التفاصيل الكاملة لحادثة استشهاد القاضي "زعيتر" كما يرويها شاهد عيان
جو 24 : كان يهم بالصعود لحافلة العودة إلى فلسطين قادما من الشقيقة عمان، ولم كان يحمل في قلبه سوى شوقه لوطنه وعائلته.. فعند احدى نقاط التفتيش الاسرائيلية داخل معبر الكرامة حيث كان الركاب يستعدون للصعود للحافلة اعتدى جنود الاحتلال على القاضي رائد زعيتر بدفعه للصعود للحافلة، واطلقوا النار عليه من مسافة صفر ليرتقي شهيدا بعد أن مسّ الجنود كرامته على معبر الكرامة.
كثيرة هي الروايات الاسرائيلية التي تتبع جرائم استهداف الفلسطينيين.. الا أن الحقيقة لا بد أن تظهر يوماً ما، وهنا برزت على لسان مواطن كان بجانب الشهيد في رحلة العودة.
محمد زيد شاهد عيان على واقعة جريمة اقترفها جنود الاحتلال الإسرائيلي، شاءت الصدفة أن يكون على بعد أمتار قليلة من القاضي الزعيتر قبل أن يختطف الاحتلال حياته برصاصات اخترقت جسده ليرتقي شهيدا.
وروى زيد لـ معا أنه وعند الساعة الثامنة صباحاً وصلت حافلة المسافرين التي تقلهم عند نقطة الفحص والتفتيش الاسرائيلية الواقعة بين جسر الاردن والجسر الإسرائيلي، ليترجل المسافرون من الحافلة تمهيداً لتفتيشهم..، دقائق قليلة مضت وانتهى التفتيش، ليصعد جميع الركاب إلى الحافلة، عدا القاضي الزعيتر وأنا وفتاة أخرى من المسافرين الذين كانوا يهمون بالصعود إلى الحافلة ولثوان قليلة كان تأخيرهم عن باقي الركاب.
ويتابع زيد سرد واقع الجريمة كما هي: " ثلاثتنا كنا نهُمُ بالصعود للحافلة، إلا أن جندياً اسرائيلياً دفع القاضي بيده ما تسبب بمناوشات بينه والجندي، رد عليها جندي آخر بدفع القاضي من جديد ما تسبب بسقوطه على الأرض، لكن كرامة القاضي ضخت الدماء بجسده لينهض من سقوطه ويدفع الجندي الاسرائيلي غاضباً على هذا التصرف، فما كان من الجندي الا أن رفع سلاحه ووجه نحو القاضي ليطلق رصاصة نحوه اخطأت هدفها وارتطمت بالارض....
الساعة الثامنة و15 دقيقة، حدث ما لم يكن بالحسبان فبعد أن أخطأت الرصاصة الاولى هدفها، كرر الجندي جريمته وأطلق النار من بندقيته ولكن هذه المرة مباشرة نحو صدر القاضي فاخترقت الرصاصة الاولى جسده، ليرتد القاضي إلى الخلف خطوة تبعها بخطوة اخرى عندما اصابته الرصاصة الثانية، تبعها رصاصة ثالثة بصدره ألقت بجسده على الارض مغشيا عليه لا يحرك ساكنا، عدا عن دماءه التي بدأت تسيل من جسده لتروي تراب الارض بطهرها.. ليرتقي شهيد الكرامة على معبر الكرامة في شهر الكرامة، حيث يصادف ذكرى معركة الكرامة التي وقعت في 21 آذار 1968 بين اسرائيل وثوار حركة فتح والجيش الاردني في ذات المنطقة.
صدمة وصراخ وبكاء فإغماءات ألمت بركاب الحافلة لهول المشهد وبشاعته، لم أصدق ما حدث بكل برادة أعصاب.. قتل الجندي القاضي دون أي ذنب أو جرم اقترفه سوى أنه حاول أن يحمي كرامته التي مسّها... الدقائق تمضي وما زال جسده ممدداً على الارض وعشرات الجنود بدأوا يطوقون الحافلة ويصرخون بالمسافرين لمنعهم من النزول... نصف ساعة مضت ومازالت دماء القاضي تنهمر من جسده ولم يقترب أحد منه....
انقضت النصف ساعة فإذ بطواقم الاسعاف الاسرائيلية تصل.. قلبت جسد القاضي وحاولت أن تجري له تنفسا اصطناعيا لكن دون جدوى فحلّقت الروح وبقي الجسد.
ويضيف زيد لـ معا : بدأ المسعفون بلف جثمان الشهيد القاضي بالقصدير لتغطيته، في حين قامت الشرطة الاسرائيلية بتطويق مسرح الجريمة بالشريط الاحمر، ثم صعد الجنود إلى الحافلة وطلبوا من الركاب النزول والانبطاح ارضا ليبدأ الجنود ساعات بالتفتيش المذل لنا ولحقائبنا وللحافلة.
وصل ضباط المخابرات والمحققون الاسرائيليون إلى مسرح الجريمة، وكإجراء اعتيادي لا بد من أخذ افادة الشهود، فأخذ الجنود المسافرين كل على حدا وبدأوا يلقوا عليهم بالأسئلة "هل تعرفون هذا الشخص أو هل لكم علاقة به؟" والحديث هنا عن القاضي، "كيف حدثت القصة، اروا لنا ما شاهدتموه هنا".
ما زال التفتيش والتحقيق مستمرا بعد، لكن لدقائق توقف من أجل أن يتم فحص متاع وحقائب الشهيد في الحافلة، فيقول الشاهد زيد لـ معا "أنزل الجنود حقائب القاضي من الحافلة وسألونا ماذا بداخلها، فطلبت من أحد الضباط أن افتحها لا اعرف ما بداخلها لكنه رفض وطلب منا الابتعاد، قبل أن تقوم وحدة اسرائيلية بتفجيرها".
"مضت الساعات وبدأت أشعة الشمس تغير وضعيتها العمودية فوق رؤسنا، الساعة الأن الثانية من بعد ظهر يوم عصيب، وأخيراً محرك حافلتنا عاد ينبض الحياة من جديد في أجزاء الحافلة، غادرنا النقطة الامنية ودخلنا الجسر الاسرائيلي ومن ثم وصلنا لمعبر الكرامة والصمت يخيم على أجواء المسافرين لهول الصدمة" وبهذه الكلمات أنهى الشاهد زيد سرد جزاء من حكاية يحياها الشعب الفلسطيني يومياً.
وكانت إسرائيل زعمت أن الشاب زعيتر حاول خطف سلاح أحد أفراد الحراسة التي تتولى أمن المعبر، ما دفع الحراس والجنود في المكان إلى إطلاق النار عليه.
يذكر أن الشهيد رائد علاء الدين نافع زعيتر (38 عاما) قاضي محكمة صلح عمان وهو فلسطيني من نابلس ويحمل الجنسية الأردنية.
(معا الاخبارية)
كثيرة هي الروايات الاسرائيلية التي تتبع جرائم استهداف الفلسطينيين.. الا أن الحقيقة لا بد أن تظهر يوماً ما، وهنا برزت على لسان مواطن كان بجانب الشهيد في رحلة العودة.
محمد زيد شاهد عيان على واقعة جريمة اقترفها جنود الاحتلال الإسرائيلي، شاءت الصدفة أن يكون على بعد أمتار قليلة من القاضي الزعيتر قبل أن يختطف الاحتلال حياته برصاصات اخترقت جسده ليرتقي شهيدا.
وروى زيد لـ معا أنه وعند الساعة الثامنة صباحاً وصلت حافلة المسافرين التي تقلهم عند نقطة الفحص والتفتيش الاسرائيلية الواقعة بين جسر الاردن والجسر الإسرائيلي، ليترجل المسافرون من الحافلة تمهيداً لتفتيشهم..، دقائق قليلة مضت وانتهى التفتيش، ليصعد جميع الركاب إلى الحافلة، عدا القاضي الزعيتر وأنا وفتاة أخرى من المسافرين الذين كانوا يهمون بالصعود إلى الحافلة ولثوان قليلة كان تأخيرهم عن باقي الركاب.
ويتابع زيد سرد واقع الجريمة كما هي: " ثلاثتنا كنا نهُمُ بالصعود للحافلة، إلا أن جندياً اسرائيلياً دفع القاضي بيده ما تسبب بمناوشات بينه والجندي، رد عليها جندي آخر بدفع القاضي من جديد ما تسبب بسقوطه على الأرض، لكن كرامة القاضي ضخت الدماء بجسده لينهض من سقوطه ويدفع الجندي الاسرائيلي غاضباً على هذا التصرف، فما كان من الجندي الا أن رفع سلاحه ووجه نحو القاضي ليطلق رصاصة نحوه اخطأت هدفها وارتطمت بالارض....
الساعة الثامنة و15 دقيقة، حدث ما لم يكن بالحسبان فبعد أن أخطأت الرصاصة الاولى هدفها، كرر الجندي جريمته وأطلق النار من بندقيته ولكن هذه المرة مباشرة نحو صدر القاضي فاخترقت الرصاصة الاولى جسده، ليرتد القاضي إلى الخلف خطوة تبعها بخطوة اخرى عندما اصابته الرصاصة الثانية، تبعها رصاصة ثالثة بصدره ألقت بجسده على الارض مغشيا عليه لا يحرك ساكنا، عدا عن دماءه التي بدأت تسيل من جسده لتروي تراب الارض بطهرها.. ليرتقي شهيد الكرامة على معبر الكرامة في شهر الكرامة، حيث يصادف ذكرى معركة الكرامة التي وقعت في 21 آذار 1968 بين اسرائيل وثوار حركة فتح والجيش الاردني في ذات المنطقة.
صدمة وصراخ وبكاء فإغماءات ألمت بركاب الحافلة لهول المشهد وبشاعته، لم أصدق ما حدث بكل برادة أعصاب.. قتل الجندي القاضي دون أي ذنب أو جرم اقترفه سوى أنه حاول أن يحمي كرامته التي مسّها... الدقائق تمضي وما زال جسده ممدداً على الارض وعشرات الجنود بدأوا يطوقون الحافلة ويصرخون بالمسافرين لمنعهم من النزول... نصف ساعة مضت ومازالت دماء القاضي تنهمر من جسده ولم يقترب أحد منه....
انقضت النصف ساعة فإذ بطواقم الاسعاف الاسرائيلية تصل.. قلبت جسد القاضي وحاولت أن تجري له تنفسا اصطناعيا لكن دون جدوى فحلّقت الروح وبقي الجسد.
ويضيف زيد لـ معا : بدأ المسعفون بلف جثمان الشهيد القاضي بالقصدير لتغطيته، في حين قامت الشرطة الاسرائيلية بتطويق مسرح الجريمة بالشريط الاحمر، ثم صعد الجنود إلى الحافلة وطلبوا من الركاب النزول والانبطاح ارضا ليبدأ الجنود ساعات بالتفتيش المذل لنا ولحقائبنا وللحافلة.
وصل ضباط المخابرات والمحققون الاسرائيليون إلى مسرح الجريمة، وكإجراء اعتيادي لا بد من أخذ افادة الشهود، فأخذ الجنود المسافرين كل على حدا وبدأوا يلقوا عليهم بالأسئلة "هل تعرفون هذا الشخص أو هل لكم علاقة به؟" والحديث هنا عن القاضي، "كيف حدثت القصة، اروا لنا ما شاهدتموه هنا".
ما زال التفتيش والتحقيق مستمرا بعد، لكن لدقائق توقف من أجل أن يتم فحص متاع وحقائب الشهيد في الحافلة، فيقول الشاهد زيد لـ معا "أنزل الجنود حقائب القاضي من الحافلة وسألونا ماذا بداخلها، فطلبت من أحد الضباط أن افتحها لا اعرف ما بداخلها لكنه رفض وطلب منا الابتعاد، قبل أن تقوم وحدة اسرائيلية بتفجيرها".
"مضت الساعات وبدأت أشعة الشمس تغير وضعيتها العمودية فوق رؤسنا، الساعة الأن الثانية من بعد ظهر يوم عصيب، وأخيراً محرك حافلتنا عاد ينبض الحياة من جديد في أجزاء الحافلة، غادرنا النقطة الامنية ودخلنا الجسر الاسرائيلي ومن ثم وصلنا لمعبر الكرامة والصمت يخيم على أجواء المسافرين لهول الصدمة" وبهذه الكلمات أنهى الشاهد زيد سرد جزاء من حكاية يحياها الشعب الفلسطيني يومياً.
وكانت إسرائيل زعمت أن الشاب زعيتر حاول خطف سلاح أحد أفراد الحراسة التي تتولى أمن المعبر، ما دفع الحراس والجنود في المكان إلى إطلاق النار عليه.
يذكر أن الشهيد رائد علاء الدين نافع زعيتر (38 عاما) قاضي محكمة صلح عمان وهو فلسطيني من نابلس ويحمل الجنسية الأردنية.
(معا الاخبارية)