jo24_banner
jo24_banner

عروس الصحراء .. المحافظة المنسية خلف خيام الزعتري

عروس الصحراء .. المحافظة المنسية خلف خيام الزعتري
جو 24 :

منار حافظ - اتخذت المفرق سمة جديدة بعد نزوح السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم وباتت مقرونة بمخيم الزعتري للاجئين.

وفي خضم الأحداث المتسارعة وتسليط الضوء على قضايا اللاجئين نسي الإعلام المحلي إبراز المفرق من حيث أهميتها السياحية.

ينشر لكم موقع Jo24 عن السياحة في المفرق بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار:


تقـع محافظة المفرق في الشمـال الشرقي من المملكة ويحدها العـراق شرقا وسوريـا شمــالا والسعودية جنوبا ومن الشرق وتبلغ مساحتها (26552)كم2 وتشكل ما نسبته 29.6% من مجموع مساحة الممــلكة فهي ثاني محافظات المملكة بعد معان من حيث المساحة، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي(287)ألف نسمة بكثافة حــوالي(9.5)شخص/كم وتشكل منطقة البادية الشمالية الغالبية العظمى منها، وقد اكتسبت المفرق أهميتها الإستراتيجية لوقوعها على مفترق الطـرق الدولية ،حيث تربط الممــلكة مع الجمهورية العراقية من خلال مركــز حدود الكرامـة والذي يبعد عن مركز المحافـظة 285 كم بالإضافة إلى وجود مركز حدود جابر والذي يربط المملكة مع الجمهورية السورية والذي يبعد عن مركز المحافظة حوالي20 ك .

تتكون محافظة المفرق من 4 ألوية هي(لواء قصبة المفرق يتبعه أقضية بلعما/المنشية/رحاب ولواء البادية الشمالية يتبعه أقضية صبحا/أم القطين/دير الكهف/أم الجمال ولواء البادية الشمالية الغربية يتبعه الخالدية/سما/المراشدة السرحان/حوشا ولواء الرويشد.

ومن موقعها الجغرافي المتوسط تشكل واجهة حضارات ومحطة للقوافل ونقطة ارتباط مع سائر أرجاء المنطقة منذ العصور القديمة وكان يطلق عليها "الفدين" وهي تصغير "الفدن" أي القصر المُشيد وقد بنيت على "شاطئ الخابور" بين "ماكسين وقرقيسيا" حيث ما زالت آثار القصر باقية لحاضرنا الذي نعيشه وسميت لاحقا "بالمفرق" لوقوعها على مفترق الطرق الدولية.

ويرى الزائر لمدينة المفرق متحفاً يضم في جبناته تراكمات الحضارة الإنسانية ومكانة الفن ورحلة للتفاؤل الإنساني الدؤوب عبر الزمن وتعتبر المفرق"عروس الصحراء" مدينة أردنية غنية بالموارد الطبيعية والأثرية وسط صحراء مترامية الأطراف ولها من اسمها نصيب فهي بوابة الأردن على الجيران العراق شرقا سورية شمالا والسعودية جنوبا .

وتحتضن محافظة المفرق العديد من الكهوف البركانية التي تعتبر ثروة بيئية وسياحية حيث وجد العلماء والباحثون في تلك الكهوف هياكل وجماجم بشرية من قبل الإنسان القديم كما عثر على قطع صوانية وفخارية من العصر الحجري الحديث(400-800) قبل الميلاد الأمر الذي يعكس قدم التواطن البشري في المنطقة ،وعلى المستوى السكاني تعيش المحافظة واقعا متوسطا بين محافظات المملكة الاثنتي عشرة بمساحة سكن معدلها (117)م2 وتنتشر فيها العديد من المواقع السياحية حيث تم الكشف عن حوالي(25) ألف نقش تمثل تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة وكانت هذه النقوش لغة الاتصال بين شعوب المنطقة منذ إلفي سنة.

وتزخر محافظة المفرق بمواقع أثرية عديدة من أبرزها :

أم الجمال الغنية بالصخور الملونة ، وقلعة الصفاوي التي تعرف بقلعة "الاجفايف" ، وكنائس أم القطيني التي تحتضن 4 كنائس تاريخية كما تحتضن أقدم كنيسة في العالم،في ارحاب .


واسم المفرق دليلها فهي تقع على مفترق الطرق الدولية بين سورية والعراق والسعودية على بعد(300-500 كم) فقط من 4 موانئ مهمة هي(العقبة/بيروت /طرطوس/اللاذقية) ما يؤهلها لتكون مركزا لخدمات النقل الإقليميه البرية، وترتبط المفرق مع محافظات المملكة والدول العربية المجاورة بشبكه من الطرق الرئسية التي تعتبر عنصرا مهما لحركه الأفراد والخدمات والمنتجات والترانزيت في كل الاتجاهات. وقد سكنها عشرات العوائل الاردنية على مر التاريخ لتكون المحافظة حاضنة للعشائر الاردنية.

ومع اكتشاف النفط في العراق ازدهرت المفرق على حافة أنبوب شركه النفط العراقية-الأردنية الممتد من حقول حديثة غرب بغداد إلى ميناء حيفا الفلسطيني ،وهي كذلك كبرى محافظات المملكة بكونها تحتضن واحتين وسط الصحراء وفيها معسكرات ومحطتان على طريق القوافل والتجارة منذ فجر التاريخ ،ومع نشوء العراق اختيرت المفرق محطة رئيسية على الطريق بين بغداد وحيفا "الساحل الفلسطيني "حيث تم تمهيد الطريق والعمل بتعبيدها على مراحل منذ صيف العام (1939) ويستوطن المفرق(253ألف نسمة بنسبة 4,5% من عدد سكان المملكة المقدر وفي زمن الازدهار والتطور استقرت في المدينة عشرات العائلات من أرجاء المملكة بحثا عن الرزق.

والمفرق غنية بالمياه الجوفية وبساتين الخضراوات البعلية والمروية والثروة الحيوانية على رغم غلبة الطبيعة الصحراوية على أراضيها. وتعتبر كذلك المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي الذي تم استغلاله لغايات توليد الطاقة الكهربائية حيث اكتشف هذا الغاز مؤخرا بمنطقة الاثني القريب من حدود الكرامة ، وتتميز باتساع رقعتها وبمناخ صحراوي وجاف ومعدل هطول الأمطار السنوي لا يزيد عن (ملم200) وفيها تعتبر أحواض مائية رئيسية هي(حوض الضليل/العاقب/سما السرحان) .
وتعتبر المفرق واحدة من أهم مراكز الإنتاج الزراعي في الأردن حيث يوجد فيها ما نسبته حوالي 20% من الأراضي القابلة للزراعة وتغطي الزراعة المروية فيها الجزء الأكبر من احتياجات المملكة من الخضار الصيفية والفاكهة بالإضافة إلى المنتجات الحيوانية من اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات الألبان حيث يوجد فيها أعلى نسبة للإنتاج ومزارع الدواجن وتحتل المرتبة الثانية في عدد الآبار كما أنها سلة الغذاء الثانية للأردن ومنها تصدر أنواع الفواكه ومختلف المنتجات الزراعية إلى مختلف دول العالم إضافة إلى الثروة الحيوانية المتواجدة فيها وتاريخ المفرق القريب مرتبط بخط الحديد الحجازي وخط سير الثورة العربية الكبرى وتم في السنوات الأخيرة إنشاء مخيم الزعتري الذي استقبل آلافا من المهاجرين السوريين.





تابعو الأردن 24 على google news