jo24_banner
jo24_banner

تغيير قواعد اللعبة

حمادة فراعنة
جو 24 : بحضور ألفين وخمسمائة عضو، وإنتخاب 150 منهم للمجلس المركزي، والشخصية السياسية المرموقة عبد الهادي المجالي رئيساً، ومروان دودين نائباً للرئيس، يكون حزب التيار الوطني الأردني، قد وضع مدماك الثقة والاستمرارية لنفسه على قاعدة التعددية الحزبية، وفي إطار المنافسة كحزب ذي لون وسطي معتدل في مواجهة القوى السياسية الأخرى الفاعلة، وبمشاركتهم جميعاً في تشكيل المشهد الحزبي الأردني وانعكاساته السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
يتميز حزب التيار الوطني بحضوره بين مختلف المكونات والشرائح الاجتماعية والتنوعات الطبقية ومساماتها، وهي ميزة إذا استطاع الحفاظ عليها سيشكل عن حق حزب الأردنيين الوسطيين الدالين على رغبتهم الجامحة في أن يكون حزبهم الأقدر على تمثيلهم والحفاظ على مصالحهم الحيوية بدءاً من التمسك بالنظام الدستوري والإقرار بالتعددية والانحياز لقيم تداول السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، واحترام مكونات المجتمع الأردني القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين أهل المدن والريف والبادية والمخيمات.
وفي ظل التفاوت في الرؤية وتبايناتها الحالية، نحو قانون الانتخاب، يتقدم الحزب على ما عداه من قوى سياسية عبر دعوته لنظام انتخابي يقوم على توسيع دوائر المحافظات، والتمسك بالدائرة الوطنية المغلقة التي تعتمد التمثيل النسبي، مع عدم إغفاله للتدرج والمرحلية، بهدف التخلص من الجهوية والدوائر الصغيرة الممزقة والصوت الواحد والوهمية، ورؤية الحزب بهذا المجال، ليست إجرائية، بل هي تعكس الرؤية الإصلاحية، وتلمسها لمعايير المستقبل، نحو أردن تعددي ديمقراطي.
حزب التيار الوطني، تتقاطع مطالبه الحزبية والسياسية مع حركة الإخوان المسلمين ومع القوى اليسارية والقومية، في التمثيل النسبي والدائرة الوطنية، والتطلع إلى حكومات برلمانية حزبية، ليس فقط لأن رئيسه سبق وأن سجل إدارته وقدرته على جمع أكبر كتلة برلمانية حينما كان نائباً ورئيساً لمجلس النواب عدة دورات، بل لأن رئيسه بخبرته ومخزونه، يتوسل محاكاة تجربة المملكة المغربية في الإصلاح، وحماية أمننا الوطني بإجراءات جادة مبادرة تحفظ التوازن والتعددية وتداول السلطة في ظل النظام الدستوري.
ينشط حزب التيار الوطني، مع سائر الأحزاب الوسطية المماثلة في ظل عاملين منافسين هما:
أولاً: حضور قوي لحركة الإخوان المسلمين، بسبب جنيها ثمار تفردها في حرية العمل والتنظيم طوال مرحلتي الأحكام العرفية والحرب الباردة، وتتمتع الأن بدعم قوي من قبل أكبر حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي، ومتفاهمة مع الغرب الأميركي والأوروبي.
ثانياً: رسوخ الأحزاب اليسارية والقومية، في ظل تقاليد كفاحية تتمسك بها، جعلت الأردنيين ينظرون لها باحترام فائق، رغم إمكاناتها المتواضعة بسبب هزيمة اليسار في الحرب الباردة وبسبب فشل التيار القومي في تأدية وظائفه وتقديم نموذج يُحتذى، في مصر وسوريا والعراق.
في ظل هذا الوضع، يحتاج الحزب لنشاط ملحوظ وعمل دؤوب كي يرسخ تقاليد حزبية ديمقراطية داخلية لنفسه، وعمل جماهيري ونقابي يجعل منه عنواناً للتحالف أو الندية مع القوى الأخرى.
h.faraneh@yahoo.com
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news