمة في سد ثغرة على صعيد الممارسة التأريخية العربية، وهي أن يكون للشهادة الشفوية، بما هي تعبير مباشر عن ذاكرات لم يقدر لها أن تنتقل إلى مرحلة الكتابة، فرصة تحوّلها إلى تاريخ، وفي أضعف الإيمان إلى أرشيف وإصدارات معتبرًا أن هذا المؤتمر هو تذكير لمؤرخيه وباحثيه وجامعاته وأقسام التاريخ فيها بتطوير وتعزيز هذا الجانب.

كذلك اعتبار أن الانفجار العربي الكبير الذي اشتعل، بعد الثورة التونسية، وسواء سمينا هذا الانفجار ربيعاً عربياً أو عصر ثورات أو انتفاضات أو فوضى، فإنه يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة، وجدتها لا تقوم على ما سيتمخض عنه لاحقاً، بل أيضاً لما يكشفه وسيكشفه من ذاكرات مطموسة ومقموعة ومكبوتة.


وفي الجلسة الأولى تحدث شون فيلد بورقة بعنوان "التعاطف والشعور والفرق: التاريخ الشفوي غداة العنف في جنوب أفريقيا وما بعد التمييز العنصري" دعا الى تصوّر للتعاطف يتأسس على أشكال التمايز ضمن حواريات التاريخ الشفوي، لا بحثًا عن مصالحة مدبّرة أو مساواة مزيّفة. وأن يقوم المؤرخون الشفويون بتيسير جهد الرواة في ترجمة مشاعرهم وتجاربهم عن عنف واضطهاد في الماضي إلى ذكريات يمكن الحديث عنها من خلال الاتصال والانقطاع المتأرجح بين الطرفين.
وركزت الباحثة مي صقيلي بمداخلتها التي جاءت تحت عنوان " توسيع حدود التاريخ : من التاريخ السردي إلى التاريخ التسجيلي" على حقلين يوفر التاريخ الشفوي فيهما قنوات بديلة قصّرت عنها السجلات التقليدية: التاريخ المفجع لطرف الفلسطينيين من قراهم عام 1948 والرحلة المضنية التي سارتها النساء بحثًا عن مشاركتهن في الحياة الاجتماعية – السياسية.
وفحص اسماعيل الأعشر في ورقته " مسألة "الحقيقة" و "الزيف" في السرديّات القسرية" ، مقابلات (اجتماعية، طلب لجوء، طلب علاج..) بحيث أجبر فيها جميع المعنيين على الكلام مداورة: بين السائل والمجيب.


وتناولت الجلسة الثانية التي رأسها عبد الرحيم بنحادة، الذي قدم لمحة عن إشكاليات التاريخ الشفوي، ثم عرض الباحث عبد الله ابراهيم أستاذ شرف التاريخ الأفريقي والإسلامي، جامعة ميسوري، الولايات المتحدة ورقة عنوانها " المخبرون: مؤرخون مثلي مثلك"، جدد من خلالها النظر في العلاقة بين الإخباري والمخبر على ضوء ما استجد من معرفة بالخبر التاريخي بفضل علوم اللسانيات والتواصليات والأثنوجرافيا الجديدة.


واختتمت الجلسة الثالثة بمداخلة للباحث المغربي عبد الرحيم الحسناوي تحت عنوان :" المصادر الشفوية أو الذاكراتية، ورهانات كتابة تاريخ المغرب الحاضر أو الراهن"، حاول فيها تأصيل تجربة التاريخ الشفوي في المغرب، مع كل ما تطرحه من إشكاليات ولاسيما مسألة الذاكرة أو المصدر الشفوي كمصدر مستثار من طرف المؤرخ. كما حاول الحسناوي إبراز دور الشهادات الشفوية في كتابة تاريخ المغرب الحاضر أو الراهن، وأهميتها في تكوين أرشيف شفوي من شأنه أن يؤرخ للحدث المنسي وللذاكرة الجماعية، وأن يساهم في بناء المسارات الفردية والجماعية. وقبل مناقشته كل هذه الأفكار وقف الباحث على السياق العام المؤطر لتجربة الانتقال إلى الراهن بالمغرب.


وإلى جانب الأهمية العلمية لما يقدمه المؤتمر فإن مجرد انعقاده يسلط الضوء على أهمية التاريخ الشفوي كميدان لا يحظى بالكثير من العناية في الأوساط العلمية الجامعية والثقافية العربية عمومًا. وقد تكون فلسطين حالة خاصة أو استثناء في هذا المجال، فأشكال التاريخ الشفوي في فلسطين تبرز كتجليات "هوية ممانعة" تأبى أن تذوب أو تقتلع في مواجهة مشروع "تهويدها". ويكتسب التاريخ الشفوي أهمية راهنة مع الثورات العربية. فعلى الرغم من التغطية الاعلامية الحديثة، ودور تكنولوجيا الاتصال والتواصل التي ظهرت الكثير من الصور والأخبار والحوارات، تبقى قطاعات من المشاركين في الثورات، بل ربما من صانعي الحدث والفاعلين فيه، على هامش الاعلام والاتصال الحديثة أي من "المجهولين" الذين يظهر صوتهم، إلى ما كتب وإلى ما بثه الإعلام وأدوات الاتصال الأخرى.


ويمتد المؤتمر لثلاثة أيام ويقدم فيه باحثون ما يزيد على خمسين ورقة بحثية محكمة علميا، وستنشر بعد المؤتمر في كتاب يصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير