مع اقتراب امتحانات التوجيهي: تحذيرات من تناول العقاقير المهدئة والمنبهة
تناول العقاقير سواء المنبهة او المهدئة يعرّض صحة الطالب النفسية والعقلية والجسدية للخطر , ومن اهم مظاهره فقدان الطالب التركيز وضياع جهد المذاكرة الذي بذله طوال العام الدراسي" وفقا لقول متخصصين بالطب النفسي والصيدلة .
ويحذر هؤلاء المتخصصون طلبة الثانوية العامة وهم على ابواب الامتحانات من تناول مثل هذه العقاقير (مضادات القلق) و (المثيرات ) ، موضحين ان علاج قلق الامتحان او الرغبة بزيادة النشاط لا يجب ان يكون على حساب صحتهم .
وينصحون باللجوء الى اسلوب الاسترخاء بالتنفس للتقليل من القلق والتوتر دون التأثير على التركيز او على الجهاز العصبي اضافة الى اخذ قسط من الراحة وتقسيم الدراسة على مراحل بحيث يكون بين كل ساعتين دراسيتين نصف ساعة استراحة .
تقول والدة احد الطلاب لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انها تلاحظ على ابنها حالة من العصبية اللافتة ما يدفعها لمنعه احيانا من الخروج من المنزل خوفا عليه مبينة انه اعتاد تناول المنبهات اعتقادا منه انها تزيد من تركيزه .
استاذ مشارك - علم النفس العصبي الاكلينيكي في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الشقيرات يبين ان تناول العقاقير سواء المنبهات او المهدئات دون استشارة الطبيب يؤثر سلبا على عمل الجهاز العصبي وعلى عملية التركيز والتحصيل .
ويقول ان رغبة الطالب بتحقيق هدفه في إثبات ذاته أمام أسرته يجعله حريصا على الاستيعاب والمذاكرة ، الامر الذي يدخل الطلبة في صراعات نفسية حيث تظهر عليهم علامات التوتر والقلق وقلة النوم وعدم تحمل الإزعاج وضعف الشهية مع صعوبة في التركيز اضافة الى أعراض جسدية متعددة، وهذا ما يسمى بقلق الامتحانات .
ويشير الى ان عدم ترتيب الوقت، والاهمال طوال السنة، وضعف دور الأسرة في متابعة الطالب دراسياً وسلوكياً تدفعه الى تناول عقاقير طبية او خلطات اعشاب او منبهات بكثرة مثل القهوة ما يضر بصحته .
وينصح الشقيرات الطلبة بعدم اخذ تلك المهدئات والمسكنات وترتيب معلومات الطالب قبل موعد الامتحان اضافة الى عدم استماعه لمناقشة زملائه قبل دخول الامتحان .
ويحذر اختصاصي الطب النفسي الدكتور جمال الخطيب من السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الطلبة في محاولة وهمية لتجاوز قلقهم غير مبالين بالنتائج المترتبة على استعمال مواد يصنفها بالخطرة على صحتهم النفسية والعقلية والجسدية .
ويقول ان تلك المواد تؤثر بشكل سلبي على التركيز ما يؤدي الى سوء الاداء وتراجع تحصيل الطالب وليس تحسنه.
وينصح الخطيب الطلبة خلال هذه الفترة باتباع اسلوب الاسترخاء بالتنفس الذي يخفف من القلق والتوتر ومن سرعة نبض القلب في حالة الخوف دون التأثير على التركيز او الجهاز العصبي اضافة الى اخذ قسط من الراحة وتقسيم الدراسة الى مراحل بحيث يكون بين كل ساعتين دراسيتين نصف ساعة استراحة .
الى جانب العقاقير والادوية المسكنة او المنبهة تنتشر في الاسواق خلطات عشبية لتنشيط الذاكرة ، ووفقا لاستاذ علم العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الدكتور احمد الكوفحي فان تناول هذه الخلطات التي يقال عنها انها تنشط الذاكرة وتساعد على السرعة في الحفظ لا تعتبر آمنة ,وقد تسبب الاذى للجهاز العصبي والهضمي .
وينصح الكوفحي عضو الهيئة الاستشارية في منظمة الصحة العالمية بتناول الخلطات العشبية اذا كانت على شكل مستحضر صيدلاني وبعد استشارة الطبيب , لانها تخضع لرقابة صحية عالمية وضمن مواصفات طبية .
ويوضح ان هناك نباتات تساعد على تنشيط الذاكرة ومتعارف عليها شعبيا كنبات الميرمية وذلك ضمن كميات محددة بمعدل اربعة غرامات اي ما يعادل كوبين يوميا , لافتا الى ان هناك بعض النباتات الطبية الشائعة تقوي الذاكرة , لكنها تحوي مواد سامة تؤثر على القلب والكلى والكبد وترفع ضغط الدم .
ويبين ان الدراسات السمية طويلة الامد للنباتات الطبية اثبتت ان العديد منها يحوي مواد ضارة وسامة بالجسم تظهر اعراضها الجانبية بعد استخدامها لفترة طويلة .
نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة يحذر ايضا من استخدام العقاقير المهدئة خشية الوصول الى مرحلة الادمان واحداث اثر سلبي على الجهاز العصبي المركزي .
ويؤكد ان الادوية المهدئة لا تصرف عادة الا بوصفة طبية مشددا على ضرورة الالتزام بذلك .
ويشير الدكتور عبابنة الى ان حالة القلق التي تعتري الطلبة طبيعية , وعادة ما تزول في الدقائق العشر الاولى من بدء الامتحان وعند المباشرة بالاجابة عن الاسئلة ."بترا"