الجيش العربي يحتفل بالذكرى ال 46 لمعركة الكرامة الخالدة
جو 24 : في مثل هذا اليوم من كل عام تطالعنا صفحات مشرقة من تاريخنا المجيد، ومحطة من محطات العزم والإيمان ، وأمثولة الجيش العربي في الصبر والكبرياء..
ففي الحادي والعشرين من آذار وقبل 46 عاماً شهدت أرض الرباط والمرابطين أعنف المعارك مع عدوٍ متغطرس امتلك العدة والعتاد، واختال بصلفه وغروره وغطرسته، ورفع أنفه بعد نشوة حزيران 67 ليمد جسوراً من الوهم والخيال، ويضع سيناريوهات السياسة والاحتلال والاقتصاد والإعلام لتوسيع حدود كيانه وتحقيق أحلامه..
وفي ليلة الحادي والعشرين من آذار زحفت جحافله بصمت بعد اعتداءات على طول جبهتنا الغربية لم تتوقف منذ حرب عام 1967 وهو يسعى لترجمة أطماعه والسعي لتنفيذ مخططاته وهو يحيط نفسه بهالة من العنجهية والغرور.
أهداف إسرائيل من غزوها للأرض الأردنية
يمكن تلخيص هذه الأهداف بما يلي:
أ. أراد العدو من المعركة تحطيم القيادة الأردنية وقواتها وثقتها بنفسها بعدما فوجئ بالوضع الذي نشأ نتيجة لحرب حزيران وهو رفض الأردن نتائج هذه الحرب حيث بقي صامداً ثابتا بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من أجل إزالة آثار العدوان ، وكانت القيادة الإسرائيلية تعتقد أن الجيش الأردني يعيش مشتتاً بعد حرب حزيران فأخطأت التقدير لأن القيادة الأردنية استطاعت إعادة تنظيم قواتها وبسرعة فائقة واحتلت مواقع دفاعية جديدة على الضفة الشرقية لنهر الأردن لتبقى روح القتال والتصميم على خوض المعركة في أعلى درجاتها وظهرت في صمود أردني رائع .
ب. مع أن العدو أعلن انه قام بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب إلا أن الهدف مغايرٌ تماماً لهذا الإعلان , فالهدف كان احتلال المرتفعات الشرقية من المملكة (البلقاء) والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على توسيع حدودها بضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامها المنشودة (من الفرات إلى النيل).
جـ. محاولة احتلال أراض أردنية شرقي النهر والتشبث بها بقصد المساومة عليها وذلك نظراً للأهمية الإستراتيجية لهذه المرتفعات ولزيادة العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.
د. ضمان الأمن والهدوء على طول خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
هـ. توجيه ضربات مؤثرة وقوية للقوات الأردنية التي كانت توفر الحماية للمقاومين العرب.
و. زعزعة الروح المعنوية والصمود لدى الأردنيين القاطنين في منطقة الأغوار من أجل نزوحهم من أراضيهم ومزارعهم ليشكلوا أعباء جديدة على الدولة وحرمان المقاومة العربية من وجود قواعد لها بين السكان في المنطقة.
ز. المحافظة على الروح المعنوية للجيش والشعب الإسرائيلي لأن أغلبية هذا الشعب غير متجانس من حيث التركيبة السكانية التي جاءت على شكل هجرات صهيونية إلى أرض فلسطين ويتخوف من إحاطة العرب به فأراد العدو أن يقوم بهذه العملية لإزالة حالة الرعب السائدة بين قطاعات الجيش والشعب اليهودي.
ح. أطماع إسرائيل بالمرتفعات الشرقية من الناحية العسكرية والإستراتيجية والاقتصادية , فمناطق الأغوار غنية بالمصادر المائية والزراعية وتشكل مصدراً اقتصادياً واستراتيجياً مهماً بالنسبة للأردن.
وصف مكان المعركة :
لموقع معركة الكرامة أهمية من الناحية الدينية فهي تمثل أرض الرباط في سبيل الله ضمن منطقة بلاد الشام امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بلاد الشام في رباط إلى يوم القيامة ) بالإضافة لوجود العديد من المساجد وأضرحة الصحابة رضوان الله عليهم في منطقة الغور مثل أبي عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وابنه سليمان.
أما أهمية هذه المنطقة الجغرافية والإستراتيجية فإنها تشكل نقطة المركز في قلب الوطن العربي ,فهي أشبه ببوابة تعبر منها الجيوش الذاهبة إلى فلسطين سواء كانت هذه الجيوش قادمة من الشرق أو الغرب، الشمال أو الجنوب وقد كانت مسرحاً لمعارك فاصلة في التاريخ الإسلامي وبوابة للانتصارات التي حققت للأمة هيبتها وكرامتها ومكانتها ونشر رسالة الحق والعدل والإنسانية كمعركة حطين وعين جالوت.
ومنطقة غور الأردن منطقة منخفضة تقع بين سلسلتين جبليتين متناسقتين هما سلسلة الجبال الغربية وسلسلة الجبال الشرقية ويقال انهما كانتا كتلة واحدة وفي العصر الجيولوجي الثالث حدثت حفرة الانهدام التي تشكل من جرائها غور الأردن.
ومنطقة الغور غنية بالمصادر الزراعية والمائية والأشجار فتنتج الخضروات والفواكه وهي مناطق رعوية جيدة أما مصادرها المائية فهي نهر الأردن – بحيرة طبريا – البحر الميت وقناة الغور الشرقية بالإضافة إلى العديد من العيون المائية والبرك والآبار, فالغور عصب الحياة الزراعية والاقتصادية بالنسبة للأردن.
يقع في الغور طريق عرضاني واحد يمتد من الحمة الأردنية وحتى العقبة ,أما الطرق الواصلة بين المرتفعات الشرقية والغربية فهي الجسور ( جسر الملك حسين، وجسر الملك عبدالله، وجسر الأمير محمد ) وتتميز المنطقة بشقيها الشرقي والغربي بصعوبة المواصلات ووعورة المسالك والارتفاعات الشاهقة ووجود الأشجار والمقاطع الصخرية المنحدرة, وهي منطقة إستراتيجية حيث مكامن الأفراد ضد الآليات وإعاقة حركتها في حال أي تقدم من قوات العدو كما حدث في معركة الكرامة.
وتبدو الصورة واضحة أن اليهود اقنعوا أنفسهم بأن النزهة قصيرة والمكاسب كبيرة، لدرجة أن الوصول إلى عمان بات وشيكاً فهو لا يحتاج سوى بضع ساعات وهم لا يعلمون من هي عمان.
قوات الطرفين
...................
القوات الإسرائيلية : نتيجة للمعلومات التي توفرت من مصادر الاستخبارات ومشاهدة أرض المعركة فقد كانت القوات الإسرائيلية تقدر بفرقة مدرعة ( + ) مع أسلحتها المساندة إضافة إلى سلاح الجو وكما يلي:
(1) اللواء المدرع 7.
(2) اللواء المدرع 60.
(3) لواء المشاة الآلي 80.
(4) كتيبة مظليين من لواء المظليين 35.
(5) 5 كتائب مدفعية ميدان ومدفعية ثقيلة.
(6) أربعة أسراب طائرات مقاتلة (ميراج، مستير).
(7) عدد من طائرات الهيلوكبتر القادرة على نقل كتيبتين دفعة واحدة.
(8) كتيبة هندسة مدرعة.
القوات الأردنية: فرقة المشاة الأولى وتدافع عن المنطقة الوسطى والجنوبية ابتداءً من سيل الزرقاء شمالاً وحتى العقبة جنوباً وكانت موزعة على النحو التالي:
(1) لواء حطين يحتل مواقع دفاعية على مقترب ناعور.
(2) لواء الأميرة عالية يحتل مواقع دفاعية على مقترب وادي شعيب.
(3) لواء القادسية يحتل مواقع دفاعية على مقترب العارضة.
(4) يساند اللواء المدرع 60 (لواء الأمير حسن بن طلال) فرقة المشاة الأولى حيث كانت إحدى كتائبه موزعة على الألوية وكتيبة بدور الاحتياط للجيش في منطقة طبربور.
(5) تساند الفرقة ثلاث كتائب مدفعية ميدان وسرية مدفعية ثقيلة.
(6) تساند الفرقة كتيبة هندسة ميدان.
مقتربات القتال :
بدأت معركة الكرامة الخالدة عند الساعة 0530 من صباح يوم 21 آذار 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسية ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المسلحة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك ,وكانت المقتربات كالتالي:
أ. مقترب العارضة .. ويأتي من جسر الأمير محمد (داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط عمان.
ب. مقترب وادي شعيب .. ويأتي من جسر الملك حسين ( اللنبي سابقاً ) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط عمان .
جـ. مقترب سويمة .. ويأتي من جسر الأمير عبدالله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان .
د. مقترب غور الصافي .. ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي وغور المزرعة إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك .
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بآليات نصف مجنزرة والدبابات تساندهم على كل مقترب مجموعات وفصائل من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة المقاومة للدروع 106 ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات.
ونظراً لغرور الإسرائيليين وصلفهم فقد قام الحاكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية بدعوة رؤساء البلديات في الضفة إلى قيادته وأبلغهم أنهم مدعوون لتناول طعام الغداء معه في عمان والسلط , وما كان لهذا الهوس أن يُقهر لولا وقفة الجيش العربي في وجه تلك القوات المهاجمة، حيث قاتل رجاله بكل شجاعة وتضحية مستخدماً ما هو متاح له بأفضل السبل .
ونجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لإحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقاً ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي.
وكانت الغاية من اتساع جبهة المعركة وتعدد المقتربات تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليلها عن الهجوم الرئيسي، وهذا يؤكد أن القوات الموجودة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية ، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم: وكما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967. بترا
ففي الحادي والعشرين من آذار وقبل 46 عاماً شهدت أرض الرباط والمرابطين أعنف المعارك مع عدوٍ متغطرس امتلك العدة والعتاد، واختال بصلفه وغروره وغطرسته، ورفع أنفه بعد نشوة حزيران 67 ليمد جسوراً من الوهم والخيال، ويضع سيناريوهات السياسة والاحتلال والاقتصاد والإعلام لتوسيع حدود كيانه وتحقيق أحلامه..
وفي ليلة الحادي والعشرين من آذار زحفت جحافله بصمت بعد اعتداءات على طول جبهتنا الغربية لم تتوقف منذ حرب عام 1967 وهو يسعى لترجمة أطماعه والسعي لتنفيذ مخططاته وهو يحيط نفسه بهالة من العنجهية والغرور.
أهداف إسرائيل من غزوها للأرض الأردنية
يمكن تلخيص هذه الأهداف بما يلي:
أ. أراد العدو من المعركة تحطيم القيادة الأردنية وقواتها وثقتها بنفسها بعدما فوجئ بالوضع الذي نشأ نتيجة لحرب حزيران وهو رفض الأردن نتائج هذه الحرب حيث بقي صامداً ثابتا بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من أجل إزالة آثار العدوان ، وكانت القيادة الإسرائيلية تعتقد أن الجيش الأردني يعيش مشتتاً بعد حرب حزيران فأخطأت التقدير لأن القيادة الأردنية استطاعت إعادة تنظيم قواتها وبسرعة فائقة واحتلت مواقع دفاعية جديدة على الضفة الشرقية لنهر الأردن لتبقى روح القتال والتصميم على خوض المعركة في أعلى درجاتها وظهرت في صمود أردني رائع .
ب. مع أن العدو أعلن انه قام بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب إلا أن الهدف مغايرٌ تماماً لهذا الإعلان , فالهدف كان احتلال المرتفعات الشرقية من المملكة (البلقاء) والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على توسيع حدودها بضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامها المنشودة (من الفرات إلى النيل).
جـ. محاولة احتلال أراض أردنية شرقي النهر والتشبث بها بقصد المساومة عليها وذلك نظراً للأهمية الإستراتيجية لهذه المرتفعات ولزيادة العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.
د. ضمان الأمن والهدوء على طول خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
هـ. توجيه ضربات مؤثرة وقوية للقوات الأردنية التي كانت توفر الحماية للمقاومين العرب.
و. زعزعة الروح المعنوية والصمود لدى الأردنيين القاطنين في منطقة الأغوار من أجل نزوحهم من أراضيهم ومزارعهم ليشكلوا أعباء جديدة على الدولة وحرمان المقاومة العربية من وجود قواعد لها بين السكان في المنطقة.
ز. المحافظة على الروح المعنوية للجيش والشعب الإسرائيلي لأن أغلبية هذا الشعب غير متجانس من حيث التركيبة السكانية التي جاءت على شكل هجرات صهيونية إلى أرض فلسطين ويتخوف من إحاطة العرب به فأراد العدو أن يقوم بهذه العملية لإزالة حالة الرعب السائدة بين قطاعات الجيش والشعب اليهودي.
ح. أطماع إسرائيل بالمرتفعات الشرقية من الناحية العسكرية والإستراتيجية والاقتصادية , فمناطق الأغوار غنية بالمصادر المائية والزراعية وتشكل مصدراً اقتصادياً واستراتيجياً مهماً بالنسبة للأردن.
وصف مكان المعركة :
لموقع معركة الكرامة أهمية من الناحية الدينية فهي تمثل أرض الرباط في سبيل الله ضمن منطقة بلاد الشام امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بلاد الشام في رباط إلى يوم القيامة ) بالإضافة لوجود العديد من المساجد وأضرحة الصحابة رضوان الله عليهم في منطقة الغور مثل أبي عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وابنه سليمان.
أما أهمية هذه المنطقة الجغرافية والإستراتيجية فإنها تشكل نقطة المركز في قلب الوطن العربي ,فهي أشبه ببوابة تعبر منها الجيوش الذاهبة إلى فلسطين سواء كانت هذه الجيوش قادمة من الشرق أو الغرب، الشمال أو الجنوب وقد كانت مسرحاً لمعارك فاصلة في التاريخ الإسلامي وبوابة للانتصارات التي حققت للأمة هيبتها وكرامتها ومكانتها ونشر رسالة الحق والعدل والإنسانية كمعركة حطين وعين جالوت.
ومنطقة غور الأردن منطقة منخفضة تقع بين سلسلتين جبليتين متناسقتين هما سلسلة الجبال الغربية وسلسلة الجبال الشرقية ويقال انهما كانتا كتلة واحدة وفي العصر الجيولوجي الثالث حدثت حفرة الانهدام التي تشكل من جرائها غور الأردن.
ومنطقة الغور غنية بالمصادر الزراعية والمائية والأشجار فتنتج الخضروات والفواكه وهي مناطق رعوية جيدة أما مصادرها المائية فهي نهر الأردن – بحيرة طبريا – البحر الميت وقناة الغور الشرقية بالإضافة إلى العديد من العيون المائية والبرك والآبار, فالغور عصب الحياة الزراعية والاقتصادية بالنسبة للأردن.
يقع في الغور طريق عرضاني واحد يمتد من الحمة الأردنية وحتى العقبة ,أما الطرق الواصلة بين المرتفعات الشرقية والغربية فهي الجسور ( جسر الملك حسين، وجسر الملك عبدالله، وجسر الأمير محمد ) وتتميز المنطقة بشقيها الشرقي والغربي بصعوبة المواصلات ووعورة المسالك والارتفاعات الشاهقة ووجود الأشجار والمقاطع الصخرية المنحدرة, وهي منطقة إستراتيجية حيث مكامن الأفراد ضد الآليات وإعاقة حركتها في حال أي تقدم من قوات العدو كما حدث في معركة الكرامة.
وتبدو الصورة واضحة أن اليهود اقنعوا أنفسهم بأن النزهة قصيرة والمكاسب كبيرة، لدرجة أن الوصول إلى عمان بات وشيكاً فهو لا يحتاج سوى بضع ساعات وهم لا يعلمون من هي عمان.
قوات الطرفين
...................
القوات الإسرائيلية : نتيجة للمعلومات التي توفرت من مصادر الاستخبارات ومشاهدة أرض المعركة فقد كانت القوات الإسرائيلية تقدر بفرقة مدرعة ( + ) مع أسلحتها المساندة إضافة إلى سلاح الجو وكما يلي:
(1) اللواء المدرع 7.
(2) اللواء المدرع 60.
(3) لواء المشاة الآلي 80.
(4) كتيبة مظليين من لواء المظليين 35.
(5) 5 كتائب مدفعية ميدان ومدفعية ثقيلة.
(6) أربعة أسراب طائرات مقاتلة (ميراج، مستير).
(7) عدد من طائرات الهيلوكبتر القادرة على نقل كتيبتين دفعة واحدة.
(8) كتيبة هندسة مدرعة.
القوات الأردنية: فرقة المشاة الأولى وتدافع عن المنطقة الوسطى والجنوبية ابتداءً من سيل الزرقاء شمالاً وحتى العقبة جنوباً وكانت موزعة على النحو التالي:
(1) لواء حطين يحتل مواقع دفاعية على مقترب ناعور.
(2) لواء الأميرة عالية يحتل مواقع دفاعية على مقترب وادي شعيب.
(3) لواء القادسية يحتل مواقع دفاعية على مقترب العارضة.
(4) يساند اللواء المدرع 60 (لواء الأمير حسن بن طلال) فرقة المشاة الأولى حيث كانت إحدى كتائبه موزعة على الألوية وكتيبة بدور الاحتياط للجيش في منطقة طبربور.
(5) تساند الفرقة ثلاث كتائب مدفعية ميدان وسرية مدفعية ثقيلة.
(6) تساند الفرقة كتيبة هندسة ميدان.
مقتربات القتال :
بدأت معركة الكرامة الخالدة عند الساعة 0530 من صباح يوم 21 آذار 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسية ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المسلحة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك ,وكانت المقتربات كالتالي:
أ. مقترب العارضة .. ويأتي من جسر الأمير محمد (داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط عمان.
ب. مقترب وادي شعيب .. ويأتي من جسر الملك حسين ( اللنبي سابقاً ) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط عمان .
جـ. مقترب سويمة .. ويأتي من جسر الأمير عبدالله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان .
د. مقترب غور الصافي .. ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي وغور المزرعة إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك .
وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بآليات نصف مجنزرة والدبابات تساندهم على كل مقترب مجموعات وفصائل من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة المقاومة للدروع 106 ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات.
ونظراً لغرور الإسرائيليين وصلفهم فقد قام الحاكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية بدعوة رؤساء البلديات في الضفة إلى قيادته وأبلغهم أنهم مدعوون لتناول طعام الغداء معه في عمان والسلط , وما كان لهذا الهوس أن يُقهر لولا وقفة الجيش العربي في وجه تلك القوات المهاجمة، حيث قاتل رجاله بكل شجاعة وتضحية مستخدماً ما هو متاح له بأفضل السبل .
ونجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لإحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقاً ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي.
وكانت الغاية من اتساع جبهة المعركة وتعدد المقتربات تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليلها عن الهجوم الرئيسي، وهذا يؤكد أن القوات الموجودة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية ، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم: وكما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967. بترا