jo24_banner
jo24_banner

كيف نتفادى خطر السرطان؟

كيف نتفادى خطر السرطان؟
جو 24 : كتب: مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم - د. سميح خوري - ان تشخيص المرض في الوقت المناسب سيبقى الهاجس الاول والمهمة الاكثر جدية في عمل الجهاز الطبي والمؤسسات الصحية الخاصة والعامة.

واذا كان التشخيص المبكر والسريع لأي مرض هو مسألة هامة، فانه اهم بكثير بالنسبة للأورام الخبيثة، ذلك ان علاج اكثرية الامراض في مراحل مبكرة يقود دون شك الى الشفاء الكامل، اما الشفاء من الاورام الخبيثة في الحالات المزمنة فيعتبر حدثا نادراً جداً.

ولعل القول السائد بأن – منع المرض اسهل من علاجه – هو اكثر ما يكون انطباقا على الاورام الخبيثة، الا ان اغلبية المرضى، مع الاسف، تتقدم الى المعاينة بعد ان يكون الورم قد انتشر في الجسم واستشرى، مع العلم ان الورم الخبيث لا يعطي اية اشارات او عوارض ظاهرية اثناء نشوئه ومراحل تطوره الاولى، وكلما كان الورم صغيرا كانت عوارضه الخارجية والداخلية اكثر صعوبة في الكشف والتشخيص.

معظمنا يعرف ان الالم هو الحارس المنبه للمرض، ولكن الظاهر ان الحراس بازاء السرطان هم متعبون وعجائز او هم، اذا صح التعبير، لا ينتبهون الا بعد دخول السارق وفوات الاوان.

ان الكشف عن المرضى الذين يشكون من امراض مزمنة في المرحلة المهيئة لأن تتحول الى اورام خبيثة، ينبغي ان يجري في معالجتها على احد الاسس الوقائية في فهم تنظيم ومكافحة السرطان، وهي مجال درس واستقصاء من قبل العديد من الاطباء والمؤسسات الصحية العامة والخاصة، وما يخص المرأة منها، اهمها:

1- سرطان الرحم، الذي يأتي في المرتبة الاولى بين الاورام التي تتعرض لها المرأة، فأي ظهور غير طبيعي في نظام عمل الرحم وافرازاته، واي خلل في العادة الشهرية، قبل مرحلة الانقطاع هي كلها علامات من الافضل مشاورة الطبيب الاختصاصي حولها، هذا لا يعني بالطبع انها عوارض لورم خبيث، لكن ينبغي ان يقف الطبيب على نوعية سير العملية المرضية التي تسبب هذه العوارض، لذلك صنفت بعض هذه الامراض «الرحمية» في اطار المراقبة الوقائية كما يلي:

أ‌- اصابة عنق الرحم بالتهاب مزمن Erosion.
ب‌- تناول المستحضرات الهرمونية دون رقابة الطبيب.

2- امراض الثدي التي تصيب المرأة بالاحتقانات في المجاري الصغيرة للثدي، خاصة الغددية منها، والتحجر الدائم، وغيرها من العوارض الخارجية المنظورة.

نفهم مما جاء، وكما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج، فكل عام تنقذ الآف النساء في العالم من مرض السرطان، لأنه اكتشف فيهن في مراحله الاولى حيث يكون علاجه حينئذ ممكناً، فالكثير من انواع السرطان في النساء يمكن اكتشافه قبل ان يعطي أي علامات او اعراض.

المرأة عليها ان تعرف كيف تحمي نفسها من خطر وعواقب السرطان، فزيارة الطبيب بانتظام تؤدي في كثير من الاحيان الى اكتشاف أي شيء غير طبيعي قبل ان يصبح خطراً عليها، ولتعلم النساء أن السرطان معظمه سهل على الطبيب اكتشافه مبكراً سواء كان في الثدي او الرحم او المستقيم او الامعاء، هنا يمكن اغتنام الفرصة لعلاجه قبل ان يفتك بالجوار وينتشر الى اماكن اخرى عن طريق الدم واللمف.

فالوقت سيدتي مهم، لأن معظم السرطانات تبدأ من نقطة صغيرة واحدة.. وهنا يكون الشفاء ممكنا جداً، فطبيبك يمكنه اكتشافه مبكراً قبل ان يعطيك أي انذار.. وهذا اذا اتيحت له فرصة فحصك دوريا وبانتظام.. ولماذا الفحص الدوري بانتظام؟ لأن السرطان قد ينمو وينتشر قبل ان يعطيك اية اعراض، ومعظم السرطانات ونموها يكون بطيئاً يأخذ عدة سنوات من دون ان ينذر المصاب بها.. وهذا الفحص السنوي مهم جداً.

يصيب السرطان كل الاعمار، ولكن كلما زاد عمر السيدة ازدادت نسبة اصابتها، ولكن لا داعي للقلق، ما عليك الا باتباع الخطوات التالية التي تسهل اكتشافه مبكراً ليكون علاجه بأسرع ما يمكن.

كل عام.. وفي نفس التاريخ تقريباً اطلبي من طبيبك ان يجري لك فحصا عاما واعطيه فرصة ان يفحصك من اعلى رأسك الى اطراف اصابع قدميك، واجر أي فحوص قد يراها ضرورية، فسرطان الرحم مثلا، من اكثر السرطانات تجاوبا مع العلاج في بدايته، ورغما عن هذا فان الكثيرات من النساء يمتن كل عام من هذا السرطان لسبب بسيط هو عدم تقيدهن بالفحوصات السنوية الدورية، حقيقة الامر، ان سرطان الرحم مثل غيره من السرطانات يغزو الانسجة الطبيعية المجاورة ويدمر العضو الذي بدأ منه وينتقل الى عضو آخر مثل المثانة، المهبل او المستقيم او الى اعضاء بعيدة.

ولحسن الحظ، هناك اختبار بسيط وغير مكلف يكشف عن سرطان عنق الرحم في اول مراحله وقبل ان يسبب اعراضا ظاهرة، ويسمى هذا الاختبار باختبار اللطخة Pap.smear، الذي يجري في عيادة الطبيب، حيث يأخذالطبيب مسحة من على سطح عنق الرحم وتجويفه واخرى من جدار المهبل الخلفي، وتوضع بعد ذلك على شرائح زجاجية وترسل الى المختبر للكشف عن نوعية الخلايا ان كانت طبيعية او معيبة او سرطانية وما هي خطورتها؟ وهل هذه الخلايا المكتشفة ممهدة او سابقة لظهور السرطان؟

الفحص السنوي يشمل خلاف مسحة عنق الرحم، فحص الثديين، والمستقيم والاجزاء السلفى من القناة الهضمية بواسطة المنظار اذا كان داع لذلك، ويشمل ايضاً فحص الحوض واعضائه.

وبالنسبة لأمراض الثدي، لتعلم المرأة، انه ليست كل اورام الثدي سرطانية، فهناك تبدلات حميدة لا تمت للسرطان بصلة، مثل تبدلات كيسية ليفية وورم غدي ليفي يحدث بشكل انفرادي، ويبدأ احتمال اصابة المرأة بسرطان الثدي بعد سن الثلاثين، ويستمر هذا الاحتمال في الزيادة حتى تصل المرأة الى سن السبعين.

لم يثبت بعد وجود سبب معين لسرطان الثدي بشكل نهائي، وهناك اسباب محتملة وهي: هرمونية وفروسية ووراثية، ولوحظ ان احتمال الاصابة بالسرطان تزداد في عائلات معينة، لذا فللتاريخ العائلي اهميته ايضاً، ومن هنا يصبح من الضروري الاستمرار في اجراء الفحص الدقيق سنويا لنساء الاسرة التي اصيبت احدى سيداتها بسرطان الثدي، ولكن الواقع يشير الى ان الاستعداد الوراثي لا يخرج عن كونه عاملا بسيط التأثير، كذلك فان احتمال الاصابة بسرطان الثدي يزداد بين النساء البيض عن احتمال اصابة النساء السود.

اذا لاحظت المرأة الاعراض التالية، عليها استشارة الطبيب فورا:

- أي نزف او افرازات غير عادية من الجهاز التناسلي قبل او بعد انقطاع الدورة الشهرية (سن الاياس او بعده).
- اية مشحات دم او نزف بعد الجماع.
- أي تورم في الثدي.
- لا تأخذي اية ادوية او وصفات هرمونية من أي شخص غير مؤهل طبيا، لأن طبيبك وحده هو الذي يفيدك ولا يضرك.
- ينصح بفحص ثدييك بنفسك بطريقة الجس واللمس بين فترة واخرى. وهذا لايستغرق سوى بعض دقائق، واذا جسيتي درنة ما في الثدي لا تهملي الامر.




(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news