كرة القدم..لإعطاء جرعة أمل للاجئات السوريات في مخيم الزعتري
جو 24 : رغم سحب الغبار التي عمت الصحراء بعد توافد المئات من النازحين الجدد إلى مخيم الزعتري، على بعد 15 كيلومتراً من الحدود السورية الأردنية، إلا أن الشابة الأردنية عبير الرنتيسي ما زالت تخطط للدرس الثاني في تعليم أصول لعبة كرة القدم.
الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عاما، فهي قصيرة، وتربط شعرها إلى الوراء، وتضع نظارة سميكة على عينيها، وتقف خارج الخيم الكبيرة حيث يتم تدريب مجموعة من الرجال السوريين، على أساسيات لعبة كرة القدم.
"كرة القدم"، تقول الرنتيسي وهي تصرخ من الضحك لشبكة CNN، بينما تنقل عينيها إلى مجموعة من الأطفال الصغار في مكان قريب، وهم يركلون الكرة في ملعب من الرمال، وتضيف "نحن جميعا نتكلم لغة كرة القدم."
الرنتيسي هي نجمة المنتخب الأردني النسائي الوطني، والذي يستعد لبطولة يمكن أن تؤهل المملكة لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.
ولكن، في الوقت الراهن، يبدو أن الرنتيسي لديها أعمال أكثر أهمية للقيام بها، فهي تدرب الفتيات السوريات على لعبة كرة القدم، بعدما هربن من ويلات الحرب الأهلية، ووجدن أنفسهم في واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
وواجهت جميع اللاعبات اللواتي دربتهن الرنتيسي تقريباً، التفجيرات، ووفاة عائلات بأكملها والاعتداء، والاغتصاب.
وفي هذا السياق، توضح الرنتيسي شارحة الحالة العاطفية والجسدية الهشة للاعبات قائلة: "الشيء الرئيسي الذي يمكننا العمل عليه يتمثل بالثقة بالنفس." وتضيف: "لجلب هؤلاء الناس إلى هنا وإقناعهم بأنهم يستطيعون تحقيق ما يريدون، يجب أن نجعلهم أقوياء بعدما عانوا كل ما عانوه في سوريا."
ويبقى أن التعامل مع الندوب العاطفية للحرب الأهلية يعتبر مهمة صعبة، ولكن هناك أيضا عقبة إضافية تتمثل في التغلب على التقاليد الاجتماعية، خصوصاً أن غالبية اللاجئين في مخيم الزعتري جاؤوا من جنوب سوريا، وهم من الطائفة السنية.
ومن الصعوبة على الفتيات الصغيرات أن يلعبن كرة القدم في تلك البيئة، خصوصاً أن المشكلة الأكبر في هذا المخيم المترامي الأطراف، وفقا للرنتيسي ، تتمثل بالخصوصية .
وفي هذا الإطار، تقول الرنتيسي "جميع هؤلاء أتوا من مجتمعات محافظة ولا يسمح لهن باللعب في الأماكن العامة، لذا يجب أن نتأكد من أن الفتيات يمارسن هذه اللعبة بمكان يضمن لهن الخصوصية طوال الوقت."
وتشير الرنتيسي إلى أن "المشكلة الكبيرة تتمثل بأن المخيم مفتوح من جميع الزوايا، لذا يجب أن نجد لهن مكانا آمنا حتى يلعبن. ويجب علينا أن نعثر على أماكن خاصة حتى تتمكن الفتيات من المشاركة."
وفي مكان قريب من الخصوصية قدر الإمكان، وبعيدا عن أعين الرجل، تدرب الرنتيسي اللاعبات، ولكن يستغرق الأمر وقتا كبيرا لكسب ثقتهن.
وتشرح الرنتيسي أن "النساء في الزعتري ليس لديهن فكرة عن الرياضة أبداً." وغالباً، ما تسألها اللاعبات "ما تقصدين بمعنى الرياضة؟" وبينما ازدهرت كرة القدم النسائية في جميع أنحاء العالم، فإن اللعبة في الشرق الأوسط، ما زالت محفوفة بالمعارضة الدينية والثقافية على مدى العقد الماضي .
ومثال على ذلك، حظر المنتخب الوطني للنساء في الكويت في العام 2007 بعدما قرر النواب أن ممارسة النساء لكرة القدم تنافي الإسلام.
من جهة أخرى، كان على المنتخب الوطني للمرأة الفلسطينية أن يقاتل ضد التقاليد الاجتماعية داخل المجتمعات المحلية الخاصة به لبناء فريق مختلط من اللاعبات المسلمات والمسيحيات. أما في المملكة العربية السعودية، فلا يوجد أي فريق نسائي. ولكن المواقف يبدو أنها تتغير تدريجياً.
وأسس المنتخب النسائي في الأردن، في العام 2005، وحصل على الدعم من الأمير علي بن الحسين ، أي الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله الثاني، والذي انتخب مؤخراً نائباً للرئيس في اللجنة التنفيذية للفيفا .
وتم بناء 15 مركز تدريبي جديد للفتيات، إذ كان للأمير دوره الفعال في دفع التغيير الذي يسمح للنساء المسلمات بارتداء الحجاب لتغطية شعرهن أثناء مباريات كرة القدم. ويمكن لهذا التغيير أن يحدث ثورة في لعبة كرة القدم في الشرق الأوسط وخصوصاً لملايين النساء اللواتي لولا ذلك كن سيمنعن من اللعب.
وفي السنوات القليلة الماضية وحدها، تم إنشاء فرق وطنية للمرأة في الإمارات العربية المتحدة وقطر، والكويت.
أما أعظم قصة نجاح، فكانت للمنتخب الأردني مع الرنتيسي، والتي تجد أن للفائز بكأس العالم اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان يشكل مصدر إلهام بالنسبة لها.
وتؤكد الرنتيسي: "أنا من عمان وبدأت باللعب عندما كان عمري 13 عاما". وتضيف: "في الأردن ليس لدينا المشاكل الاجتماعية ذاتها التي يعاني منها الفلسطينيين مثلاً ولكن، كنا نعاني منها فيما مضى .
وفي غضون ثماني سنوات، فإن المنتخب الأردني تأهل إلى تصفيات كأس العالم في آسيا. وسجلت الرنتيسي رقما قياسيا عالميا على الكويت في مباراة تأهل واحدة.
وتقام البطولة في مايو/آيار المقبل، وإذا وصل الأردن إلى الدور نصف النهائي فسوف يتأهل لنهائيات كأس العالم، وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها فريق في المنطقة من الوصول إلى ذلك."
وتقول الرنتيسي: "يجب علينا أن ننظر إلى فرق جديدة في قطر والكويت وتقديم الدعم لها."
ويعتبر مشروع الزعتري بمثابة تعاون بين مشروع التنمية الآسيوي لكرة القدم، الذي أنشأه الأمير علي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية.
ويتمثل الهدف من المشروع باستخدام كرة القدم لتعزيز الظروف المعيشية والصحية، وتبديد ساعات الخمول في مخيمات اللاجئين. وانخرط أكثر من ألف طفل وشخص بالغ تحت سن الـ20 عاماً في البرنامج.
ويوضح اللاجئ السوري بسام عمر حسن طالب (31 عاماً) والذي فر من منزله في درعا قبل عدة أشهر أن "كل الأطفال الذين يصلون إلى المخيم هم مدمرين تماما." ويدرب طالب حالياً، الوافدين إلى مخيم الزعتري على كيفية ممارسة لعبة كرة القدم .CNN
الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عاما، فهي قصيرة، وتربط شعرها إلى الوراء، وتضع نظارة سميكة على عينيها، وتقف خارج الخيم الكبيرة حيث يتم تدريب مجموعة من الرجال السوريين، على أساسيات لعبة كرة القدم.
"كرة القدم"، تقول الرنتيسي وهي تصرخ من الضحك لشبكة CNN، بينما تنقل عينيها إلى مجموعة من الأطفال الصغار في مكان قريب، وهم يركلون الكرة في ملعب من الرمال، وتضيف "نحن جميعا نتكلم لغة كرة القدم."
الرنتيسي هي نجمة المنتخب الأردني النسائي الوطني، والذي يستعد لبطولة يمكن أن تؤهل المملكة لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.
ولكن، في الوقت الراهن، يبدو أن الرنتيسي لديها أعمال أكثر أهمية للقيام بها، فهي تدرب الفتيات السوريات على لعبة كرة القدم، بعدما هربن من ويلات الحرب الأهلية، ووجدن أنفسهم في واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
وواجهت جميع اللاعبات اللواتي دربتهن الرنتيسي تقريباً، التفجيرات، ووفاة عائلات بأكملها والاعتداء، والاغتصاب.
وفي هذا السياق، توضح الرنتيسي شارحة الحالة العاطفية والجسدية الهشة للاعبات قائلة: "الشيء الرئيسي الذي يمكننا العمل عليه يتمثل بالثقة بالنفس." وتضيف: "لجلب هؤلاء الناس إلى هنا وإقناعهم بأنهم يستطيعون تحقيق ما يريدون، يجب أن نجعلهم أقوياء بعدما عانوا كل ما عانوه في سوريا."
ويبقى أن التعامل مع الندوب العاطفية للحرب الأهلية يعتبر مهمة صعبة، ولكن هناك أيضا عقبة إضافية تتمثل في التغلب على التقاليد الاجتماعية، خصوصاً أن غالبية اللاجئين في مخيم الزعتري جاؤوا من جنوب سوريا، وهم من الطائفة السنية.
ومن الصعوبة على الفتيات الصغيرات أن يلعبن كرة القدم في تلك البيئة، خصوصاً أن المشكلة الأكبر في هذا المخيم المترامي الأطراف، وفقا للرنتيسي ، تتمثل بالخصوصية .
وفي هذا الإطار، تقول الرنتيسي "جميع هؤلاء أتوا من مجتمعات محافظة ولا يسمح لهن باللعب في الأماكن العامة، لذا يجب أن نتأكد من أن الفتيات يمارسن هذه اللعبة بمكان يضمن لهن الخصوصية طوال الوقت."
وتشير الرنتيسي إلى أن "المشكلة الكبيرة تتمثل بأن المخيم مفتوح من جميع الزوايا، لذا يجب أن نجد لهن مكانا آمنا حتى يلعبن. ويجب علينا أن نعثر على أماكن خاصة حتى تتمكن الفتيات من المشاركة."
وفي مكان قريب من الخصوصية قدر الإمكان، وبعيدا عن أعين الرجل، تدرب الرنتيسي اللاعبات، ولكن يستغرق الأمر وقتا كبيرا لكسب ثقتهن.
وتشرح الرنتيسي أن "النساء في الزعتري ليس لديهن فكرة عن الرياضة أبداً." وغالباً، ما تسألها اللاعبات "ما تقصدين بمعنى الرياضة؟" وبينما ازدهرت كرة القدم النسائية في جميع أنحاء العالم، فإن اللعبة في الشرق الأوسط، ما زالت محفوفة بالمعارضة الدينية والثقافية على مدى العقد الماضي .
ومثال على ذلك، حظر المنتخب الوطني للنساء في الكويت في العام 2007 بعدما قرر النواب أن ممارسة النساء لكرة القدم تنافي الإسلام.
من جهة أخرى، كان على المنتخب الوطني للمرأة الفلسطينية أن يقاتل ضد التقاليد الاجتماعية داخل المجتمعات المحلية الخاصة به لبناء فريق مختلط من اللاعبات المسلمات والمسيحيات. أما في المملكة العربية السعودية، فلا يوجد أي فريق نسائي. ولكن المواقف يبدو أنها تتغير تدريجياً.
وأسس المنتخب النسائي في الأردن، في العام 2005، وحصل على الدعم من الأمير علي بن الحسين ، أي الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله الثاني، والذي انتخب مؤخراً نائباً للرئيس في اللجنة التنفيذية للفيفا .
وتم بناء 15 مركز تدريبي جديد للفتيات، إذ كان للأمير دوره الفعال في دفع التغيير الذي يسمح للنساء المسلمات بارتداء الحجاب لتغطية شعرهن أثناء مباريات كرة القدم. ويمكن لهذا التغيير أن يحدث ثورة في لعبة كرة القدم في الشرق الأوسط وخصوصاً لملايين النساء اللواتي لولا ذلك كن سيمنعن من اللعب.
وفي السنوات القليلة الماضية وحدها، تم إنشاء فرق وطنية للمرأة في الإمارات العربية المتحدة وقطر، والكويت.
أما أعظم قصة نجاح، فكانت للمنتخب الأردني مع الرنتيسي، والتي تجد أن للفائز بكأس العالم اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان يشكل مصدر إلهام بالنسبة لها.
وتؤكد الرنتيسي: "أنا من عمان وبدأت باللعب عندما كان عمري 13 عاما". وتضيف: "في الأردن ليس لدينا المشاكل الاجتماعية ذاتها التي يعاني منها الفلسطينيين مثلاً ولكن، كنا نعاني منها فيما مضى .
وفي غضون ثماني سنوات، فإن المنتخب الأردني تأهل إلى تصفيات كأس العالم في آسيا. وسجلت الرنتيسي رقما قياسيا عالميا على الكويت في مباراة تأهل واحدة.
وتقام البطولة في مايو/آيار المقبل، وإذا وصل الأردن إلى الدور نصف النهائي فسوف يتأهل لنهائيات كأس العالم، وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها فريق في المنطقة من الوصول إلى ذلك."
وتقول الرنتيسي: "يجب علينا أن ننظر إلى فرق جديدة في قطر والكويت وتقديم الدعم لها."
ويعتبر مشروع الزعتري بمثابة تعاون بين مشروع التنمية الآسيوي لكرة القدم، الذي أنشأه الأمير علي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية.
ويتمثل الهدف من المشروع باستخدام كرة القدم لتعزيز الظروف المعيشية والصحية، وتبديد ساعات الخمول في مخيمات اللاجئين. وانخرط أكثر من ألف طفل وشخص بالغ تحت سن الـ20 عاماً في البرنامج.
ويوضح اللاجئ السوري بسام عمر حسن طالب (31 عاماً) والذي فر من منزله في درعا قبل عدة أشهر أن "كل الأطفال الذين يصلون إلى المخيم هم مدمرين تماما." ويدرب طالب حالياً، الوافدين إلى مخيم الزعتري على كيفية ممارسة لعبة كرة القدم .CNN