"فيسبوك" ..شعور بالقلق والحرج الاجتماعي
رغم أن واحدة من أهم فوائد موقع فايسبوك هي إتاحة الفرصة للأشخاص بأن يتواصلوا مع بعضهم البعض من كافة أنحاء العالم، إلا أنه وبدلاً من أن يجعلنا أكثر انفتاحاً، يشعرنا بالقلق والحرج الاجتماعي، خاصة عند الترتيب لمقابلة وجهاً لوجه. وتوصل باحثون من جامعة أريزونا لتلك النتيجة من خلال الدراسة التي أجروها لمعرفة ردة فعل الأشخاص حين يلتقون وجهاً لوجه بعد سابق تواصلهم من خلال الإنترنت.
ولاحظ الباحثون حدوث زيادة في درجة انتباه الأشخاص المشاركين في الدراسة أثناء المقابلات التي تمت وجهاً لوجه فيما بينهم، وهو ما عزوه إلى تزايد القلق لديهم. وأوضح الباحثون بهذا الخصوص:"أثار الاتجاه الحالي لدى الأشخاص باستخدام الفايسبوك لإغراء المستخدمين أو للاطلاع على الصفحات الخاصة بباقي الأشخاص السؤال المتعلق بما يمكن أن تفعله هكذا نشاطات لتغيير طبيعة ما يحدث في المقابلات التي تتم وجهاً لوجه فيما بعد، خاصة بين الأشخاص الذين يشعرون بقلق اجتماعي".
وقد تم اختبار تلك النظرية البحثية من خلال دراسة أجراها باحثون بقيادة الباحثة شانون روش في جامعة بندكتين بولاية شيكاغو الأميركية على 26 طالبة، بعدما تم تزويدهن بأقطاب كهربائية تعنى بقياس درجة استجابة الجلد الجلفانية. ولفتت تقارير إلى أنه تمت الاستعانة بتلك الأقطاب بغية قياس التغييرات التي تحدث في الإثارة الفيزيولوجية.
وتبين وفقاً للنتائج التي خلص إليها الباحثون، بعد تقسيم المشاركات إلى أربع مجموعات، أن الفتيات اللواتي نظرن لصور منشورة على الفايسبوك قبل المقابلة وجهاً لوجه قد تعرضن لزيادة في درجة الإثارة والانتباه، وذلك طبقاً لما أظهرته استجابات الجلد. وأرجع الباحثون ذلك لحقيقة أن النظر للصور المنشورة على الفايسبوك أعطت المشاركات وقتاً لمقارنةً أنفسهن بغيرهن، وأن ذلك قد يؤدي مثلاً إلى الشعور بعقدة النقص. وجاءت تلك النتائج لتعزز ما توصلت إليه دراسات سابقة تتحدث عن أن الأشخاص الذين يشعرون بقلق اجتماعي يفضلون الإنترنت أكثر من المقابلات التي تتم وجهاً لوجه. كما تبين أن الاستثارة الفيزيولوجية يمكن أن ترتبط بمشاعر ايجابية وأخرى سلبية.